رابعا : مرتزقة عسكر موريتانيا الحاكم يَبْتَـزُّ الجزائر والمغرب معاً من أجل أن يبقى الوضع الحالي إلى الأبد:
لقد كانت حركات ولد الغزواني سواءا داخليا أو خارجيا مجرد تكتيك لاستفزاز مافيا جنرالات الجزائر حتى يمنحوه أكثر مما يريد من العطايا، فالادعاء بمحاكمة أزلام مافيا جنرالات الجزائر داخل موريتانيا كانت زوبعة في فنجان إذ سرعان ما تم إطلاق سراح الرئيس السابق ولد عبد العزيز والذي كان يبيت في منزله دائما لأنه مرتاح لكونه متأكد جدا أن عسكر موريتانيا الحاكم قد سقط نهائيا بين مخالب مافيا جنرالات الجزائر وليس هناك أي تراجع عن هذا الاختيار، وسار عليه ولد الغزواني وجعله المصير الأوحد للشعب الموريتاني ، أما خارجيا وما يهمه هنا هو علاقته مع المغرب ، أظهر ولد الغزواني للمغرب في البداية بعض مظاهر حسن الجوار ( الغادر) ،لكنه وخاصة يوم 13 نوفمبر 2020 أي بعد أن أظهر المغرب قوته العسكرية في تدخله الْمَرِنِ والسلس لطرد عصابة قطاع الطرق التي أغلقت معبر الكركرات طيلة ثلاثة أسابيع ، وبعد أن دفعت الهندسة العسكرية للقواتالمغربية في الميدان هذا الجدار ليسد نهائيا عبور البوليساريو إلى المحيط الأطلسي ، دفعت هذا الجدار الأمني الجديد بحنكة و خبرة جيدة هو ما أثار غضب مرتزقة عسكر موريتانيا و أَرْعَبَـتْهُـمْ الفعالية والسرعة والدقة فيالإنجاز التي أبان عنها الجيش المغربي بكل صمت وحكمة جعلت دول العالم تحترمه لأنه فتح معبرا دوليا بدون إراقة قطرة دم واحدة ، طبعا ولم يستنكر ذلك سوى العصابة الحاكمة في الجزائر وما بقي من حلفائهم من دول إفريقيا وهي قليلة جدا ( جنوب إفريقيا + أنغولا + ناميبيا الخ ) وهي لا تتجاوز في إفريقيا العشرة وربما أقل من ذلك دون استثناء بعض دول أمريكا اللاتينية ليكون مجموع دول العالم التي لاتزال متورطة مع هذا الكيان الشبح 30 دولة منها عدد كبير يعيش على مساعدات الدولة الجزائرية ودعم أنطمتها الدكتاتورية ،إذن بقي أكثر من 160 في العالم لا تعرف حتى أين يوجد هذا البوليساريو على وجه الأرض … وفي مساء 13 نوفمبر 2020 وصل أحد كبار رجال الأمن الموريتانيين إلى مكان توقف الجدار الأمني المغربي الجديد فوجده يكاد يلامس الحدود الموريتانية المُفْتَرَضَة فثارت ثائرته ومنذ تلك اللحظة استشعر مرتزقة عسكر موريتانيا الحاكمون خطر تَمَاسِّ الحدود بشكل حسّاس خلقه تموقع الجدار الأمني المغربي الجديد بهذا القرب من حدودهم ، لأن عساكر موريتانيا ما كانوا يعتقدون أن البوليساريو كان غائبا عن تلك المنطقة ، لأن مرتزقة عسكرموريتانيا كانوا قد سلموا للبوليساريو تلك المنطقة واطمأنوا لوجودهم بها ، فظهر لمرتزقة عسكر موريتانيا أن الضجيج الذي أقامته البوليساريو في منطقة الكركرات قد كان مجرد فرقعات صبيانية وضجيج إعلامي فج ، أما الواقع فهو شيء آخر ، فأعطى ولد الغزواني أوامره بأن تنتشر جنود موريتانية في الحدود الشمالية في بداية سنة 2021 مما أدى بعسكر موريتانيا إلى إنشاء منطقة “دفاع” حساسة شمال البلاد بمحاذاة الحدودالمغربية الجديدة… ومن هنا دخلت مافيا جنرالات الجزائر لتنبش في التاريخ القديم ولِـتُـذَكِّـرَ الموريتانيين بالمغرب( التوسعي ) الذي لم يتخلى على مطالبته بموريتانيا إلا في سنة 1969 في مؤتمر القمة الإسلامي الذي انعقد في الرباط في نفس السنة ….طبعا كان ليوم 13 نوفمبر 2020 ما بعده عند مرتزقة عسكر موريتانيا ، وما كان أسهل أن يديروا وجوهمم شطر مافيا جنرالات الجزائر الذين كانوا ينتظرون الفرصة وقد جاءتهم على طبق من قصدير ، وما أسرع أن أدارور ظهورهم للمغرب وهكذا انقطعت الصلة بين موريتانيا والمغرب نهائيا وبدأت مؤشرات ذلك بزيارة لِـصٍّ من كبار لُصُوصِ البوليساريو لموريتانيا واستقبله ولد الغزواني ، وسارع وزيرخارجية موريتانيا لرد التحية بأحسن منها فزار العاصمة الجزائر يوم 04 أبريل 2021 وهو فرحان جدا بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل رئاسة ولد الغزواني وبعد أن تم استقباله من المغضوب عليه شعبيا المدعو ( تبون) ، كال المديح لتبون بعد خروجه من عنده مما يدل أن موريتانيا عبارة عن كيان لا يختلف نهائيا عن البوليساريو فهو كيان يعيش من الـتَّسَـوُّلِ وبالتسول لأن شعبه لا كرامة له ولا أنفة ، فإذا قيل له قل ( عاش المغرب قال عاش المغرب ) وإذا قيل له قل ( تحيى الجزائر قال تحيى الجزائر ) ، حكام موريتانيا مرتزقة من العسكر قد وضعوا الشعب الموريتاني تحت ( الصباط ) كما فعل جنرالات الجزائر بالشعب الجزائري طيلة 60 سنة و لا يزالون ، كذلك فعل عسكر موريتانيا الفقير بالشعب الموريتاني الأفقر والأضعف والأكثر خنوعا في المنطقة المغاربية ، فقد كان مديح وزير خارجية موريتانيا لتبون غزيرا ، فمثلا نجد صحفا جزائرية تردد قول الوزير ” لا يمكن أن أحصي مجالات الدعم الذي تقدمه الجزائر لموريتانيا ” وأخرى تقول : ” وزير خارجية موريتانيا يشيد بالدعم “المتواصل” للجزائر للجمهورية الموريتانية ” … وفي عنوان آخر ” لا يمكن أن أحصي مجالات دعمالجزائر لنا ” …ويقول : ” نطمح أن تنتهي الأشغال من طريق تندوف الزويرات قريبا حسب توجيهات الرئيسين، فهي حتى الآن تعبرها الشاحنات ولكن إذا انتهت الأشغال منها سيكون لها دور مهم ” وكل هذه التصريحات تدل على أن موريتانيا في هذه الشهور الأخيرة ( تحلب الجزائر ) ونجد جنرالات الجزائر مؤخرا أكثر سخاءا مع موريتانيا من السابق ، فهل تخشى مافيا الجنرالات أن تفتح موريتانيا في يوم من الأيام قنصلية لها بالداخلة أو العيون ؟ مع العلم أننا ليس لدينا أي فكرة عما ستفعله مع المغرب غدا أو بعد غد لأن التَّسَـوُّلَ عادة قبيحة اكتسبها حكام موريتانيا ، ومَنْ بَـنَى سياسته على التَّسَـوُّلِ فلن يفكر في العمل … ولا فرق بين المُـتَسَـوِّلِ والابتزازي ، فمرتزقة عسكر موريتانيا يبتزون الجزائر والمغرب معا مستغلين قضية الصحراء ، أما مايدور في أذهانهم فالله به أعلم … فالمتسول إنسان حَقَـرَ نفسه قبل غيره وأراق ماء وجهه، واستغنى عن كرامتهوحيائه، وبدأ يمد يديه للناس أعطَوْه أو منعوه ، إن مرتزقة عسكر موريتانيا هكذا صنعتهم فرنسا وسيبقون كذلك لأنهم لا ينتجون شيئا البتة ولن يستطيعوا ، ولنا مثال صارخ على ذلك ففي 04 أبريل 2021 قررت ” وزارة التجارة الموريتانية وقف استيراد الطماطم والجزر، والسماح باستيراد حمولة شاحنتين فقط يوميا من الطماطم، حمولة كلمنهما لا تتجاوز 30 طنا.” وهو القرار المُتَـسَـرِّعُ الذي سرعان ما تراجعت عنه وزارة التجارة الموريتانية بسببالإقبال على الخضر المغربية في شهر رمضان المبارك حيث تنازلت الوزارة نفسها عن القرار المذكور يوم 09 أبريل2021 ، إنه التسرع والتهور في اتخاذ قرارات تهم العيش اليومي للشعب الموريتاني والذي كان المغرب يضمنه له طيلة سنين لا يمكن حصر عددها ، لأنه في نواكشوط مسجد يسمى مسجد محمد الخامس وبجانبه السوق الكبير للخضر والفواكه المغربية المسمى سوق المغرب ، حيث لو سألنا موريتانيا كم من سنة وهو يعرف هذه السوق المغربية لعجز عن الجواب لأجاب : منذ فتحتُ عيني في نواكشوط وأنا أعرف سوق المغرب … وزيرالتجارة يمنع دخول شاحنات الطماطم والجزر اليوم وبعد أربعة أيام يندم على قراره ويتراجع عنه لسبب بسيط فهو أنه لن يستطيع توفير ما منعه عن الشعب ، وحتى الحليف (مافيا جنرالات الجزائر) حالهم من حاله ، لكن البروباغاندا هي الهدف ، فقرار