8 مارس : الوجه الآخر للمرأة المغربية :

ثورية لغريب

في الوقت الذي تعج فيه كل وسائل الاتصال بالمرأة احتفاءا بها وتؤثت صفحات الجرائد اليوم نماذج لنساء ناجحات في مختلف الميادين ، تغيب عن المشهد نماذج مشرفة تنحث في الصخر لإثبات وجودها بل و للنيل بالعيش الكريم ثائرة على موروث ثقافي نشأنا جميعنا عليه و هو ان الرجل هو رب الاسرة ، هو المعيل و هو العقل المدبر داخل الاسرة و المجتمع ككل ، مفاهيم أصبحت متجاوزة فعليا إذا ما أخضعنا الاسرة المغربية للدراسة ، فداخل كل بيت توجد معيلة إما جنبا لجنب مع الرجل ، او انها هي المعيل الوحيد و الاوحد ..تختلف التوصيفات و الحالات الاجتماعية و كذلك المستوى الاجتماعي ، لكن النتيجة واحدة : القوى الناعمة بيد من حديد و لعل النماذج الاكثر تأثيرا نجدها داخل المصانع المرخصة او غيرها ، تشتغل العاملات لساعات طويلة و بجهد مميز دونما تغطية صحية ،داخل الحانات حيث تشتغل المرأة كنادلة تقضي الليل كله في مجاراة السكارى و الاستماع لهذيانهم او كمنظفة للمراحيض مقابل مبلغ زهيد تعود به في وقت متأخر لتطعم صغار و كبار عائلتها إناثهم و حتى ذكورهم …أما المرأة القروية فحالها لم يتغير كثيرا منذ ما بعد الاستعمار ، و في ظل نذرة أليات العيش الكريم لازالت ترزح تحت وطاة الفقر و التهميش و مع كل تجربة أمومة تدخل حيز الخطر نظرا لانعدام المستشفيات المجهزة في المناطق النائية و لانعدام الطرقات …الخ
النساء اللواتي يؤثثن جنبات الطرق لبيع اشياء بسيطة ، الممتهنات للدعارة في الخفاء كما العلن …
كلها اوجه للمراة في المغرب ، و يمثلن الشريحة الاكبر كما انهن يقتسمن نفس الظروف ، نفس البيئة و نفس المعاناة فعن اي عيد نتكلم ؟؟ خصوصا و ان عوامل عديدة منها غياب التغطية الصحية ، و غياب التأسيس التربوي الصحيح مع تغييب خصوصية المراة ككائن لطيف له خصوصيته و الدين الإسلامي قد فصل فيما يخص المراة في مختلف الجوانب الحياتية : على مستوى العبادات ، و المعاملات ..الخ حتى اوصى بها الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم حيث قال : ما أكرمهن إلا كريم و ما أهانهن إلا لئيم ”
عن المرأة المعنفة و المضطهدة و المثابرة …الامثلة كثيرة ، اما الناجحات و الرائدات فماهن إلا تحصيل حاصل لبيئة اسرية مترابطة و تكوين علمي و دراسي ممنهج و مستوى اجتماعي نسبيا معقول ، فكفى من المغالطات و لتكن لدينا الشجاعة الأدبية لننقد واقعنا و نعري على مشاكله المستفحلة و التي تراكمت إلى حد اننا نعيش مسخا غير مسبوق و مناقض تماما لهويتنا كمغاربة و كمسلمين ..المراة اضحت مجرد ظل للمراة فهي إما بجلباب مهترىء و غطاء راس او بسروال تملؤه الثقوب و احمر شفاه فاقع …لكن النقطة المشتركة بين النموذجين : وضعية هشة و واقع بئيس

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: