كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، نداف أرغمان، حمل رسالة تهديدات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تتعلق بالانتخابات المقبلة وبتحقيق محكمة الجنايات الدولية في جرائم حرب داخل الأراضي الفلسطينية.
وقالت المصادر، إن أرغمان وصل إلى رام الله مطلع الأسبوع الماضي، واجتمع مع الرئيس محمود عباس، وأبلغه رسالة نتنياهو الذي طالبه فيها بوقف إجراء الانتخابات.
وقال أحد المسؤولين الفلسطينيين إن أرغمان أكد للرئيس عباس، أن إجراء الانتخابات المقررة في مايو المقبل “ستؤدي إلى جلب منظمة إرهابية (حركة حماس) إلى الحكم في الضفة الغربية”.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين)، إلى جانب رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، نداف أرغمان خلال اجتماع في وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب. -AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين)، إلى جانب رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، نداف أرغمان خلال اجتماع في وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب. -AFP
ورجح أرغمان فوز حركة حماس بسبب الانقسامات التي تعرفها حركة فتح، إذا قال لمحمود عباس: “لديك مشكلة مروان البرغوثي، ومشكلة ناصر القدوة، ولا يمكنك الفوز في هذه الانتخابات، وقد تؤدي هذه الانتخابات إلى دخول حركة حماس إلى الحكومة في الضفة، إلى جانب حكمها لقطاع غزة”.
وشدد أرغمان على أن إسرائيل “تعارض هذه الانتخابات، والولايات المتحدة تعارضها، ومصر والأردن غير متحمسين لها”.
وأكدت مصادر مطلعة أن أرغمان نقل تهديداً مباشراً من بنيامين نتنياهو إلى الرئيس عباس، إذ قال له: “إذا لم توقف الانتخابات فإننا سنوقفها”.
رفض فلسطيني
ونقل رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي إلى الرئيس عباس تهديداً ثانياً من نتنياهو، يتعلق بالاستمرار في تفعيل الدعوى القضائية ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.
وطلب أرغمان التوقف عن تفعيل الدعوى الفلسطينية ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية لحين مغادرة مدعي عام المحكمة الحالي فاتو بنسودا منصبها في يونيو المقبل.
المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا – الموقع الإلكتروني للمحكمة الجنائية الدولية
المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا – الموقع الإلكتروني للمحكمة الجنائية الدولية
وقال أرغمان لعباس: “إذا واصلتم تفعيل هذه الدعوى فستقوم إسرائيل بمحاكمتك ومحاكمة العاملين معك ومنعك من الحركة”.
وقالت ذات المصادر، إن الرئيس عباس رد عليه بالقول: “أبلغ رئيسك (نتنياهو) بأنني أنا من يقرر للشعب الفلسطيني وليس هو”. وأضاف: “أنت تصادر الأراضي، وتهدم البيوت، وتقتل المواطنين كل يوم، ولا تريدني أن أتوجه حتى إلى القضاء؟”.
وقالت المصادر إن الرئيس عباس طلب من وزير خارجيته التوجه إلى لاهاي، عقب هذا التهديد، وعقد لقاء مع المدعية العامة، ومطالبتها الإسراع في متابعة الشكوى الفلسطينية.
حضور أميركي
وكانت “القناة 12” الإسرائيلية أفادت الجمعة بأن رئيس جهاز الشاباك نداف أرغمان، اجتمع مع الرئيس الفلسطيني بحضور مسؤول أميركي رفيع المستوى، ونقل له رسالة تحذير شديدة اللهجة تتمحور حول مخاوف إسرائيل والولايات المتحدة من انتهاء مفاوضات “فتح” و”حماس” في القاهرة إلى الاتفاق على خوض الانتخابات التشريعية في قائمة مشتركة.
وأضافت القناة، أن هناك مخاوف إسرائيلية من تشكيل حكومة مشتركة، وما يترتب عليه من تولي “حماس” عدة مناصب وزارية وحصولها على ميزانيات.
وذكرت الصحيفة أن المسؤول الأميركي نقل لعباس رسالة تحذير مشابهة، إذ عبر الجانبان عن خشيتها من تمكن “حماس” من العودة إلى لعب دور في الضفة الغربية.
ووفق القناة، فإن رئيس الشاباك حذر عباس من تراجع مكانته وقوته السياسية في حال تشكيل حكومة مشتركة مع “حماس” أو خوض الانتخابات معها في قائمة مشتركة، وأن الاجتماع مع عباس تطرق إلى دور السلطة في تفعيل القضايا ضد إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية.
لكن القناة لم تنقل أي تفاصيل عما جاء في هذا الاجتماع.