المنع كان بالطبل والمزمار وموجها للشعب والتراجع عن القرار لم يسمع به أحد ، وقد ينشرون بين الناس أن الطماطم والجزر المتوفر في السوق في رمضان هو إنتاج موريتاني أو إنه قادم من الجزائر الشقيقة رغم أن سوق المغرب في نواكشوط يعتبر فضيحة موريتانية علنية صارخة تُوَلْوِلُ ليل نهار بأن موريتانيا ستموت إذا توقفت عنها خضر وفواكه الجنوب المغربي…. والمصيبة أنه وكما جاء في مذكرات المختار ولد داداه أن كل شيء في الصحراء الاسبانية – حسب تعبيره – متطابق مع موريتانيا جغرافيا وتاريخيا ، هنا نسأله سؤالا مهما : لماذا استطاع المغرب تطوير كثير من المنتوجات الفلاحية في الصحراء المغربية التي تتطابق خصائص أراضيها مع الأراضي الموريتانية باعتراف ولد داداه ولم تستطع موريتانيا فعلَ شَيْءٍ في نفس طبيعة الأرض ؟ الجواب في العقلية الموريتانية وتركيبة الإنسان الموريتاني المتواكل والكسول لأنه تبع سياسة كابرانات فرنسا الحاكمين في الجزائر وهذا أمر مفضوح ، و الإنسان الموريتاني المتواكل والكسول حينما حاول أن يغير حاله وجد نفسه يتسول كل مواد التموين ليعيش ، لم يستطع الخروج عن طبيعة سيده ومولاه ( عسكر الجزائر ) ، إن ما جَـنَاهُ الشعب الجزائري الحر من سياسة التضليل والأكاذيب وتخاريف مافيا جنرالات الجزائر ستجنيه موريتانيا الصغرى أو الكبرى من السير على طريق الجزائرالاقتصادية وخاصة من حيث المنتوجات الفلاحية ، لكن نجد لِفِكْرَةِ الاعتمادِ على المغرب بخصوص الخضروالفواكه وأشياء أخرى منظور آخر وهي أن مرتزقة عسكر موريتانيا يبتز المغرب وفي نفس الوقت يبتز مافيا الجنرالات في الجزائر ، لكن المهم أن تَـتَسَوَّلَ موريتانيا من الجزائر الأموالَ لتشتري بهذه الأموال الخضروالفواكه وأشياء أخرى من المغرب إن أرادت أن يبقى الشعب الموريتاني على قيد الحياة ، وبهذا يكون اقتصاد المغرب هو الرائج والرابح .
ولا يمكن أن أختم مقالتي هذه دون أن أشير إلى غُصَصٍ في حلق جنرالات الجزائر ومرتزقة البوليوساريو وكيف ردوا على هذه الغُصَصِ : الغصص هي : أولا: اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على كامل صحرائه المغربية . ثانيا: اعتبار المغرب مخرجات مؤتمر قمة إفريقي جرى مؤخرا بأنه لاحدث ..ثالثا : مقتل قائد الدرك الصحراوي المقبور الداه البندير في عملية عسكرية مغربية نوعية شكلا ومضمونا ، لأنه مات بصاروخ من طائرة بدون ربان أصابهإصابة مباشرة تركت كابرنات فرنسا في الجزائر وبيادقها من البوليساريو يفكرون ألف مرة كيف أن الجيش المغربي لم يعد هو جيش 1975 ، حيث أن هذه العملية كانت دقيقة جدا استعملت فيها القمرين الاصطناعيين المغربيين في السماء والتكنولوجيا العسكرية المتطورة جدا في عموم الأراضي المغربية ….
رد جنرالات فرنسا الحاكمين على أحرار الشعب الجزائري كان كما يلي : أولا : ضرورة انضمام البوليساريو إلى الأمم المتحدة ، وكأن الأمم المتحدة ( زريبة بهائم ) من زرائب الجزائر …ثانيا : تقول مافيا جنرالات الجزائر وتردد معها البوليساريو : لا مفاوضات مع المغرب إلا بعد أن يخرج المغرب من الصحراء الغربية …. لست أدري هل نصدق العصابة الحاكمة في الجزائر التي تغني أسطوانة ضرورة تعيين ممثل للأمين العام في الصحراء خلفا للألماني المستقيل لاستئناف المفاوضات ؟ أم نصدق الذين يشترطون أن أي مفاوضات مع المغرب لا يمكن أن تجري بين الطرفين إلا بعد خروج المغرب من الصحراء ….نفهم من كل هذا أنه إذا كان في أي خلاف جماعة تشرق وجماعة تغرب فالمقصود هو التمسك باللاحل ، أي إبقاء الحال على ما هو عليه
والدوام لابتزاز مرتزقة عسكر موريتانيا الحاكم للجزائر والمغرب وتلك هي الحقيقة على الأرض …