كوريا الشمالية”تتجاهل” إتصالا ت من إدارة بايدن للحوار

نورالدين النايم

تجاهلت كوريا الشمالية طلبات الولايات المتحدة لإحياء المحادثات الدبلوماسية بشأن برنامجها النووي، فيما أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء من طوكيو، أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الحلفاء من أجل نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في مؤتمر صحافي: “أستطيع أن أؤكد أننا تواصلنا (مع كوريا الشمالية). الدبلوماسية هي هدفنا دائماً، هدفنا هو تقليل مخاطر التصعيد. لكن حتى الآن لم نتلقَّ أي رد”.

ولم توضح ساكي كيفية التواصل مع بيونغ يانغ، لكن وكالة بلومبرغ لفتت إلى أن واشنطن استخدمت في الماضي قناة اتصال في الأمم المتحدة لمناقشة قضايا رهائن، فيما عملت السويد كوسيط للمحادثات.

وقالت ساكي إن فريق بايدن “يركز أيضاً على التشاور مع العديد من المسؤولين الحكوميين السابقين الذين شاركوا في سياسة كوريا الشمالية، وذلك من عدة إدارات سابقة”.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عقد 3 قمم مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لإزالة الترسانة النووية للبلد الآسيوي، لكن بلا جدوى، رغم أن العلاقات بين الرجلين اتسمت بالودّية إلى حد وصفها من الإعلام الكوري بـ”كيمياء خاصة”.

بداية الاتصالات في فبراير
وكذلك قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جالينا بورتر، في إفادة صحافية الاثنين: “تواصلنا مع الحكومة الكورية الشمالية من خلال عدة قنوات ابتداء من منتصف فبراير، بما في ذلك نيويورك (مقر الأمم المتحدة)، ولم نتلقَّ أي رد من بيونغ يانغ حتى الآن”.

وتأتي تصريحات الناطقتين بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى طوكيو حيث التقيا الثلاثاء نظيريهما اليابانيين، في أول رحلة خارجية لهما منذ توليهما منصبيهما، والتي ستقلهما أيضاً إلى كوريا الجنوبية.

ووفق “بلومبرغ”، يسعى الوزيران إلى التعاون على جبهة موحدة نحو الأمن الإقليمي من الدول التي تستضيف الجزء الأكبر من القوات الأميركية في المنطقة، وتواجه التهديدات التي تشكلها كوريا الشمالية والصين.

بيونغ يانغ تهاجم
وقبل بدء المحادثات الرسمية في طوكيو، شنّت الشقيقة النافذة للزعيم الكوري الشمالي، كيم يو جونغ، هجوماً لاذعاً على إدارة بايدن، قائلة إن “من الأفضل لها الامتناع عن إحداث رائحة كريهة في خطوتها الأولى”، وفقاً لتصريحات نشرتها وكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية.

ونقلت الوكالة بياناً لكيم يو جونغ قدمت فيه “النصح إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة التي تجهد عبر المحيط لنشر رائحة البارود في أرضنا”. وأضافت: “إذا كنتم ترغبون بالنوم مطمئنين للسنوات الأربع المقبلة، فالأفضل من البداية عدم خلق ما يجعلكم تصابون بالأرق”.

ويأتي هذا التحذير رداً على تدريبات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بدأت الأسبوع الماضي وتستمر 9 أيام. وتدين كوريا الشمالية باستمرار هذه المناورات لأنها تمثل “تحضيراً لشن غزو”.

وحذرت كيم يو جونغ من انتقام محتمل، قائلة للقادة في سيول إنهم “قد يجدون أنفسهم في حالة من عدم الارتياح الشديد”. وأضافت أن “حكومة كوريا الجنوبية اختارت، مرة أخرى، مسيرة الحرب ومسيرة الأزمة بدلاً من مسيرة دافئة أمام الناس جميعاً”.

وتابعت: “لن يكون من السهل لأيام الربيع الدافئة التي سادت قبل 3 سنوات أن تعود إذا اتبعت حكومة كوريا الجنوبية أي تعليمات تتلقاها من أسيادها”، مهددة بإلغاء اتفاق عسكري بين الشمال والجنوب في حال تصرفت سيول “بشكل مستفز أكثر”.

إلى ذلك، قالت وكالة بلومبرغ إن ملف كوريا الشمالية قد يكون أحد محاور المحادثات المقرر عقدها هذا الأسبوع بين الدبلوماسيين الصينيين والأميركيين، بمن فيهم بلينكن، في ألاسكا، خصوصاً أن بكين تتمتع منذ فترة طويلة بعلاقات وثيقة مع بيونغ يانغ، حيث تشتركان في علاقات حدودية وتجارية.

وقال الرئيس الكوري كيم يونغ أون قبل أيام قليلة من تنصيب بايدن رئيساً في 20 يناير، إن الولايات المتحدة “أكبر عدو رئيسي”، وإنه سيضع كوريا الشمالية على طريق تطوير تقنيات وصواريخ نووية أكثر تقدماً.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: