وهناك عدة ملاحظات على هلوسات ولد داداه في ما يسمى مذكراته ، فمثلا كم كان يبلغ عدد سكان موريتانيا حينما كان يحلم المختار ولد داداه هذا الحلم السريالي ؟ فقد وجدنا في غوغل أنه بعد موت المختار ولد داداه بخمس سنوات أي في عام 2018 بلغ عدد سكان موريتانيا 4.649.658 نسمة بكثافة 3,4 ثلاثة موريتانيين فيالكيلومتر المربع حسب الحدود الحالية لموريتانيا البالغة 1.030.700 كلم مربع ، وإذا اعتبرنا أن البوليساريو اندمج مع موريتانيا لتحقيق ( موريتانيا الكبرى ) المكونة مما ذكرنا سابقا فستصبح مساحة ( موريتانيا الكبرى) هي مساحة موريتانيا الحالية + ما بين الصحراء المغربية ووادي درعة أي ما يقارب 200 ألف كلم مربع + مساحة الصحراء الاسبانية كما يسميها ولد داداه + ثلثي مساحة مالي = ( موريتانيا الكبرى ) حسب ولد داداه.. وكم سيكون عدد سكانها وكثافتهم في كل كيلومتر مربع ؟ وهل تستطيع دويلة موريتانيا مع عسكر المرتزقة الحاكم على شعبها أن يدبر شؤون هذه الدولة السريالية المستحيلة الظهور إلى الوجود والمسماة ( موريتانيا الكبرى ) التي هي خارج منطق التاريخ والجغرافيا في أفق ملايير السنين الضوئية ؟؟؟ … فكيف يمكن لكيان هزيل مثل موريتانيا أن يدبر شؤون هذه الخلوات المترامية الأطراف ، إنه حلمُ مخلوقٍ أَخْرَقَ أَرْعَنَ مَخْبْولٍ …
هذا نموذج من الحمق العربي وهو المختار ولد داداه ، لكنني ألتمس له العذر لأنه بهذا الذي سماه تجميع البيضان في ( موريتانيا الكبرى ) من الحدود الفلانية إلى الحدود العلانية من أجل استمالة البوليساريو الذين أرعبوه لدرجة أنه أدمجهم في ( موريتانيا الكبرى ) حسب ما جاء في مذكراته حيث عرض عليهم بنات خياله المُـتَـوَرِّمِ سرياليا بعد أن استهل كلامه لذلك بأن الموريتانيين والبوليساريو شعب واحد يجب أن يناضل لتحقيقهذه الهلوسات المَرَضِيَّة . وأنا أسرح معه في خياله تذكرت الجزائريين الذين يعيشون في الجنوب الجزائري وهم يشتكون من التهميش الذي عاشوه ولا يزالون يعيشون فيه ، وهنا أفتح قوسا لأقول : كم هي بليغة تلك الصورة التي عبر عنها أحد ساكنة صحراء الجزائر حيث قال ( نعيش في الظلام الدائم منذ 60 سنة لأنه ليس لنا كهرباء وتحت أقدامنا ملايين الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي ، بينما يعيش بعيدا عن هذا المكان بآلاف الكيلومترات فرنسيون يعيشون في النور بفضل الغاز الجزائري هذا الذي تحت أقدامنا نحن الذين في الصحراء الجزائرية ) يا لسخرية الأقدار !!!!
وبعودتنا لموضوعنا نقول : الأكيد أن عصر الرئيس السابق ولد عبد العزيز كان يسير في هذا الاتجاه بدون شك ، لكن ولد الغزواني اتخذ من هذا الحلم السريالي مطية لكسب أصوات الموريتانيين الواقعيين الذين عانوا من طغيان عسكر ولد عبد العزيز وفساده المنتشر في ربوع موريتانيا ونجح محمد ولد الغزواني في انتخابات 22 يونيو 2019 وبدا للجميع أن ولد الغزواني ربما قد يعمل على محاربة الفساد المنتشر في موريتانيا كما هو في الجزائر خاصة وأن الرئيس ولد عبد العزيز سار على نهج مافيا جنرالات الجزائر في علاقتهم مع الشعب تماما ، وكان ولد عبد العزيز يعتمد على مافيا جنرالات الجزائر ماديا ومعنويا ، وقد كَـشَّـرَ ولد الغزواني علىنيابه لخصومه المُفْتَرَضِينَ حينما أعلن عن إمكانية محاكمة الفاسدين الموريتانيين وعلى رأسهم الرئيس السابق ، وبخصوص السياسة الخارجية أظهر نوعا من التفتح في اتجاه المغرب وكما يتداول الشارع سواءا الموريتاني أو المغربي أن هناك تفاؤلا في التقارب بين موريتانيا والمغرب عَـبَّرَ عنه قائدا البلدين حيث عرض كل واحد منهما على الآخر في مكالمة هاتفية أن يزور كل واحد منهما بلد الثاني مرحبين بالدعوتين المتبادلتين …
ثالثا: مرتزقة عسكر موريتانيا الحاكم يتمسكون بالثوابث المنبثقة من مذكرات المتخار ولد داداه نُوجِزُهَا كما يلي :
1) بعد أن تنازل الموريتانيون في البداية عن أطماعهم في الصحراء المغربية كاملة لأن المسيرة الخضراء المغربية وضعتهم أمام الأمر الواقع ، فتنازلوا مؤقتا عن (الساقية الحمراء ووادي الذهب) وقَـنَعُوا بمحافظة ( وادي الذهب) في خضم المسيرة الخضراء التي طردت الاستعمار من الصحراء وهم يتفرجون على هذه المسيرة وكأنهم من سكان ألاسكا ، لكن الحقيقة التي ستظهر فيما بعد هي صفة الجبن والخَـرَعِ والفزع الذي يملأ قلوبهم وذلك ما سَيَظْهَـرُ جَلِيّاً فيما بعد بكونهم لم يهنأوا بمحافظة وادي الذهب يوما واحدا ، وأَنَاخُوا للعسكر الجزائري ومرتزقة البوليساريو حيث شن عليهم المقبور بومدين حروبا متواصلة ما بين 1975 و1978 حتى أنَاخُوا كالبعير الهَرِمِ وسلّمُوا أنفسهم لمافيا جنرالات الجزائر عن طواعية ، فإن الموريتانيين لن ينسوا أبدا حرب بودمين على عين بنتليوبير أم كرين قرب الحدود الجزائرية وبلدة إنال على طريق السكة الحديدية الرابطة بين الزويرات ونواذيبو ، وقدبدأت تلك الهجمات – حسب مذكرات ولد داداه – في السابع من ديسمبر 1975 إلى تاريخ الإطاحة به في 10 يوليوز 1978.
2) بعد التخطيط لمحاولة الغدر بتسليم موريتانيا محافظة وادي الذهب للبوليساريو تنفيذا لما يؤمنون به والذي عبر عنه ولد داداه في مذكراته فيما بعد ، استطاع ملك المغرب أن يتغدى بهم قبل أن يتعشوا به حيثدخلت الجيوش المغربية لمحافظة وادي الذهب في 14 غشت 1978 قبل تسليمها للبوليساريو في فاتح يناير 1979 كما كان الاتفاق بين جبناء عساكر موريتانيا والبوليساريو ومن ورائهم مافيا جنرالات الجزائر ، وأُسْقِطَ في يد العصابة الحاكمة في الجزائر وربيبتها البوليساريو ليبدأوا فيما بعد معركة خاسرة 100 %
3) حسب مذكرات المختار ولد داداه التي يؤكد فيها أن الصحراء الإسبانية ( وهو يُصِرُّ دائما على تسميتها بالصحراء الاسبانية ) حيث يقول ويردد بأن :” الصحراء الاسبانية هي صحراء موريتانية “… لذلك يسير من جاءوا بعده في طريق تنفيذ تحالف ٍ موريتاني مع مافيا جنرالات الجزائر والبوليساريو جميعا ، و بداية المخطط ستكون بإصرارهم الدائم على أن لا تكون لهم حدود مباشرة مع المغرب مُـرَسَّـمَةٌ دوليا ومعترف بها من طرف الأمم المتحدة ، وهو ما سيعملون دائما وأبدا على عرقلته وعدم تنفيذه مهما كانت الظروف وحتى ولو قرر ذلك مجلس الأمن واعترف للمغرب بسيادته على كامل الصحراء المغربية فإن الموريتانيين أو أغلبهم لن يلتزموا بتنفيذ قرار مجلس الأمن ، إذن فمعضلة الحدود المباشرة مع المغرب ستبقى قائمة ولن يعترفوا للمغرب بسيادته على محافظة الساقية الحمراء أو حدودهم معه في وادي الذهب أبدا وإلى يوم القيامة ، لأن المختار ولد داده في مذكراته يعتبر صراحة أن الصحراء ( الإسبانية ) كما يدعوها هي كاملة من حق موريتانيا لأنها امتداد طبيعي لموريتانيا … وهذا خلافٌ جوهري تكرسه في أذهان الموريتانيين مافيا جنرالات الجزائر حتى تبقى موريتانيا في حالة رعب دائم من المغرب (التوسعي) كما تدعي مافيا جنرالات فرنسا الحاكمين على الشعب الجزائري!!!!
4) بعد ضياع الصحراء المغربية من يد مرتزقة عسكر موريتانيا وبدأت معالم الانتصارات المغربية منذ 2008 انتقل مرتزقة عسكر موريتانيا الحاكم برئاسة الكابران الانقلابي محمد ولد عبد العزيز إلى ابتزاز الجزائر والشروع في تنفيذ القطيعة مع المغرب أو شبه القطيعة ( 8 سنوات بدون سفير موريتاني في الرباط ) ، واستفاد مرتزقة عسكر موريتانيا من عطايا الجزائر المباشرة وغير المباشرة وبملايير الدولارات جزاءا لهم على تمسكهم بموقفهم شبه العدائي مع المغرب وانحيازهم للأطروحة الانفصالية وتدعيمها خفية …
5) أظهر مرتزقة عسكر موريتانيا أنهم سَـيُمْسِكُونَ العصا من الوسط بأكذوبة ( الحياد الإيجابي ) المفضوحة منذ تولي ولد عبد العزيز السلطة ، ولم يكن ما يسمى (الحياد الإيجابي) سوى تغطية على أساليب المراوغة والنصب والاحتيال على المغرب الذي أرخى لهم حبل المراوغة وهو يدري ما يفعلون لأنه : هل من المعقول أن يجتمع عند حكام موريتانيا الحياد الإيجابي مع اعتبار أن المغرب ( يحتل الصحراء الغربية ) ؟ فهذا ضَحِكٌ على الذُّقون ، ولم يتخذوا العبرة من بان كي مون الذي زَلَّ لسانه بكون المغرب يحتل الصحراء فقام العالم بإسره ضده واعتبره جاهلا بالقانون الدولي ، فما بالك برعاة الإبل الذين لا يفرقون بين بعرة الجمل والدُّرَرِ النفيسة … يمكن القول بأن المغرب لا يريد فتح جبهة مع صبيان السياسة والذين يرى العالم فيهم دولة ( مُتَسَوِّلِينَ ) لا أقل ولا أكثر .
6) بعد فتح معبر الكركرات من طرف الجيش المغربي وطرد قُطَّاع الطرق من عناصر البوليساريو، أصبح يوم 13 نوفمبر 2020 يوماً تَغَـيَّـرَ فيه الوضع في المنطقة واضطرت موريتانيا أن تحمي حدودها التي أصبحت في احتكاك مباشر مع الجدار الأمني المغربي الجديد ، قلنا تحمي حدودها ليس من البوليساريو ولكن من المغرب ( لأنني كنت أقول ولا أزال أكرر أنه لا فرق بين موريتانيا والبوليساريو مطلقا وقد أَثْبَتَتْ الأيام ما كنت أستشرفه والدليل أن المقبور الداه البندير الذي قُتِلَ قبيل أيام أي في 07 أبريل 2021 بصاروخ مغربي أطلقته طائرة بدونربان هو موريتاني ولا علاقة له بالصحراويين بالساقية الحمراء أو وادي الذهب !!!! )
7) مرتزقة عسكر موريتانيا الحاكم يستغلون هذ الظروف كلها إضافة إلى الثوابت التي ذكرها المختار ولد داداه في مذكراته ووجدوا أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان … فهم بين مطرقة الجزائر وسندان المغرب وخازوق البوليساريو الذي احتل أراضيهم بل أصبح سرطانا ينخر جسم موريتانيا كلها ، وفي المقابل هناك الجُـبْنُ المسيطرُ على الشعب الموريتاني الذي يتفرج على أرضه التي يعبث فيها البوليساريو كما يشاء ، فالشعب الموريتاني يعاني من أي اضطراب في هذا الوضع الساكن مثلما حصل في الأسابيع الثلاثة التي أغلق فيها قُطَّاعُ الطرق معبر الكركرات حيث ارتفع سعر الخضر والفواكه التي كانت تأتيه من المغرب إلى 600 % ومع ذلك فلم يستطع الشعب الموريتاني أن يحرك ساكنا إلا من بعض الهَـمْهَمَاتِ من أُذُنٍ إلى أخرى من شدة الرعب من الجزائر والبوليساريو ..
8) موريتانيا أصبحت محتلة من طرف البوليساريو ، فقد أصبح البوليساريو منتشرا في الجسم الموريتاني كالسرطان ،لأن البوليساريو استغل الفوضى التي دَشَّـنَهَا لهم الرئيس الموريتاني السابق ولد عبد العزيز حيث تركهم يُـدْمِجُونَ الأراضي الموريتانية مع الشريط العازل الذي تخلى عنه المغرب طواعية عند توقيع اتفاقية إطلاقالنار مع الأمم المتحدة عام 1991 ، وفي فترة الرئيس السابق ولد عبد العزيز ظهر مصطلح (الأراضي المحررة ) عند البوليساريو حيث لم يقف البوليساريو عند الشريط العازل بل دفعهم الرئيس الموريتاني السابق لخرق الشريط العازل الواقع شرق الجدار إلى أن وصل بهم إلى الجدار الأمني المغربي أمام أعين ( المينورسو ) التي لم تحرك ساكنا بحجة أنها هيئة أممية للإشراف على الاستفتاء وليس لمراقبة الحدود ، مع العِلْمِ أنه يوجد بين عناصر المينورسو بعض العسكريين لمهمة حراسة أعضاء المينورسو المدنيين فقط …