علمت أخبارنا الجالية من مصادر مطلعة أن الجزائر أرسلت مساعدات غذائية و طبية إلى البوليساريو الذين تأويهم رغم أنها تواجه تحديات اقتصادية صعبة بعد عام من الحراك الشعبي الوطني وأزمة انتشار فيروس “كورونا” المستجد التي أثرت بشكل كبير على اقتصاد بلادها و إنها تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية التي مرت بها في تاريخها، في ظل تراجع قيمة الدينار وارتفاع التضخم وانهيار الاحتياطيات الأجنبية وتوقف الشركات عن العمل إلى جانب انخفاض عائدات النفط.
و رغم أن النزاع في ملف الصحراء المغربية يوجد رسميًا بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، إلّا أن اسم الجزائر يحضر كذلك في هذا النزاع على المستوى الإعلامي. حضور يعود بالأساس إلى احتضان الجزائر لمخيّمات تندوف، مقر البوليساريو ودعمها المتواصل لهذه الجبهة، رغم تأكيد الجزائر ولو على الصعيد الرسمي أنها ليست طرفًا في النزاع.
ولعل من وراء هذا الدعم الجزائري الذي تحظى به البوليساريو مواقف تاريخية تتعلق بالتوتر الذي طبع علاقات المغرب والجزائر منذ السنوات الأولى لاستقلال الدولتين، وتباعدها على المستويين السياسي والعسكري، وكذا تضارب مصالح دولتي الاستعمار اسبانيا وفرنسا على اعتبار أن هذه المنطقة تعتبر من مناطق نفوذهما التقليدية.
ومن هذا المنطلق، يرى الجزائريون أن بلدهم تخسر الكثير من الثروات الطائلة لأجل جبهة البوليساريو على حساب الجزائريين،
ويضيف أحد المواطنين الجزائريين أن الظروف الاقتصادية للمغرب أفضل بكثير على كل المستويات في حين ظروف الجزائر سيئة وأي تصعيد في الصحراء المغربية سيزيد من حجم الخسائر الجزائرية أكثر”.
ويخطئ من يتوقع أن الجزائر تنتظر مقابلًا من خلال دعمها للقضية الصحراوية”، فالرؤية الجزائرية ترى أن “الجزائر ليست طرفا في المشكلة وإنما مفتاح للحل وإذا كان اللاجئون الصحراويون هم في مخيمات تيندوف فوق التراب الجزائري فذلك يعود لاعتبارات جيوسياسية ترتبط بالجوار ليس إلا.