فرنسا تعتزم إرسال قوات إضافية لبحر الصين الجنوبي

نورالدين النايم

قالت صحيفة “تلغراف”، إن فرنسا تستعد لإرسال المزيد من القوات البحرية إلى منطقة بحر الصين الجنوبي التي تشهد نزاعات إقليمية، وسط تصاعد التوترات في الفناء الخلفي لبكين.

وأشارت الصحيفة إلى أن فرنسا تستكشف مسارها الخاص كقوة مستقلة وبديل إقليمي للصين والولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي مع تواصل الحشد العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي واحدة من أكثر المناطق استراتيجية واضطراباً في العالم.

وبعد إرسال غواصتها الهجومية النووية “إيميرود” عبر بحر الصين الجنوبي في أوائل فبراير، ستقوم باريس بنشر سفينتها الهجومية البرمائية “تونير”، والفرقاطة “سوركوف” للإبحار مرتين عبر المياه التي تطالب بها بكين، لتأكيد وجودها في المنطقة.

مناورات بحرية
وفي إطار مهمة “جان دارك” السنوية، تشارك فرنسا أيضاً في مناورات واسعة النطاق مع أساطيل الدول الشريكة في المحيطين الهندي والهادئ، وهي الهند وأستراليا واليابان والولايات المتحدة.

كما تجري المملكة المتحدة أيضاً تدريبات مشتركة مع اليابان عندما ترسل مجموعة حاملة الطائرات الهجومية الجديدة إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ في وقت لاحق من هذا العام، في ما وصفه وزير الدفاع بن والاس، بأنه “أهم انتشار للبحرية الملكية في هذا العقد”. وسوف تتعاون المملكة المتحدة مع البحرية الأميركية في مهمتها.

كما أعلنت برلين هذا الأسبوع أن فرقاطة ألمانية ستبحر إلى آسيا في أغسطس، وفي رحلة عودتها، ستصبح أول سفينة حربية ألمانية تعبر بحر الصين الجنوبي منذ عام 2002، وسط توترات متزايدة مع الصين بشأن حقوق الملاحة.

وتطالب الصين بجميع المياه الغنية بالطاقة في بحر الصين الجنوبي تقريباً، حيث أقامت مواقع عسكرية على جزر اصطناعية.

بديل إقليمي
من جانبه، قال كولين كوه، الباحث في “مدرسة إس راجاراتنام للدراسات الدولية” ومقرها سنغافورة، لـ”تلغراف”، إن فرنسا، على وجه التحديد، تريد أن يُنظر إليها على أنها “قوة مستقلة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بحد ذاتها ولا تلعب دوراً ثانوياً للولايات المتحدة”.

وأضاف: “من الواضح أن فرنسا تريد أن تفرض نفسها دولة بديلة يلجأ إليها إلى جانب الولايات المتحدة والصين، بمفاهيمها الخاصة”.

وتتمتع باريس بحضور تاريخي قوي في المنطقة ولا تزال لديها أراضي جزر تمتد عبر المحيطين الهندي والهادئ. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تحدث سابقاً عن تعزيز “محور باريس- دلهي- كانبرا”.

لكن كوه لفت إلى أن اليابان تتمتع “بميزة أكبر بكثير” عندما يتعلق الأمر بتقديم بديل إقليمي للصين أو الولايات المتحدة.

وفي غضون ذلك، تواصل كل من الصين والولايات المتحدة، تعزيز وجودهما في المنطقة الاستراتيجية، وهي خليط من طرق التجارة الرئيسية.

التزامات بايدن
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أكدت منذ تنصيبه رسمياً في الـ20 من يناير، التزاماتها تجاه حلفاء وشركاء الولايات المتحدة في المنطقة، وعلى وجه التحديد تعريف الفلبين واليابان بأن جزرهما التي تزعم الصين السيادة عليها مشمولة أيضاً بمعاهدات الدفاع المشترك التي تلزم واشنطن بالدفاع عنها.

وتزعم الصين أن العمليات البحرية الأميركية في بحر الصين الجنوبي، تؤجج التوترات وتنتهك سيادتها.

وفي أعقاب عملية حرية الملاحة في جزر باراسيل، قال تقرير على الموقع الرسمي لجيش التحرير الشعبي الصيني، إن القوات البحرية والجوية للجيش تتبعت المدمرة الأميركية وحذرتها.

وتابع التقرير أن السفينة الحربية التي اخترقت المجال الصيني “انتهكت بشدة السيادة والأمن الصينيين، وقوّضت السلام والاستقرار الإقليميين، وأفسدت عمداً مناخ السلام والصداقة والتعاون في بحر الصين الجنوبي”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: