تحاول جبهة البوليساريو الانفصالية التشويش على التقارب الموريتاني المغربي من خلال إرسالها وفدا من الجبهة متورطا في انتهاكات حقوقية، للقاء الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
وحسب وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية استقبل الغزواني مساء الأربعاء وفدا عن جبهة البوليساريو.
وذكرت الوكالة أن وفد جبهة البوليساريو سلم للرئيس الموريتاني رسالة من زعيم البوليساريو إبراهيم غالي تتناول بالخصوص مستجدات نزاع الصحراء، وذلك في ضوء مناورات تقودها الجزائر للترويج لدور أفريقي في إطار البحث عن حل لهذا النزاع الإقليمي.
من المتوقع أن تقوم نواكشوط بخطوة إيجابية في ملف الصحراء بإعادة تقييم علاقاتها مع الجبهة الانفصالية
وتحاول البوليساريو والجزائر صنع بروباغندا على أساس هذا الخبر الذي وصفه متابعون بالعادي وغير المؤثر، حيث تأتي هذه الزيارة في إطار البحث عن منفذ سياسي للخروج من دائرة الهزائم المتتالية للجبهة ومن يدعمها، وتود من ورائها الجزائر كسب رهان نواكشوط إلى جانبها ضد المغرب.
وأوضح صبري الحو الخبير في القانون الدولي للهجرة ونزاع الصحراء، أن تحركات قيادة البوليساريو تأتي على إثر نجاح المغرب في إقناع موريتانيا بأهمية وحيوية اضطلاعها ببسط سيطرتها ومراقبتها على حدودها الشمالية مع المغرب وتأمينها، مشيرا إلى أنه “مكسب رغم أنه صعب في تعقيدات معادلاته الداخلية في موريتانيا”.
ولفت الحو إلى أن “الجزائر تتحرك في كل الاتجاهات لمنع خروجها المذل من معادلات الحل دون ثمن تربحه من نزاع الصحراء المغربية، الذي خلقته مع ليبيا في عهد معمر القذافي، واحتضنته فوق أراضيها ومولته من أموال الشعب الجزائري”.
صبري الحو: الجزائر تتحرك في كل الاتجاهات لمنع خروجها المذل من معادلات الحل دون ثمن تربحه من نزاع الصحراء المغربية
وكشفت مصادر محلية تردد الرئيس الموريتاني في استقبال مبعوث رئيس الجبهة الانفصالية البشير مصطفى السيد إذ تم تجاهله من طرف رئاسة الجمهورية بعدما وصل إلى العاصمة الموريتانية منذ السبت.
وربط مراقبون تحرك البوليساريو صوب موريتانيا بالتغيير الميداني الذي أحدثه المغرب في منطقة الكركرات بدعم دولي غير مسبوق، والمناورات العسكرية الأخيرة للجيش الموريتاني بالقرب من المنطقة لقطع أي محاولة لتسلل عناصر البوليساريو نحو المغرب، إلى جانب تقارب وجهات النظر بين الرباط ونواكشوط على كافة الأصعدة.
ورجح هؤلاء أن تكون الجزائر ضغطت بوسائلها لأجل التسريع باستقبال وفد البوليساريو من طرف الرئيس الموريتاني، في محاولة يائسة لتقويض العلاقات الموريتانية المغربية التي تعرف تناغما واضحا، كما تخشى البوليساريو أن تقوم نواكشوط بفتح قنصلية بإحدى مدن الجنوب المغربي.
وتعد هذه الزيارة الثانية من نوعها لوفد البوليساريو إلى موريتانيا منذ أحداث معبر الكركرات التي انتهت بتدخل القوات المسلحة الملكية وطرد عناصر البوليساريو من المعبر الحدودي بين المغرب وموريتانيا، ووضع حزام أمني من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد نحو نواكشوط والعمق الأفريقي عبر المعبر.
ويتوقع خبراء في العلاقات الدولية أن تقوم نواكشوط في عهد الرئيس الحالي بخطوة إيجابية في ملف الصحراء بإعادة تقييم علاقاتها مع الجبهة الانفصالية، في ظل توسع الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على صحرائه.
وكانت الحكومة الموريتانية قد منعت مؤخرا الترخيص لنشاط مؤيد لجبهة البوليساريو الانفصالية كان ينوي فتح مكتب تابع لعناصرها وينظم في مدينة “بير أم اغرين”، أقصى شمال شرق موريتانيا.
وسبق أن حاول انفصاليون مقيمون في مدينة ازويرات، شمال موريتانيا، تنظيم مظاهرة مؤيدة للجبهة بالتزامن مع أحداث معبر الكركرات، إلا أن السلطات في المدينة استدعت ممثلين عن البوليساريو في المدينة وأبلغتهم رفضها التام تنظيم المظاهرة.
وأثار استقبال الغزواني لمستشار زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية غضب نشطاء صحراويين بسبب “ماضيه الدموي”، حيث تورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف.
مراقبون يربطون تحرك البوليساريو صوب موريتانيا بالتغيير الميداني الذي أحدثه المغرب في منطقة الكركرات بدعم دولي غير مسبوق
وقالت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، ومقرها برشلونة الإسبانية، في رسالتها إلى الغزواني الخميس إن “بشير مصطفى السيد موضوع عدة شكاوى للقضاة الإسبان حول انتهاكات حقوق الإنسان، ضحاياها مواطنون موريتانيون وصحراويون”.
وشددت الجمعية على أن عضو الجبهة الانفصالية رُفعت ضده شكاوى عديدة تتعلق بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان لعدة سنوات أمام الدائرة الجنائية للمحكمة الوطنية الإسبانية المختصة في قضايا الجرائم الخطيرة مثل الإرهاب والإبادة الجماعية والتعذيب.