تفاقم الخلايا الارهابية بألمانيا ، بعد عودتهم من سوريا و العراق

Belbazi

يفيد جهاز الاستخبارات الفدرالي الألماني في تقرير له  بأن نحو 43 ألف إسلامي يعيشون حاليا في ألمانيا، ويقصد بإسلامي، بحسب التقرير، تلك المجموعات التي تنشط في مجال الدعوة وجمع التبرعات ومنهم الخلايا العائدة من سوريا و العراق، وقد أكدت الاستخبارات أنه في السنة الماضية زاد عدد السلفيين في مناطق عديدة وبشكل ملفت، كما تشير الشرطة الألمانية إلى أن الجهاديين باتوا ينشطون وهم في سن مبكرة. ولم تكتف تلك المجموعات فقط بالنشاط في ألمانيا بل أصبح لها امتدادات أخرى في أقطار أوروبية أهمها بلجيكا و فرنسا.

وقال رئيس شرطة الجنايات الألمانية إن 750 من هؤلاء الإسلاميين سافروا من ألمانيا إلى سوريا “علما وأن ربع مجموعهم عاد إلى ألمانيا وبينهم 70 شخصا لهم تجارب قتالية خطيرة في حرب العصابات والتفخيخ”.

وأشار رئيس شرطة الجنايات في التقرير الذي نشرته الاستخبارات الفدرالية إلى أن “هؤلاء العائدين مسؤولون عن تكوين الأفراد القادرين على تنفيذ هجمات هنا في قلب أوروبا. وأشار مراقبون إلى أن هذه المعلومات تعد مادة مهمة لتتبع الأصولية الناشئة في أوروبا وما يترتب عنها من صناعة للإرهاب.

وتؤكد التقارير الأمنية أن الجماعات الإرهابية الناشطة في ألمانيا وبلجيكا وفرنسا خاصة ليست معزولة عن مجموعات أخرى تقوم بالدعم والإسناد في العديد من الجبهات، سواء الإعلامية أو القانونية أو العقائدية.

الجهاديون باتوا ينشطون في سن مبكرة نتيجة تعرضهم لغسيل الأدمغة في المساجد والجمعيات المتطرفة

وذكر تقرير الاستخبارات عددا من التنظيمات التي تنشط في ألمانيا وتقوم بتلك المهام. ولعل أهم تلك المنظمات المساندة للخلايا الإرهابية هي “أنصار الأسير”، وهو تنظيم سلفي ينشط لصالح سجناء مسلمين تنتمي غالبيتهم إلى مجموعات جهادية يقضون عقوبة السجن في معتقلات ألمانية وأجنبية. وينشط التنظيم في صفوف المعتقلين. ويدعو التنظيم عبر صفحته على الإنترنت الزوار إلى ربط علاقات مع السجناء لدعمهم فكريا، وتقدم الصفحة معلومات عن عمليات إطلاق سراح المعتقلين والمحاكمات وصدور الأحكام.

ومن المجموعات التي تغذي الشباب من أصول مسلمة بالعقيدة المتطرفة الجهادية، وهي مهمة تؤهل المنخرطين في هذه المجموعات لأن يكونوا جهاديين منتظرين، مجموعة “ميلي غوروش” التي أسسها الإسلامي التركي نجم الدين أربكان في ستينات القرن الماضي وهي مجموعة “متطرفة جدا”، بحسب تقرير الاستخبارات الألمانية.

 

الجماعات الإرهابية الناشطة في أوروبا ليست معزولة عن مجموعات أخرى تقوم بالدعم والإسناد في العديد من الجبهات

ومن بين الخلايا الخطيرة التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية الألمانية توجد “خلية فولفسبورغ” الإرهابية والتي مكنت نحو 20 جهاديا ألمانيا من السفر بين عامي 2013 و2014 من فولفسبورغ إلى العراق وسوريا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، وسبق لهما أن سافرا في صيف العام 2014 عبر تركيا إلى سوريا.

 

ومن بين الأشخاص الذين صنفتهم الأجهزة الأمنية الأوروبية (أوروبول) خطرين إبراهيم أبوناجي، الذي ولد عام 1964 في مخيم اللاجئين الفلسطيني نصيرات بقطاع غزة وحصل على الجنسية الألمانية في 1994، ويعتبر من بين الدعاة المتشددين المؤثرين في ألمانيا. وهو ناشط على شبكة الإنترنت وتتهمه السلطات بأنه “يميّز بين المسلمين والكفار”.

و الارهابي المغربي الهارب من العدالة محمد حاجب الذي ينشر أفكار متطرفة عبر قناته في موقع “يوتيوب”،بعد الغسيل الدماغي الذي تعرض له عند انضمامه للحركات الجهادية .

و قد أصبحت ألمانيا وكرا للإرهاب و للإرهابيين بعدما رحلت تركيا  مقاتلي وأنصارالتنظيم من جنسيات أوروبية مختلفة بينهم 45 ألمانيا.

انتبهت ألمانيا أخيرا إلى أن الخطر الذى يمثله تنظيم داعش الإرهابى عليها لا تكفى لاحتوائه ومواجهته مراقبة مئات الشباب الألمانى الجنسية الذى يسافر لتلبية نداء الجهاد فى صفوف داعش فى سوريا والعراق ثم القبض عليهم عندعودتهم وإيداعهم السجون الألمانية .

فقد اكتشف المسئولون والخبراء الأمنيون ثغرة خطيرة فى مؤسسات ألمانيا العقابية تجعل من السجون الألمانية ساحة لتجنيد المزيد منالشباب المحبط، ما يحول هذه السجون لوعاء مثقوب كلما أودع فيها شاب متطرف عائد لتوه من ساحات الحرب والإرهاب، خرج بدلا منهخمسة آخرين من نفس السجن ، كما يحذر توماس موكه الخبير فى مكافحة التطرف الدينى ومدير شبكة الوقاية من العنف.

هناك واقعتان تحديدا نبهتا السلطات الألمانية لهذه الجبهة الجديدة فى حربها ضد محاولات نشر الفكر الجهادى المتطرف بين الشباب المسلم الألمانى الجنسية، سواء من أصول عربية أو أجنبية أو ألمانية.

وحذرت وزيرة العدل من السماح لمثل هؤلاء الإرهابيين بالتمتع بحقوق السجناء من حرية حركة وتعامل مع بقية السجناء ونشر أفكارهم المسمومة. أما المدعى العام الاتحادى هارالد رانجه فتوقع أن تستقبل السجون الألمانية خلال الأشهر المقبلة مئات السجناء على شاكلة كريشنك المتطرف حتى النخاع، بعد محاكمتهم بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابى أو دعمه، وذلك بعد تشديد القوانين اعتبارا من عام 2015 ليعاقب بالسجن من سافر وانضم إلى داعش، وكذلك من يدعم التنظيم أو يموله من ألمانيا، وهى تهمة موجهة حاليا لنحو ثلاثمائة ألمانى يتم التحقيق معهم بالفعل استعدادا لمحاكمتهم.فضلا عن 550 ألمانيا آخرين حسب التقديرات الرسمية انضموا بالفعل للتنظيم، و عادوا من  سوريا والعراق.

ولاتزال السلطات الألمانية تدرس كيفية التعامل مع هذه الظاهرة. فالمتطرفون الاسلاميون فى السجون الألمانية، والذين يطلق عليهم هناالسلفيينينشطون داخل السجون مستغلين إطار الحريات داخلها لتجنيد المقاتلين لداعش. وعثرت هيئة حماية الدستور فى بافاريا مثلا فى بعض السجون على مطبوعات تقدم نصائح فى كيفية اجتذاب السجناء الشباب وإقناعهم بأن حياتهم ستصبح ذات قيمة فى حال اعتناقهم الفكر الجهادى وانضمامهم لصفوف داعش .

ويعلق توماس موكه مدير شبكة الوقاية من العنف على ذلك قائلا إن سجون الشباب بالذات تحولت حاليا لمراكز تجنيد مقاتلين جدد لداعش!

و لمواجهة هذه الظاهرة قبل أن تتفاقم يطالب موكه ببرامج تمولها الحكومة الألمانية للوقاية من التطرف داخل السجون أيضا. وقبل ذلك تأهيل أخصائيين نفسيين واجتماعيين مسلمين قادرين على مخاطبة هؤلاء الواقعين تحت تأثير التطرف الدينى، لأن المشكلة هى أن البرامج الألمانية كلها كانت موجهة للتعامل مع التطرف اليمينى والنازيين الجدد، وليس التطرف الإسلامى والفكر الجهادى السلفى. وقد بدأت ولاية هيسن بتخصيص 400 ألف يورو لبرنامج مكافحة التطرف الدينى داخل سجونها، وناشدت وزيرة العدل فى الولاية الحكومة الألمانية لتخصيص أضعاف هذا المبلغ لبرامج أشمل على مستوى ألمانيا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: