عزلة العدالة والتنمية المغربي تدفعه للمطالبة بحظر خصومه

ماموني

دفعت العزلة التي يعيشها حزب العدالة والتنمية المغربي قياداته إلى إطلاق تصريحات غاضبة على خصومهم وصلت حد المطالبة بحظر بعض هؤلاء الخصوم.

وجاءت تلك التصريحات إثر نجاح الأحزاب المغربية في التوافق الذي أفضى إلى اعتماد القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين في مجلس النواب بعد خلافات حادة حوله، ما أثار حفيظة حزب العدالة والتنمية الذي يعارض القانون.

ووجه النائب البرلماني والقيادي بالحزب، إدريس الأزمي الإدريسي، انتقادات لاذعة لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض متهما إياه بالقضاء على الحياة السياسية والأحزاب الوطنية والتحكم فيها.

وقال الأزمي في مقطع فيديو موجه لقيادات الأصالة والمعاصرة “إن أردتم، فعلا، الدفاع عن الأحزاب الوطنية، فلتعلنوا عن حل الحزب، وليعد كل واحد منكم إلى حزبه الذي أتى منه، منكم من كانوا في عائلات استقلالية ومنكم من جاء من الحركة الشعبية ومن التجمع الوطني للأحرار، ومنكم من جاء من اليسار”.

وجاء هذا الخروج العنيف من الأزمي بعد أن برر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبداللطيف وهبي، تصويت حزبه لصالح اعتماد القاسم الانتخابي على أساس المسجلين وليس الأصوات المعبر عنها، برهان سياسي لإنقاذ الأحزاب الوطنية في المغرب دون أن يسميها، والتي لم يعد وجودها مؤثّرا داخل البرلمان بسبب ضعف كتلتها الانتخابية.

وقال عبداللطيف الغلبزوري، الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة إن “خِطابَ الأمين العام للحزب وهبي تجاه حزب العدالة والتنمية وباقي الأحزاب مؤسس على مبادئ الاحترام المتبادل وتنقية المشهد الحزبي من كل أسباب التوتر والتشنج، في النهاية لن نتأثر بالتصريحات النشاز التي صدرت عن بعض قيادات العدالة والتنمية”.

واعتبر الغلبزوري، في تصريح لـه، أن تلك “التصريحات خارج النص، وتنتمي إلى زمن ولى وقد أتت على خلفية الجدل الحاصل حول القاسم الانتخابي”، مشددا على أن “موقف حزبنا من الموضوع شأنه شأن مواقف باقي الأحزاب لا يستهدف حزب العدالة والتنمية”.

قيادات العدالة والتنمية وجهت انتقاداتها إلى الأصالة والمعاصرة بعدما صوت الحزب المعارض على احتساب القاسم الانتخابي على أساس المسجلين

واعتبر الإدريسي أن “الحقيقة المرة التي يجب أن يسمعها البام (الأصالة والمعاصرة)، هي أنه يدافع عن نفسه ومقاعده، ولم يبق له إلا القاسم الانتخابي لينقذ نفسه، لا ليمنح المقاعد إلى الآخرين، لأنه إن نظمت الانتخابات بطريقة سوية وبقاسم انتخابي معقول، سيصوت المواطنون للأحزاب الحقيقية”.

ووجهت قيادات العدالة والتنمية انتقاداتها إلى الأصالة والمعاصرة بعدما صوت الحزب المعارض على احتساب القاسم الانتخابي على أساس المسجلين، إلى جانب أحزاب المعارضة والأغلبية ممثلة في كل من حزب الاستقلال، والتقدم والاشتراكية والأغلبية (التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية).

وانخفضت توقعات حصول توافق وتغيير في موقف حزب العدالة والتنمية من حزب الأصالة والمعاصرة، بعد انتخاب وهبي، الذي يدعو إلى قطيعة مع توجّه الحزب السابق، خصوصا في علاقة حزبه مع الإسلام السياسي.

وسبق لعبدالعزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن قال “لا تحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة حتى في عهد أمينه العام وهبي”، داعيا إلى اتخاذ موقف شجاع واحد ووحيد سيسجل في التاريخ، وهو الإقدام على حل هذا الحزب إراديا.

ومنذ تولي وهبي منصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في فبراير من العام الماضي، بدأ الحزب يقوم بخطوات حثيثة لإحداث تقارب مع العدالة والتنمية خاصة بعد تنحية إلياس العماري الأمين العام السابق للحزب الذي كانت غالبية قيادات العدالة والتنمية تعتبره خصمها السياسي الأول.

وفي أول تصريح صحافي له عقب انتخابه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، قال وهبي إن حزبه ليست له خطوط حمراء في تحالفاته مع أي حزب سياسي في البلاد. وأكد أن لا مشكلة لديه في التحالف مع حزب العدالة والتنمية.

وزادت خرجة الأزمي من تأكيدات رئيس الحكومة سعدالدين العثماني وأمين عام حزب العدالة والتنمية على أن موقف حزبه من الأصالة والمعاصرة “ثابت ولم يتغيّر”.

ويرى متابعون للشأن الحزبي في المغرب أن “إمكانية الدخول في تحالف بين العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة باتت مستحيلة في ظل ما يعرفه العدالة والتنمية من انقسام داخلي ومعارضة قوية لتلك الخطوة من بعض القيادات”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: