تفوق صادرات الطماطم المغربية لأوروبا يقلق إسبانيا

حنان الفاتحي

سبب تفوق صادرات الطماطم المغربية إلى الاتحاد الأوروبي قلقا كبيرا لإسبانيا، ما دفعها إلى تقديم شكوى للمفوضية الأوروبية، حيث باتت الأوساط الاقتصادية تتخوف من منافسة الرباط في ظل ارتفاع عوائد صادرات الطماطم خلال السنوات الأربع الأخيرة بصفة لافتة.

ارتفعت صادرات الطماطم المغربية إلى الدول الأوروبية بنسبة 12 في المئة العام الماضي، ما شكل مصدر قلق لإسبانيا التي طالبت بتوضيحات من المفوضية الأوروبية حول هذه الزيادة.

وكشفت النائب الاشتراكية الإسبانية العضو بالمفوضية الأوروبية للزراعة كلارا أكيليرا، أمام المفوضية الأوروبية أن “واردات الطماطم المغربية أدت إلى وضعية خطيرة في سوق الطماطم في الاتحاد الأوروبي”.

وأشارت البرلمانية الإسبانية، إلى “اضطراب جديد تشهده هذه الأسواق، بسبب ارتفاع في كميات العروض الناجمة عن الزيادة في كميات الطماطم، التي يوجهها المغرب إلى دول الاتحاد الأوروبي”.

ومنذ سنوات والمزارعون الإسبان يخوضون معركة للتأثير على المفوضية الأوروبية لفرض عقوبات على الطماطم المغربية، بدعوى أنها تدخل إلى الأسواق الأوروبية بكميات أكبر من المسموح من طرف دول الاتحاد الأوروبي.

وسجلت الطماطم في البيوت المحمية بمنطقة ألميريا خسارة مهولة لقيمتها في السوق، اتضح ذلك من خلال الانخفاض الحاد في أسعار هذه المنتجات في شهر فبراير الماضي.

واعترف فرناندو ميراندا بوجود “مشكلات في إنتاج الطماطم في ألميريا بسبب التغيرات في درجات الحرارة والمشكلات اللوجستية في الأشهر الأخيرة”، مؤكدا أن هذه الحالة تعكس “الحاجة إلى التحديث وزيادة الكفاءة” في إنتاج الفاكهة والخضروات في إسبانيا، والتي تتركز بشكل أساسي في تربة ألميريا.

وفي يوليو الماضي، تجاوزت الصادرات المغربية من الطماطم نحو الاتحاد الأوروبي، لأول مرة نظيرتها الإسبانية، خصوصا من إقليم ألميريا، مسجلة انتعاشا كبيرا في ظل جائحة كورونا.

وأكدت جمعية منتجي الفواكه والخضر في ألميريا الإسبانية، في تقرير لها، أن صادرات الطماطم المغربية في اتجاه الاتحاد الأوروبي تجاوزت لأول مرة صادرات إسبانيا في نفس الاتجاه، حيث وصلت صادرات ألميريا إلى نحو 417.826 طنا، مقابل 486.878 من صادرات الطماطم المغربية في اتجاه الاتحاد الأوروبي.

وأوضحت الجمعية ذاتها أن إنتاج الطماطم في ألميريا عرف تراجعا بنحو 8 في المئة، ما جعل سعرها يتراجع بنحو 9 في المئة، كما أن رقم معاملاتها انخفض بـ16 في المئة، وارتفعت تكلفتها بحوالي 2 في المئة.

وتوقعت إحصائيات الاتحاد الأوروبي للضرائب والاتحاد الجمركي استمرار الزيادة في هذه الصادرات المغربية، بحيث يمكن أن تصل إلى 500 ألف طن خلال موسم 2020ـ 2021، مقابل الحصة التفضيلية المتفق عليها في عقد الشراكة الذي يربط الاتحاد الأوروبي بالمغرب المتعلق بـ285 ألف طن، وأن “السنة الماضية تضاعفت فيها الحصة”.

500

ألف طن توقعات زيادة صادرات الطماطم إلى الاتحاد الأوروبي خلال 2021/2020

واستنادا إلى قاعدة بيانات الاتحاد الأوروبي للضرائب والاتحاد الجمركي، فإن حجم واردات الطماطم من المغرب في إطار الحصة ارتفع إلى غاية 17 فبراير الماضي إلى 31.93 ألف طن، في الوقت الذي بلغ إلى غاية فبراير من السنة الماضية 28.55 طنا، وبالتالي بلغت الزيادة 12 في المئة إلى غاية الشهر الماضي دون احتساب الواردات إلى غاية نهايته.

وشددت البرلمانية الإسبانية أكيليرا، على أن الزيادة المستمرة في الواردات المغربية على الأسواق الأوروبية تخلف ارتفاعا وفائضا في العرض، الأمر الذي يؤدي إلى ارتباك في القطاع الإسباني.

واعتبر وزير الزراعة والصيد البحري والمياه والغابات عزيز أخنوش، أن المنتجات الزراعية المغربية ومنها الطماطم وصلت إلى مستوى عالمي من حيث الجودة، يجعل المهنيين يستهدفون الأسواق العالمية بكثير من الثقة في النفس.

وأكدت الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للخضر والفواكه، أن جهة سوس ماسة، تعتبر المصدر الأول للخضر بالمغرب ومنها الطماطم بنسبة تصل إلى 97 في المئة، الأمر الذي يعكس أهمية الفاعلين في القطاع في تطويره مع احترام معايير البيئة والجودة المطلوبة.

وتحظى الطماطم المغربية بإقبال كبير في بلدان الاتحاد الأوروبي، حيث أكدت مصادر رسمية هولندية تراجع استيراد الطماطم الإسبانية سنويا لصالح الطماطم المغربية، التي أصبحت تنافس بقوة نظيرتها الإسبانية، من ناحية الجودة الأسعار.

كما تضاعفت واردات ألمانيا للطماطم المغربية بنسبة 246.1 في المئة خلال هذه الفترة. حيث صدّر المغرب ما بين 111 و100 ألف كيلوغرام من الطماطم إلى ألمانيا في الفترة ما بين يناير ونوفمبر الماضي رغم ظرفية وباء كورونا، وتقدر قيمتها 115.56 يورو بسعر متوسط قدره 1.40 يورو، وهذا ما يجعل من المملكة المغربية المورد 14 لهذا المنتج الزراعي لألمانيا.

ويذكر أن إسبانيا إحدى أهم الدول الموردة للخضر، والفواكه في الاتحاد الأوروبي قد عانت خلال جائحة كورونا نقصا كبيرا في اليد العاملة الزراعية.

وكشفت بيانات المؤسسة الإسبانية للتصدير والاستثمارات، أن العديد من المنتجات الزراعية الإسبانية فشلت أمام منافسة نظيرتها المغربية، بعدما ارتفعت شحنات الطماطم القادمة من المغرب نحو الاتحاد الأوروبي بنسبة 18 في المئة خلال آخر 4 مواسم زراعية، لتصل إلى 424 ألف طن في سبتمبر من سنة 2019 بزيادة بلغت 18 في المئة خلال آخر سنة، مقابل تراجع صادرات الطماطم القادمة من حقول ألميريا الإسبانية بنسبة 25 في المئة، حيث لم تتجاوز 371 ألف طن.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: