نحن أضحوكة العالم لأننا شعب (الطوابير من أجل شكارة حليب) والسبب احتقار المقبور بومدين للفلاحة
كرم
يكذب من يَدَّعي بأن الاستعمار الفرنسي دخل الجزائر عام 1830 ووجدها أرضا قاحلة لا زراعة ولا أي نشاطٍ فلاحي فيها ، و الحقيقة هي أن الجزائر حينما كانت إيالة عثمانية أي قبل دخول الاستعمار الفرنسي كانت زراعتها وأنشطتها الفلاحية متطورة بشكل كبير وتُـلَبِّي حاجيات الجزائريين بكل ما يحتاجونه من أنواع الزراعة والحليب ومشتقاته ، وفيها بساتين أشجار الفواكه المختلفة أنواعها سواءا تلك التي كانت في الجزائر منذ قديم الزمان أو تلك التي أدخلها الأندلسيون معهم بعد سقوط الأندلس في عام 1492 … ولما دخل الاستعمار الفرنسي عام 1830 يكذب أيضا من يَدَّعي أن المستعمر الفرنسي لم يطور الزراعة في الجزائر ما بين 1830 و1962 والحقيقة أن الفرنسيين ضاعفوا الإنتاج الزراعي في الجزائر عشرات المرات في جميع أنواعها خاصة وأنهم وجدوا أراضيها خصبة وذات جودة عالية ، وكانوا يَمُدُّونَ السوق الفرنسية بمنتجات زراعية جزائرية بكثرة لأن الاستعمار الفرنسي استصلح عشرات آلاف الهكتارات الصالحة للزراعة مع إدخال الوسائل العصرية للزيادة في الإنتاج ونجح في ذلك ، ويكذب من يَدَّعي أن الاستعمار الفرنسي لم يطور الزراعة بسبب انشغاله بالنفط والغاز الذي اكتشفه في الجزائر وهذه فِـرْيَةٌ من أكبر الفريات وخرافة من أكبر الخرافات التي زورها المقبور بومدين وعصاباته الحاكمة التي جاءت بعده ، هذا كذب تفضحه كرونولوجيا اكتشاف النفط في الجزائر وهو أمر في متناول كل مَـنْ أراد التأكد من ذلك ، فالنفط في الجزائر لم تظهر معالمه الأولى والقليلة جدا إلا في سنة 1877 في منطقة عين الزفت ومع ذلك لم تكن هذه الكمية كافية للاستغلال المفيد جدا للمستعمر الفرنسي إلا بعد ذلك بأكثر من قرن من الزمان ، وهكذا بدأ اهتمام المستعمر بالنفط الجزائري بجدية في الهجار والصحراء عموما ما بين سنتي 1922- 1928 ولم يبدأ استغلال فرنسا للنفط والغاز الجزائري عمليا إلا ابتداءا من سنة 1948 بعد إنشاء شركات لاستغلال الغاز والنفط الجزائريَـيْنِ أي بعد قرن و 18 سنة من دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر ، وعليه تكون الزراعة والصيد البحري والمناجم لاستغلال كثير من المواد الأولية التي تدخل في الصناعات الفرنسية التي من أجلها خرج المستعمرون عموما من أوروبا بحثا عن المواد الأولية في إفريقيا لسد حاجيات الثورة الصناعية في أوروبا …إذن إن أكذوبة : فرنسا استعمرت الجزائر من أجل النفط والغاز تعتبر فضيحة كل القرون لأن الحقيقة هي أن هذا الاستغلال لم يبدأ إلا في سنة 1948 ، و يمكن القول أنه لذلك ومن أجل الغاز والنفط وغيرهما منحت فرنسا للجزائريين ( استقلالا ناقصا ) أي أن السُّـعَار الحقيقي لاستغلال الغاز والنفط الجزائريَـيْنِ كان بوحشية بعد 1962 إلى الآن ، أي منذ تاريخ توقيع اتفاقية 19 مارس التي تقول بالحرف ” أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962 ” …
هذه مقدمة لتصحيح أكاذيب العسكر الجزائري الذي باع الجزائر لفرنسا التي وضعتهم في السلطة العسكرية الجزائرية رغم أنف الشعب الجزائري الذي قام اليوم ضد هذه السلطة العسكرية في الجزائر والتي دامت 60 عاما … قام الشعب بثورة سلمية بشعار ( مدنية ماشي عسكرية ) ، فهل على هذا الشعار أي خلاف ؟ لا وألف لا…
وبعودتنا لموضوع الزراعة والفلاحة في الجزائر التي ذكرنا جزءا من تاريخها منذ ما قبل دخول الاستعمار الفرنسي ، يمكن أن نضيف أنه مع ذلك لا يمكن إنكار أن عددا من الجزائريين اشتغلوا مع المعمرين الفرنسيين في ميدان الزراعة عامة وأخذوا عنهم أساليب هذه المهنة ، لكن لابد من ذكر حقيقة أخرى وهي أن المستعمر الفرنسي طيلة 132 سنة من الاستعمار حَرَمَ الشعب الجزائري من خيراتهم الزراعية وتركهم يعانون البؤس إلا من استغلالهم لبضعة هكتارات يقتاتون منها وتكون غالبا من تلك التي استغنى عنها المستعمر كتلك التي لا تتوفر على الجودة المطلوبة أو الصعبة الاستغلال من حيث عائق التضاريس مثل المساحات الصغيرة في الجبال ….
إذن خرج المستعمر الفرنسي وترك عشرات الآلاف من الهكتارات مستصلحة و خصبة وذات جودة عالية وصالحة للاستغلال في نفس السنة أي سنة الاستقلال الناقص 1962 … لكن ماذا حصل حتى أصبحنا نتسول القمح والشعير والذرة وكل أنواع الحبوب و الفواكه ؟ بل أصبح الموز عندنا علامة من أكبر علامات السخرية علينا ، أما الحليب فقد أصبحنا أضحوكة العالم الذي ينشر صور الجزائريين وهم في مئات الطوابير حول شاحنة لتوزيع الحليب غبرة أي ليس حليبا طازجا ( الحليب غبرة هو الحليب المجفف المخلوط بالماء لاغير ) …
كانت الجزائر بلدا فلاحيا بامتياز ولم تكن قط أضحوكة العالم فيما ارتدت إليه الآن في الجانب الفلاحي عموما ، فهل يعقل أن يكون مثلا في القرن 21 إنتاج تونس من الحبوب ما بين 24 و 30 مليون قنطار في السنة باعتبار مساحة الجزائر تساوي 15 مرة مساحة تونس أي تونس هي أصغر بكثير جدا من الجزائر القارة ، وأن يكون إنتاج المغرب من الحبوب أكثر من 90 مليون قنطار في السنة ، أما نحن فلا يتجاوز إنتاجنا من الحبوب 20 مليون قنطار في السنة وأحيانا أقل من ذلك بكثير !!!! إذن هناك مخطط لتجويع الشعب الجزائري من طرف الاستعمار الجديد من بني جلدتنا في الجزائر باتفاق مع الاستعمار الفرنسي ، نحن لا نحتاج للأراضي الخصبة ، فالاستعمار الجديد من بني جلدتنا أهمل كل جهود الاستعمار الفرنسي التي بذلها من أجل استصلاح عشرات الآلاف من الهكتارات حيث تركتها عصابات حكام الجزائر للزحف العقاري أو الرملي أو أصبحت مطارح للأزبال وغير ذلك ، وجعل المقبور بومدين كل همومه تتركز في النفخ في جزائر الثورة والثروة ، أي سكنه الشيطان الذي نفخ فيه روح النرجسية المَرَضِيَّة ونسي الشعبَ الجزائريَ واهتم بصورة الجزائر في الخارج وأنفق على ذلك كل مداخيل الغاز والنفط حتى مات ميتة مشوهة … سمعت أحد الذين يقدسونه يقول ” ندمتُ شديد الندم أنني دخلت عليه لأراه قبيل أن يموت لأنني يا ليتني احتفظت لنفسي بصورته التي كانت في ذاكرتي وهو سليمٌ مُعافى ، كان في شكل غير بشري على الإطلاق ” و نحن نقول بدورنا : سبحان الحي الذي له الملك والملكوت ، تلك نهاية كل جبار عنيد …
لكن ما قصة ( بروباغندا ) الثورة الزراعية في عهد المقبور بومدين التي يتبجح بها ( شعب بومدين الحلوف ) إلى اليوم ؟
الإفشال ثم الإفشال هو مبدأ أساسي يتوخاه حكام الجزائر لكل ما ينفع الشعب الجزائري(الثورة الزراعية نموذجا)
يستحيل أن يكون النفع للشعب الجزائري في مشروع مَـا إلا ويَـبْـنِيهِ المقبور بومدين أو سلالة عصابته التي جاءت بعده ، تبني المشروع على أسس فاشلة منذ بدايته حتى يحمل في طَـيَّاتِ بِنْيَتِهِ الأساسية بذور الفشل لأن الهدف منه هو ( البروباغندا ) فقط لا غير وذلك من خلال مزابل الإعلام الجزائري الكريه …. أطلق المقبور بومدين شعارات طنانة منها ( الجزائر يابان إفريقيا ) وكان شعار ( الثورة الزراعية في الجزائر ) ضمن هذه الشعارات ، لكنها كانت كارثة زراعية وفلاحية ، فَـتَحْتَ يَافِطة تحديث القطاع الزراعي ظن معه المقبور بومدين أنه سيحدث ثورة زراعية حقيقية في الجزائر لكنه المسكين لغبائه اعتقد أن تحديث مجال الزراعة ينحصر في توفير كثرة الجرارات واستيراد الأسمدة الجيدة ، لكن المقبور تناسى أن انطلاقه من سياسة الزراعة الاشتراكية كانت ميدانا لنشر الفساد القاتل لمشروع يحمل في طَـيَّاتِ بِنْيَتِهِ الأساسية بذور الفشل والانهيار الفظيع ومنها :
* قلة عدد المستفيدين الذين لم يتجاوز عددهم 87 ألفا في حين رَوَّجَتْ مزابل إعلام المقبور بومدين أن عدد المستفيدين سيتجاوز مليون مستفيد جزائري . ( نحن في الجزائر لا نتحدث إلا بالمليون الدينار مثلا)
* أتاح المقبور بومدين الفرصة لكبار الملاك الزراعيين الفاسدين من بطانته الذين أبرموا صفقات مع الإدارة الفاسدة في عموم البلاد حتى أصبحوا من أكبر المستغلين لخيرات البلاد وبالضبط فيما ينفع ( شعب بومدين الحلوف ) وحده فقط وبقية الشعب ليذهب إلى الجحيم وهو الذي يطبقون في حقه ( جوع كلبك يتبعك ) تجويع الشعب الجزائري خوفا من ثورته على السلطة الحاكمة بالإضافة إلى تكديس الأسلحة لمواجهته إذا ثار ، ولم يبق هذا التصرف حبرا على ورق بل تم تنفيذه في العشرية السوداء ولا يزالون يهددون الشعب بمثلها مراتٍ ومراتٍ …
* غَضُّ الطرف عن الفساد المستشري بين البيروقراطيين الإداريين التنفيذيين داخل التعاونيات الزراعية التي كانت هي الضربة القاتلة للمشروع الذي أنفق عليه المقبور بومدين الملايين حسب ( البروباغاندا الإعلامية ) هو و ما يسمى بمشروع الثورة الصناعية التي أصبحنا بها أيضا أضحوكة العالم وأصبحنا مثل الذين خرجوا من الكهف بعد نوم طويل دام قرونا وخرجنا للعالم بمنتوج من الصلب والحديد تساوي تكلفته عشر مرات الثمن التنافسي في السوق العالمية ، إنها مهزلة العسكر الجهلة المتطفلون على كل شيء بما في ذلك العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأنهم لا يتقنون سوى القتل .
إذن فشلت ما سماها المقبور بومدين ( الثورة الزراعية ) التي كانت ستوفر الحليب الطازج كل يوم للشعب الجزائري ، وتسلمت المشعل سلالة العسكر الحاكمة في الجزائر طيلة 60 سنة وكرست نية عدم تجويد حياة الشعب الجزائري لأن هذه السلالة ليست منا ونقولها ونعيدها لأن توفير الحليب الطازج لا يحتاج إلا للإرادة السياسية والاقتصادية للسلطة الحاكمة لذلك يضحك علينا العالم ، فأي دولة في العالم يخرج شعبها قبيل الفجر ليقف في طابور الحليب أو طابور السميد ؟ ولا واحدة ، باستثناء الدول التي يقوم فيها اللوبي المافيوزي الدولي التخريبي ومنهم جنرالات الجزائر لإثارة الفتنة فيها ثم إتاحة الفرصة للتدخل الأجنبي ويصبح الشعب في هذه الدول لا يطلب سوى أن يبقى على قيد الحياة مثل الشعب الجزائري ، أي تصدير مفهوم التسلط على الشعوب وفي ذلك يحتاجون إلى تجربة جنرالات الجزائر الذين يسكن الذبح والتقتيل أرواحهم ولا يعرفون سوى ذلك والعياذ بالله ، ولله في خلقه شؤون …
ألا يزال الشعب راضيا بهذا الأسلوب في الحياة الذي اختارته له سلالة عسكر فرنسا التي توالت على حكم الجزائر 60 سنة ؟
الكرة اليوم في مربع الحِراك السلمي الشعبي …
وإلى مصيبة أخرى تستفزنا أكثر لِـنَـنْـقَـضَّ على جنرالات الجزائر ونمزق لحومهم بأظافرنا وأنيابنا ….