انضمام عناصر البوليساريو للقاعدة يهدد استقرار منطقة الساحل

ماموني

حبوب الشرقاوي: أكثر من 100 عنصر من البوليساريو ينشطون في صفوف التنظيم الإسلامي.

كشف مسؤول أمني مغربي أن عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية تنشط في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في خطوة تثير مخاوف أمنية حيث يهدد استقطاب الجماعات الإرهابية لعناصر البوليساريو استقرار منطقة الساحل الأفريقي.

وقال حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربي (المخابرات)، في حوار لمجلة “جون أفريك” الفرنسية إن “أكثر من 100 عنصر من البوليساريو ينشطون في صفوف التنظيم الإسلامي”. كما “ثبت أن هناك تدريبا داخل مخيمات تندوف (للاجئين جنوبي الجزائر) وتلقينا عقائديا يقوم به أئمة المخيمات، ما يعد أيضا عاملا مربكا جعل منطقة الساحل على ما هي عليه اليوم، وهو تهديد للمغرب كما هو بالنسبة للدول الأخرى”، حسب تعبيره.

وأكد أنّ هذا “المعطى الثابت يحيل على انخراط عناصر البوليساريو في المجموعات الإرهابية المصغرة، أو داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”.

وحذر من أن منطقة الساحل تمثل “خطرا كبيرا وتحديا أمنيا مهما” بالنسبة للمغرب، وأن هذه المنطقة تعد اليوم “التهديد الإرهابي الذي يرخي بثقله على المملكة والدول المجاورة”.

وبين الحين والآخر، تعلن وزارة الداخلية المغربية تفكيك خلايا إرهابية، وتقول إن استراتيجية مكافحة الإرهاب نجحت في تفكيك 200 خلية إرهابية، منذ 2003، بمعدل خلية شهريا.

وأوضح الأستاذ الجامعي والخبير في الدراسات الجيواستراتيجية والأمنية، الشرقاوي الروداني، بأن “الجماعات الإرهابية استغلت ظروف المحتجزين في مخيمات تندوف من أجل القيام بعمليات الاستقطاب”.

وأضاف في تصريح ، أن “هناك تحولا في استراتيجيات التنظيمات الإرهابية من خلال محاولة استغلال محددات الفراغ الجيوسياسي في المناطق الرمادية في شمال أفريقيا ودول الساحل الأفريقي وجنوب الصحراء، عبر النشاطات الموازية والاتجار بالمخدرات وابتزاز شركات التنقيب عن المعادن والطاقة التي تنشط قرب هذه الفراغات”.

وأكد الشرقاوي أن “ظهور تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى من خلال عدنان أبوالوليد الصحراوي، وهو أحد أكبر المهربين للمخدرات الصلبة، التي تعتبر نقطة ارتكاز عبر أفريقيا، وأحد تجار الأسلحة المهربة من ليبيا، بما يجعل من التنظيم أحد أخطر وأكبر التنظيمات الإرهابية في المنطقة برمتها”.

الشرقاوي الروداني: الجماعات الإرهابية استغلت ظروف المحتجزين بمخيمات تندوف لاستقطابهم

وفي مايو 2015، تم اختيار عدنان أبوالوليد الصحرواي، وهو أحد عناصر البوليساريو، ليكون مسؤولا عن كل فروع التنظيم في أفريقيا.

وحسب معطيات استخباراتية وفرها جهاز المكتب المركزي للأبحاث القضائية، تفرقت عناصر من البوليساريو على كل من تنظيمات، القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتنظيم المرابطون الإرهابي الذي تأسس إثر اندماج بين حركة “الموقعون بالدم” و”حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا”، كما يتزعم عدنان أبوالوليد ، “تنظيم الدولة الإسلامية بالصحراء الكبرى”.

وتتألّف الجماعة التي يقودها أبوالوليد، من مقاتلين من قبائل الفولاني والطوارق وأفراد من أصول صحراوية، والذي أدرجه مجلس الأمن، في قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة، منذ العام 2017 بسبب “المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها التنظيم والتخطيط للأعمال أو الأنشطة أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها، أو المشاركة في ذلك معه أو باسمه أو بالنيابة عنه أو دعماً له”.

وحسب الشرقاوي، أظهرت البيانات العلمية وجود علاقة كبيرة بين تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى والبوليساريو، وأن هناك عناصر من الجبهة التي بقيت حركاتها مؤطرة من خلال توجيهات قيادات تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا.

وسبق لمركز الاستخبارات والأمن الاستراتيجي الأوروبي، أن حذر من تقارب البوليساريو مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مشيرا إلى الأوضاع الاجتماعية الكارثية في مخيمات تندوف التي تدفع بجزء من الشباب إلى مغادرة المخيمات والالتحاق بالجماعات الإرهابية.

وفي مداخلة له أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ندد الفاضل أبريكة، وهو مدون صحراوي ومدافع عن حقوق الإنسان بمخيمات تندوف، بتجنيد في صفوف البوليساريو لمقاتلين من جماعات مسلحة تنشط في منطقة الساحل والصحراء، مسجلا أن بعضهم يدعون بوجوه مكشوفة جهاديي الساحل إلى الانضمام لصفوف الجبهة.

وأشار المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، إلى أن تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المتطرفة في المنطقة تسعى إلى استغلال الوضع في المخيمات التي تسيطر عليها البوليساريو للقيام بأنشطة مكثفة للتجنيد.

واستنتج الروداني، أن “الولايات المتحدة باعترافها بمغربية الصحراء بعثت برسائل إلى الدول الأوروبية مفادها ضرورة إعادة تقييم مخاطر الفراغات الجيوسياسية التي تحاول أطراف خلقها في شمال أفريقيا”.

وختم بالقول أن “الولايات المتحدة فقدت مجموعة من جنودها الذين يعملون في دولة النيجر سنة 2017 في تونغو تونغو، وكان عدنان أبوالوليد وإبراهيم عصمان من قام بتجنيد العشرات من عناصر البوليساريو من قبائل زرماس، المسؤولين عن وفاة الجنود”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: