اعترافات السلفي عبد الرزاق سوماح تدحض مزاعم علي أعراس بشأن تعرضه للتعذيب في السجن

دحضت اعترافات السلفي عبدالرزاق سوماح، المسؤول الرابع بحركة “المجاهدين” الإرهابية في المغرب، مزاعم أدلى بها علي أعراس المعتقل السابق على خلفية أعمال إرهابية بشأن تعرضه للتعذيب.

وفند سوماح الفيديو المفبرك الذي نشره أعراس حيث أكد على أنه ليس وحده الذي فوجئ بالمعاملة الإنسانية، بل جميع المعتقلين الذين كان يبلغ عددهم العشرين، والذين استغربوا الأجواء الحسنة التي مر فيها التحقيق، على عكس ما كان يبلغنا من إشاعات وتهويل.

محمد عبد الوهاب رفيق: سوماح كشف نجاح استراتيجية المغرب في محاربة الإرهاب

وأشار إلى أن الإثباتات مسجلة والوثائق موجودة قائلا “لا داعي لتصديق مثل بعض الأكاذيب التي كانت تروج كاستعمال القرعة (القارورة) من أجل انتزاع الاعترافات، وجميع هذه التحقيقات موثقة بالمكان والزمان في محاضر الشرطة”.

وكان علي أعراس الذي تم اعتقاله في وقت سابق بسبب ارتباطه بقضايا إرهابية قد لجأ إلى ترويج فيديو مفبرك يتهم خلاله رجال الأمن المغربي بممارسة التعذيب في حقه.

ويرى مراقبون وخبراء أن شهادة السلفي عبدالرزاق سوماح تكشف نجاح المقاربة الأمنية المغربية في التعاطي مع المشتبه بانتمائهم إلى جماعات إرهابية أو المورطين في ذلك.

وأكد الخبير الأمني محمد أكضيض أن شهادة سوماح تكشف مرة أخرى نجاح استراتيجية المغرب في محاربة الإرهاب قائلا “هي استراتيجية تأخذ أبعادا مختلفة منها الجانب القانوني وجانب المراجعة الفكرية لهؤلاء وفي الكثير من المرات تم العفو على بعض السلفيين الذين كانوا ينتمون إلى الفكر المتطرف والذين قاموا بمراجعات ونجحوا فيها وهم الآن مندمجون في النسيج المجتمعي ويحاربون هذا التطرف عن قناعة”.

وأوضح أكضيض أن علي أعراس حاول تصفية حسابات شخصية مع المغرب من خلال الترويج لقضية التعذيب، وتابع أن “علي أعراس وغيره، مثل الإرهابي والمعتقل السابق محمد حاجب، يروجون لقضايا التعذيب لأنهم لم يستفيدوا من امتيازات إثر خروجهم من السجن، ولم يتمكنوا من مواكبة الانتقال الديمقراطي في المغرب”.

وبعد أن عمد علي أعراس وشقيقته للترويج إلى أنه تعرض للتعذيب طلبت السلطات القضائية إخضاعه إلى اختبار طبي أجراه خمسة أطباء، وأظهر عدم تعرض أعراس إلى تعذيب أو سوء معاملة.

محمد أكضيض: هناك حالات تم فيها الادعاء بالتعذيب لكسب تعاطف الحقوقيين

وأثارت مزاعم أعراس، الذي استكمل عقوبته السجنية المحددة بـ12 سنة سجنا بتهمة “الانتماء إلى عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام” في أبريل الماضي، جدلا في المغرب.

ويرى الباحث في الدراسات الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيق، السلفي السابق الملقب بأبي حفص أن مزاعم التعذيب يجب النظر إليها بموضوعية قائلا “حسب تجربتي ليس كل ادعاءات التعذيب مزاعم وتلفيق وليس أيضا كلها صادقة وصحيحة ويجب التحقق من كل حالة”.

وتابع أنه “وقف على حالات كثيرة تم فيها الادعاء بالتعذيب والزعم بأن الشخص تعرض للتعذيب بغرض الضغط على الإدارة واستجلاب تعاطف الرأي العام والجمعيات الحقوقية فيما ثبت أنهم لم يتعرضوا لذلك”.

وأكد محمد رفيقي أنه “في ملفات السلفية التي كنت شاهدا عليها، الكثير من هؤلاء المعتقلين كانوا يعتمدون بعض الطرق والحيل لإيهام الناس بأنهم تعرضوا للتعذيب، وهناك حالة ادعاءات على غرار بوشتى الشارف (معتقل إسلامي سابق زعم أنه تعرض للتعذيب ثم تراجع عن مزاعمه) الذي كنت أعلم أنه لم يتعرض للاغتصاب داخل السجن حتى خرج من السجن واعترف بذلك”.

وكان المغرب قد أقر مقاربات تستهدف الإحاطة بالمعتقلين المتهمين بتهم إرهابية من أجل قيامهم بمراجعات فكرية تفضي إلى التخلي عن تلك الأفكار المتطرفة وهي مقاربات حظيت بمتابعة كبيرة واهتمام خارجي واسع، وأفرزت هذه المراجعات عن إفراج السلطات لعدد كبير من المعتقلين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: