حميد شباط يعود إلى الواجهة من بوابة الانتخابات المغربية

ماموني

عاد حميد شباط الأمين العام السابق لحزب الاستقلال المعارض وأحد أبرز أعرق الأحزاب المغربية إلى الواجهة مجددا من بوابة الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.

ودشن شباط حملة انتخابية مبكرا حيث سرع من وتيرة تحركاته طيلة الأيام الماضية في مسعى لدفع حزبه السابق إلى تزكيته لدخول سباق الانتخابات المحلية من أجل إطاحة عمدة فاس إدريس الأزمي وهو قيادي بحزب العدالة والتنمية.

وحاول في فيديو يلخص زيارة أجراها إلى عدد من الأحياء والأسواق داخل مدينة فاس مهاجمة حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي في المغرب بهدف إبراز نفسه كخصم شرس للإسلاميين لكي يحظى بتزكية من حزبه لخوض الانتخابات المقبلة.

وحمّل شباط حزب العدالة والتنمية وعمدة فاس مسؤولية تدهور الأوضاع، قائلا “نتمنى أن نتجاوز هؤلاء الذين في البلدية الذين لا يراعون مشاكل الناس، وأن نتجاوز الحكومة التي لم تقدم أي شيء لسكان المغرب طيلة 10 سنوات”.

وتثير عودة شباط مخاوف الإسلاميين الذين يمثلهم حزب العدالة والتنمية خاصة للصدى الذي يلقاه خطاب الرجل الشعبوي حيث لم يتردد فرع حزب العدالة والتنمية بمدينة فاس، ثاني أكبر مدن المغرب، في الإشارة إلى تحركات شباط.

رشيد لزرق: إثارة العدالة والتنمية فساد شباط مناورة للاستهلاك الإعلامي

وقال الحزب في بيان له إنه وقف على “التسخينات التي بدأتها بعض الكائنات الانتخابية المستهلكة، بعد غياب طويل رغيد وغير مبرر عن البرلمان، وعن الساحة السياسية الوطنية، وعودتها للظهور من جديد في محاولة يائسة لتزييف الوعي الجماعي للمواطن الفاسي”.

وأضاف أن “أحدهم (حميد شباط) يسعى إلى محاولة ترويج حصيلة بائدة لمجلس كان يرأسه، والتي حكم عليها المواطن الفاسي في حينه بالبطلان وبالفشل”.

وكان شباط قد انقطع عن الخوض في الحياة العامة والسياسية منذ 2017 بعد الإطاحة به من الحزب الذي خلفه في أمانته العامة نزار بركة وفي النقابة في 2016.

ويتهم الخصوم شباط بالفساد لاسيما بعد عودته في أكتوبر الماضي المفاجئة للمغرب بعد تنقله لسنتين بين تركيا وألمانيا.

واعتبر رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية أن “طرح قضية ثروة شباط وفساده من طرف العدالة والتنمية هي مناورة للاستهلاك الإعلامي توضح الاستغلال السياسي لهذه القضية وتعطيل الفصول القانونية التي يُفترض تحريكها”.

وأوضح لزرق في تصريح لـه أن “وزير العدل السابق المصطفى الرميد والذي كان يرأس النيابة العامة امتنع مع عبدالإله بنكيران عن البحث في ثروة شباط حيث كان هناك توظيف للملف سياسيا، لجعل العمدة السابق لفاس أداة سياسية لخدمة أجندة العدالة والتنمية للهيمنة على المدينة والساحة السياسية”.

ويرفض حزب الاستقلال المعارض تزكية شباط حيث صوت أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال بالإجماع ضد تزكيته لخوض الانتخابات المقبلة بحجة أنه فقد الصلة بالناخبين بعد مغادرة المغرب لمدة تزيد عن سنتين.

وفيما يتهمه خصومه بالهرب من المغرب خوفا من قضايا تلاحقه يرفض شباط ذلك مؤكدا أنه تعرض لوعكة صحية أثناء تواجده خارج البلاد ما جعله يخضع لعلاج هناك.

وفي هذا الصدد قال رشيد لزرق إن “تردد حزب الاستقلال عن تزكيته مرتبط بمؤشرات يدرسها الحزب حول كيفية مساعدة شباط في الفوز بالمرتبة الأولى أو ضمان تحالف مع الحزب الأول لقيادة الحكومة، فبالرغم من أن شباط لديه آلة انتخابية يمكن أن تعيد عمادة مدينة فاس إلى حزب الاستقلال إلا أن الأخير يتردد في تزكيته”.

وترأس شباط مدينة فاس طيلة إثني عشر عاما قبل أن يخسرها في انتخابات العام 2015، لكنه احتفظ في المقابل بمقعده في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي) ممثلا عن دائرة فاس الشمالية وهو مقعد فاز به في انتخابات 2016 التشريعية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: