كوريا الشمالية تحضر لأول “إختبار أسلحة” في عهد بايدن

نورالدين النايم

كشف تقييم حديث للاستخبارات الأميركية، أن كوريا الشمالية قد تكون في طور التحضير لإجراء أول اختبار للأسلحة، منذ تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، وفقاً لما أكده مسؤولون في الاستخبارات الأميركية لشبكة “سي إن إن”.

وقالت الشبكة إن المسؤولين الأميركيين في حالة تأهب في الوقت الذي تجري فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات الربيع العسكرية المشتركة، في شبه الجزيرة الكورية.

وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية بداية مارس الجاري، بأن كوريا الشمالية قد تستأنف التجارب الصاروخية، في حال شعرت بالاستفزاز من التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، التي تعتبرها بمثابة تدريبات على غزو أراضيها.

وفي يناير الماضي، وقبل أيام قليلة من تنصيب بايدن رئيساً في 20 يناير، حض الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، واشنطن على التخلّي عن سياستها العدائية، وسيول على إنهاء تدريباتها مع الولايات المتحدة، وقال إنه سيضع كوريا الشمالية على طريق تطوير تقنيات وصواريخ نووية أكثر تقدماً.

جولة بلينكن وأوستن
ويعتقد مسؤولو الاستخبارات الأميركية أن قرار كوريا الشمالية بشأن إجراء الاختبار يعتمد على ما ستحققه اجتماعات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، مع المسؤولين في اليابان وكوريا الجنوبية، وفقاً لشبكة “سي إن إن”.

وأكد أحد المسؤولين الكبار لـ”سي إن إن”، أن “كوريا الشمالية قد تقرر ما إذا كانت ستمضي قدماً في الاختبارات، بعد مراقبة ما ستسفر عنه جولة بلينكن وأوستن في آسيا”.

وقال أنتوني بلينكن، الثلاثاء خلال اجتماع ثنائي مع نظيره الياباني توشيميتسو موتيجي في طوكيو، إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الحلفاء من أجل نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، وأكد الالتزام بخلق فرص لتعاون أكبر بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وأوستن، الأربعاء، بمسؤولين في كوريا الجنوبية، قبل أن يتوجّه أوستن بشكل منفصل إلى الهند، بينما يعود بلينكن إلى الولايات المتحدة لعقد محادثات مع مسؤولين صينيين.

رسالة إلى بايدن
وقال مسؤولون لـ”سي إن إن”، إن القيام باختبار للأسلحة بالتزامن مع وجود وزيرين من إدارة بايدن في آسيا سيكون “بمثابة رسالة إلى بايدن، تهدف للتأكيد على أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، لاعب رئيسي في المنطقة”.

وقبل بدء المحادثات الرسمية في طوكيو، شنّت الشقيقة النافذة للزعيم الكوري الشمالي، كيم يو جونغ، هجوماً لاذعاً على إدارة بايدن الاثنين، قائلة إن “من الأفضل لها الامتناع عن إحداث رائحة كريهة في خطوتها الأولى”، وفقاً لتصريحات نشرتها وكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية.

ونقلت الوكالة بياناً لكيم يو جونغ قدمت فيه “النصح إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة التي تجهد عبر المحيط لنشر رائحة البارود في أرضنا”.

وأضافت: “إذا كنتم ترغبون في النوم مطمئنين للسنوات الأربع المقبلة، فالأفضل من البداية عدم خلق ما يجعلكم تصابون بالأرق”.

اختبارات صاروخية
ولفتت شبكة “سي إن إن”، إلى أن المسؤولين رفضوا الإفصاح عن طبيعة الاختبارات التي يرتقب أن تجريها كوريا الشمالية، حسب آخر المعلومات الاستخباراتية.

لكنها أشارت إلى أنه من المرجح أن تشمل الاختبارات قاذفات الصواريخ الكبيرة أو محركات الصواريخ.

وكان آخر اختبار للأسلحة أعلنت كوريا الشمالية القيام به في مارس 2020، حين اختبر الجيش الكوري الشمالي صاروخين باليستيين في مدينة وونسان الساحلية، قرب الحدود مع اليابان.

وأكدت “سي إن إن” أن وكالات الاستخبارات الأميركية، تراقب منذ أيام تحركات الآليات في محيط قاعدة “سانوم دونغ” الواقعة خارج العاصمة بيونغ يانغ، حيث يعتقد أن كوريا الشمالية تخزن الصواريخ الباليستية ومركبات الإطلاق الفضائية.

وتلتزم إدارة بايدن حتى الآن الحذر بشأن وصف طبيعة نهجها مع كوريا الشمالية علناً، وتقول إنها تجري مراجعة شاملة للسياسة الأميركية تجاه البلد الآسيوي في أعقاب الانخراط غير المسبوق بين الرئيس السابق دونالد ترمب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وفشلت محاولات ترمب في إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية. ومن المتوقع أن تنتهي إدارة بايدن من مراجعة السياسة الأميركية تجاه بيونغ يانغ خلال أسابيع.

وكان بايدن وصف كيم خلال حملته الانتخابية بأنه “بلطجي”، وقال إنه لن يجتمع معه إلا بشرط “أن يوافق على تفكيك قدراته النووية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: