معاناة الفنانين و المبدعين المغاربة …تدق ناقوس الخطر

تورية لغريب

خرج منذ ايام السيد إدريس بوقاع بصفته رئيسا لنقابة المبدعين المغاربة بفيديو على موقع التواصل الاجتماعي يخاطب فيه السيد العثماني رئيس الحكومة المغربية و الكاتب العام لحزب العدالة و التنمية ، حيث أثار السيد إدريس بوقاع الوضعية المأساوية للفنانين و المبدعين المغاربة من جديد، و التي وصفها بأنها مأساوية و كارثية ، و قد عرف على السيد رئيس النقابة استماتته في الدفاع على حقل الفن و الإبداع و المشتغلين فيه ، منذ بداية ازمة كورونا حيث توقفت جل الأنشطة الثقافية و الفنية مما سبب في انهيار الوضعية المعيشية لمعظم المشتغلين بالقطاع الفني و الثقافي ، و قد تسبب توقف الاشتغال بهذا الميدان ، إلى عطالة هذه الفئة التي تعتبر جزءا من المجتمع المغربي بل ، وواجهته المشرفة لكونه يضم مبدعين من شتى الأنواع ( ممثلون ، موسيقيون ، كتاب ، تقنيون …الخ ) ، هذا و قد تحدث السيد النقيب إدريس بوقاع بلهجة غيورة على المشتغلين بالقطاع نظرا لقربه من معظم المشتغلين فيه ،حيث عرف عليه الاهتمام بظروفهم و الوقوف اللامشروط بجانبهم و الذي يشهد به هؤلاء المبدعون انفسهم .

لم يكن هذا الفيديو اول خرجة إعلامية للسيد بوقاع ، بل سبقته خرجات أخرى ، لعل أبرزها تلك التي جاءت إثر تخصيص دعم استثنائي لبعض الفنانين الميسورين قدرت بملايين الدراهم ، في وقت كان بسطاء المشتغلين في القطاع يعانون ضنك العيش و لا زالوا يعانون ، في ظل التهميش و الإقصاء الذي يعاملون به دون أدنى اجتهاد لإيجاد حل لهم ، او تخصيص معونات مادية و لو متواضعة تكفيهم حفظ ماء الوجه و عدم العوز كما جاء على لسان السيد رئيس النقابة الذي أجهر بأن الاغلبية يواجه دعاوى امام القضاء بسبب عدم اداء واجب الكراء ، و ما إلى ذلك من مشاكل مادية تهدد استقرارهم الاسري …
و قد تضمن الفيديو ايضا على لسان السيد إدريس بوقاع ، التنبؤ لحزب العدالة و التنمية بالفشل الذريع في الانتخابات القادمة ، و التي من المقرر ان تجرى في غضون بضعة اشهر ، مؤكدا أن الحزب الذي صوت عليه معظم المغاربة نظرا لخلفيته الدينية ، قد أثبت انها مجرد قناع اتخذه هؤلاء لاعتلاء المناصب و الحصول على مكتسبات مادية من قبيل تأمين التقاعد للبرلمانيين و هو الشيء الذي استغرب منه السيد النقيب قائلا : ” كيف تستفيدون من حق التقاعد بعد ترك الحكومة و انتم الذين طالما ناديتم بعبارة : الأجر مقابل العمل ؟ ”
و في الأخير ناشد السيد عثمان فردوس وزير الثقافة و الشباب و الرياضة بتدارك الأمر ، و الالتفات للمشتغلين بالقطاع المذكور لأنه قد وصل السيل الزبى ، و اليأس بلغ أقصاه .
و في ظل رجوع معظم القطاعات الغير مهيكلة لمزاولة مهنها ، يظل الترقب سيد الموقف ، في انتظار التفاتة لهذا القطاع الحيوي و المهم نظرا لخصوصيته ، كواجهة حضارية و ثقافية تعبر عن هويتنا كمغاربة ..فهل من مجيب ؟؟

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: