إذا ماتت سلطة العسكر الحاكمة في الجزائر وأصبحت جثة عفنة فكيف هي جثة البوليساريو ؟

سمير كرم

حقا  ماتت  مافيا جنرالات فرنسا  من أصل جزائري  وأصبحت  جثة  عفنة لأنها  اضطربت  واهتز  عرشها  وِفْقَ  كثير  من  الدلائل  على  رأسها  القرار  الطائش  بـ ( سحب  الجنسية  من  كل  جزائري  انتقدها  أو أظهر عيوبها  في الداخل  والخارج )  ويُجْمِعُ  كل  السياسيين  في  الخارج  بالخصوص  على أن  كل دولة  فاشلة  سائرة  نحو الانهيار هي  تلك التي  يصبح  انتقاد  قادتها  له  أثر  مفزع  في  نفوسهم   لدرجة  أنهم  يصابون  بالاضطراب  واهتزاز  الثقة في  أنفسهم  ويصبح  كل  كلام  عن  فضائحهم  وأخطائهم  جريمة  تستحق  سحب  الجنسية  لكل  من  يجرؤ  على  فعل  ذلك ، وهذا مؤشر  قوي أن  نقد  المافيا  الحاكمة  في  الجزائر أصبح  قاتلا  ، يبدأ  أولا  بإصابتها  بالشلل  وهو ما  حصل  فعلا  للسلطة  العسكرية  في  الجزائر فلا  وجود  لحكومة  تدبر  أبسط  شئؤون  الشعب  المعيشية  ،  ثم  ثانيا  الموت  وهو  آخر  مرحلة  لها  في  الوجود ، إذن  ماتت  السلطة  العسكرية  في  الجزائر  ، وعاش  طلبة  الجزائر  الذين  أبدعوا  هذا  الشعار ، ونحمد  الله  على ذلك  خاصة  وهم  مستقبل  الجزائر …

إذن خرج  الطلبة  الجزائريون  يوم الثلاثاء 09/03/2021  وأطلقوا  شعارات  كثيرة  لكن  أروعها  وأبلغها  هو ” مات  النظام  الجزائري وتَعَـفَّـنَتْ  جُـثَّـتُهُ ”  إنه  شعار جامع  مانع  كما  يقول  فقهاء  الشريعة  الإسلامية عند  تعريف  حكم  من  أحكام  الشريعة ، لقد  انتهت  سلطة  مافيا الجنرالات  وأصيبت  بالشلل  التام  أمام  مظاهرات  الشعب  عموما  سواءا  الطلبة  أو  عموم  الجماهير  ويبدو أن  الرعب  فعلا  قد  انتقل  إلى  المجالات  الفاخرة  التي  تعيش  فيها  مافيا  جنرالات  الجزائر  وعلى  رأسهم  الناطق  الرسمي  باسمهم  المدعو شنقريحة  وبقية  الجنرالات الذين  يدفعونه  بين  الفينة  والأخرى  ليؤكد  للشعب  أنه  هو  الحاكم  الأوحد  في  الجزائر ،  ويمطرنا  بكثير من  الخطب  وبكلام  يدل  على  اهتزاز عرش  مافيا  الجنرالات  واضطرابهم ، وكل  عسكري  تحدث  مؤخرا  لا  حديث  له  إلا  الاعتراف  الضمني  بفشلهم  والشلل  الذي  أصيبوا  به  فيتعلقون  بالقشة  التي  لم  يعد  أي  جزائري  يصدقها  وهي  العدو  الكلاسيكي  هو السبب ،  هو  السبب  في  انعدام  توفير لقاح  كورونا  رغم  أن  تبون  قال  في  نهاية عام  2020  أنه  يضمن  للشعب  توفير  التلقيح  في شهر  يناير  2021  وأنه  سيقتسم  كل  ملايين  جرعات  التلقيح  التي  سيوفرها  للشعب  الجزائري  مع  تونس  الشقيقة ، فلا  حصلت  الجزائر  على  التلقيح  ( سوى 50 ألف  جرعة  حتى الآن ) ، ولا نالت  تونس  ولو  جرعة واحدة من  تبون  وبذلك   نكون  قد  خذلنا  الشعب  التونسي  الذي  صَدَّقَ  كلام  المشعوذين  الحاكمين  في  الجزائر من  أصغر  شيات  مدني إلى  أكبر فريق  أو جنرال  في  المافيا  الحاكمة  على  الجزائريين .. وعدم  توفير  الجنرالات  لقاح  كورونا  للشعب  الجزائري يدل  على  أن  العصابة  الحاكمة   أصيبت  بالرعب  والذعر  مما  تتلقاه  من  صفعات  من  المنظمات  الدولية  وعلى  رأسها  الأمم  المتحدة …

مركز (عبلة ) يتحول رسميا من المخابرات إلى مركز للتعذيب فضحته المفوضية السامية لحقوق الانسان  بجنيف:

من  كان  يحلم  أن يخرج  أحرار  الشعب  الجزائري  إلى الشارع   بهذه  النوعية  والكم  الهائل ؟

من كان  يحلم  أن  يسمع  الشوارع  يردد   صدى  جدرانها   مثل  هذه  الشعارات :

قولو  لتوفيق DRS شحال مليحة

والشعب ماينساش عشر سنين نتاع  ذبيحة


تبون  مزور ***  جابوه  لعسكر ***  ما جاش  بالشرعية

كون الشعب تحرر ***  هو اللي  يقرر ***  ينحيولو  الجنسية


مخابرات  إرهابية  *****  يسقط  المافيا  العسكرية

هذه  الشعارات  هزت  عرش  عصابة جنرالات  الجزائر الجاثمين على صدر  الشعب  الجزائري  طيلة 60 سنة ،  لأن الشعب  هذه  المرة  في  الجمعة  107  ليوم 05  مارس 2021  ذهب  بهذه  الشعارات  إلى الهدف  مباشرة  وبأساليب  واضحة  ولغة  بليغة  أسمعت  شعوب  العالم  ما  يريده  الشعب  الجزائري ألا  وهو  الاستقلال  من  استعمار  العسكر  الفرنسي  من  أصول  جزائرية ،  ومصيبة  حكام  الجزائر أنه  عشية  الحراك رقم  107  يخرج  المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة  السيد  روبرت  كولفيل  خلال  ندوة  صحفية  يدعو  السلطات الجزائرية لوقف فوري للاعتقالات التعسفية والعنف ضد متظاهرين سلميين. واستندت الأمم المتحدة في ذلك إلى “تقارير ذات مصداقية” مفادها أنه تمت ملاحقة ألف شخص للمشاركة في الحراك أو لنشر رسائل تنتقد الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي [….] وأضاف  المتحدث باسم  المفوضية العليا لحقوق الانسان في الأمم المتحدة: ”  تدعو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة  السلطات الجزائرية لوقف فوري لأعمال العنف ضد متظاهرين سلميين وكذلك الاعتقالات التعسفية .”[…]  وزاد  روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان في  الأمم المتحدة في جنيف “إننا قلقون جدا لتدهور وضع حقوق الإنسان في الجزائر والقمع المستمر والمتزايد ضد أعضاء الحراك المؤيد للديمقراطية”.  لقد  تعرت  عورة  ( عبلة )  بل أصبحت  أشهر  عاهرة  إباحية  في  العالم .

لقد أصبحت  جثة  مافيا جنرالات  الجزائر  بين  المطرقة  والسندان ، ها هي  الأمم  المتحدة  تصفعها  ، ولا تزيد  فضائحها  إلا  تكاثرا  : فمن  ندرة  مواد  التموين  العادية  والعجز  الدائم  أمام  توفيرها  للشعب ، والرتبة  المتدنية  بين  الدول  التي  وفرت  لشعبها  لقاح  كورونا وفضائح  أصبحت  لا تعد  ولا تحصى  ،  بالإضافة للشعارات التي  تقول  للمدعو تبون  بأنه  غير شرعي  ودستور  مشلول  ونباح  وسائل  الأزبال  الإعلامية العفنة  للعسكر ضد  مصالح  الشعب الجزائري  والغلو في  مدح  تخاريف  تبون  وشنقريحة  التي  افتضحت  من أول  يوم  لركوبهما  على  ظهر  الشعب  الجزائري ، ونشر  إشاعات  أن الجيش  قام  بمشروعه  الهجومي  على  المغرب  في  ناحية  فكيك لإسكات  الثورة  الشعبية  ، وكأن  جَزَائِرِيَّ  1963  هو  جزائري  2021 … ماتت  سلطة  العسكر  في  الجزائر  تحت  ضربات  الحراك  السلمي  الذي  أصبح العالم  كله  يعترف  بمشروعيته ، وما  تناله  العصابة  الحاكمة  في  الجزائر من  فشل  وتهميش  في  المحافل  الدولية  وعدم  الاهتمام  بما  تفعل  وتقول  هي  ضربات  تقتل  بل  تفني  الجسم  والروح  نهائيا  وتجعله   يتبخر  في  الهواء  وكأنه  لم  يكن …

مصير البوليساريو  بعد فناء سلطة العسكر في الجزائر :

سوف  لن  يحتاج  منا  ذلك  كبير  عناء  لأنه  إذا  فَـنِيَ  الجذر  تبعه  الجدع  والأغصان  وماتت  الأوراق  وتساقطت  كأوراق  الخريف ، وأهم  ما يمكن  تذكير  القراء  به  هو أن البوليساريو  أصبح  منبوذا  لدى  أكثر  من  38  دولة  إفريقية  وعدد  مهم  من  الدول  التي  كانت  مخدوعة  باللعبة  المافيوزية  التي  لعبها  جنرالات  فرنسا  لافتعال  هذا  النزاع  ،  وأصبح  البحث  عن  مبعوث  للأمين  العام  للأمم  المتحدة  في  الصحراء  كالبحث  عن  إبرة في  قشة  التبن  ، لأن  الجميع  أصبح  يرفض  هذه  المهمة  لأنها  تزري  بصاحبها   وتجعله  أضحوكة  أمام  العالم  مثل  الذي يقبل  بمهمة  الحرث  في  مياه  البحر ،  لأنه  لا يقبل  بذلك  إلا  المجانين  ، فالبوليساريو  في  أيامها  الأخيرة  أصبح  أعداؤها  بعد  المغرب  هي  الأمم  المتحدة  ومجلس  الأمن  وكل  الأجهزة  التابعة  للأمم  المتحدة  والاتحاد  الافريقي  الذي  كانت  تتبجح  بعضويتها  فيه  ،  ومسألة  طرد  البوليساريو من  الاتحاد  الإفريقي  مسألة وقت  فقط   ،  ومؤخرا  ضحك  الأفارقة  على  تبون  الذي  – رغم  علمه  والله  أعلم  –  أن  الجهة  المكلفة   بملف  الصحراء  هي  الأمم  المتحدة  حصريا  ، ومع ذلك  فلق  تبون  رؤوس  الحاضرين  في  المؤتمر الأخير  البئيس  للاتحاد الإفريقي  بأن  على الاتحاد  الافريقي  أن  يأخذ  هذا  الملف  من  الأمم  المتحدة  وهو  يجهل  أن  مؤتمر  نواكشوط في  2018   قد  حسم  أمر  ملف   الصحراء   وجعله   حصريا   على الأمم  المتحدة  ، يقول  تبون  هذا  الكلام  في  مؤتمر  لرؤساء  الدول  الممثلة  في مجلس  السلم  والأمن الافريقي  الذي  لم  يحضره  سوى  4 رؤساء  دول  من أصل  15  عضو  في مجلس السلم  والأمن  وهي دول جنوب  إفريقيا  والجزائر وكينيا  والموزمبيق  والبقية  بعضها  حضر  بتمثيلية  وزارية  وأخرى  على مستوى   ممثليهم  في  الاتحاد  الإفريقي ، ومع  ذلك  أراد  تبون  أن  يدخل  الجمل  في  سم  الخياط  وهذا منتهى   العبث  فهل  يجهل  أن  مؤتمر  نواكشوط  قد  حسم  أمر  ملف   الصحراء  بأن  يكون  حصريا  بيد  الأمم المتحدة  ؟ أو  لعل  تبون  لم  يكن  في  وعيه  خاصة  وأن  كثيرا  من  الملاحظين  علقوا  على  هذه  المهزلة  بكون  رئيس  مفوضية  الاتحاد  الافريقي  موسى  فكي  قد  لعب  دورا إيجابيا في إحباط مناورات الجزائر باجتماع مجلس السلم والأمن  الأخير ، وهو ما يفسر عدم صدور بيان رسمي بشأن الخلاصات المتعلقة بملف الصحراء المغربية ، وبدون  شك  سيمطر  البوليساريو  منظمة  الاتحاد  الافريقي  بالشتم  والسب  لأنه  قد  تخصص  في  شتم  الأمم  المتحدة  ومجلس  الأمن  وكل  الأجهزة   التابعة   لها   لأن  ملف  الصحراء   المغربية  قد  ترهل  وأصبح  فُـتَاتاً  ولا  يثير  اهتمام  أي  منظمة  دولية  بل  حتى  جمعيات  الحواري  والدروب  قد  فَطِنَتْ  بكونه  ملف  فارغ  ، ومع  ذلك  لا تزال  السلطة  العسكرية   في  الجزائر  متشبثة  بشبحه  الوهمي …

إذن  مات  البوليساريو  وأعطى  الدلائل  القاطعة أن  جثته  قد  تعفنت  وستتناثر  جزئياتها  في  فيافي  الصحراء ، لكننا  سنحاسب  عصابة  الجنرالات  على  الملايير  التي  ضيعتها  على  هذا  العنصر  الارتزاقي  الخبيث  في  المنطقة  المغاربية  ، وعلى  السنوات  التي  ضيعتها  العصابات  التي  حكمت  الجزائر  طيلة 60  سنة  في  الجري  وراء  شبح  وخرافة  أسطورية  وضيعوا  لنا  أموالا  كانت  ستكون  رافعة  لاقتصادنا  وتنميتنا  الاجتماعية ، وكنا  سنصبح   من بين  الشعوب  المحترمة  ولن  نكون  أضحوكة  العالم  بأننا  شعب  الطوابير  من  أجل  كل  مواد  التموين  العادية  ، اغتنى  جنرالات  الجزائر  وقادة  البوليساريو  الذين  لم  يضعوا  أقدامهم  قط  في  فيافي  مخيمات  العار  بتندوف  ، وضاع  الشعب  الجزائري  في  ملاييير  الملايير  من  الدولارات  ذهبت  بين سرقات  مافيا  الجنرالات  ومصاريف  على  مرتزقة  البوليساريو  وبقي  الشعب  الجزائري  حافيا  عاريا  جائعا  لأن  المقبور  بومدين  أراد  له  ذلك  فلن تعود  حالة  الجزائر  أبدا  إلى تلك  الحالة  إذا  كنسنا  مافيا  جنرالات  فرنسا  من  وطننا  بفضل  حراك  الشعب  إن  شاء  الله  ومن  الأكيد  أن  مرتزقة  البوليساريو  ستتبخر  فورا  بعد ذلك  وليس  ذلك  على  الله  والشعب  الجزائري  بعزيز ….

وإلى  موضوع  آخر  يزيد  الحراك  الشعبي  استفزازا  ضد  مافيا  الجنرالات  الجاثمة  على صدر  الشعب  الجزائري..

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: