السلطات المغربية تفكك مخيماً عشوائياً حوّله مهاجرون غير شرعيين إلى «مستعمرة» صغيرة وسط الدار البيضاء

يوسف الفرج

انتشر أمس عبر شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب فيديو يصور تدخل السلطات المغربية لفك مخيم عشوائي بناه مهاجرون أفارقة غير شرعيين في محطة النقل الطرقي «أولاد زيان» في الدار البيضاء، التي أُغلِقتْ نتيجة توقف حركة السفر بين المدن المغربية بفعل جائحة «كورونا». وحوّل المهاجرون القادمون من البلدان الإفريقية جنوب الصحراء المكان إلى أشبه ما يكون بـ»مستعمرة» صغيرة وسط العاصمة الاقتصادية للمغرب؛ ما تزايدت معه شكاوى المواطنين من كثرة الاعتداءات عليهم هناك.
وأوردت صحيفة «الأخبار» بدورها تقريراً إخبارياً عن هذا الحدث، مشيرة إلى أنه كان في حوزة المقيمين في ذلك المخيم العشوائي أسلحة بيضاء من الحجم الكبير وعصي حديدية وهراوات.
كما أفادت صحيفة «الأحداث المغربية» أن المحطة الطرقية المذكورة كانت تشهد مظاهر الفوضى والعشوائية، من خيم بلاستيكية وأزبال وروائح كريهة. وأسهبت في وصف مشهد تفكيك المخيم العشوائي الذي وصفته بـ»المستعمرة الصغيرة»، على النحو التالي: جلس المهاجرون غير الشرعيين، عبر جماعات وفرادى، يتجادلون فيما بينهم، وبجانبهم أواني الأكل والطبخ وأفرشة وأغطية مما يوزعه المحسنون على هذه الفئة.
توجه صوبهم وفد من السلطات الأمنية والمحلية من أجل إجلائهم من المحطة، التي اتخذوها مستقراً لهم، بعد أن تحولت المنطقة إلى فوضى، ووقوع اعتداءات بجوارها ليلاً، وبعد تزايد شكاوى المواطنين بهذا الخصوص جرى إجلاؤهم من المكان.
وذكر المصدر ذاته أن عملية الإجلاء تمت بشكل سلمي ومنظم، ولم تشهد أية مشكلات أو مشادات بين المهاجرين غير الشرعيين ورجال الأمن والسلطة، إذ طُلب منهم مغادرة المكان بكل لباقة، وما كان عليهم إلا أن أذعنوا للأوامر، فجمعوا أمتعتهم والسخط باد على وجوههم، لأن ذلك المكان كان يؤويهم طوال السنة، كما كانوا يتخذون منه مصدراً لرزقهم، حيث منهم من كان يشتغل حمالاً لأغراض المسافرين بالمحطة، قبل أن تتسبب جائحة كورونا في إغلاق المحطة بعد توقيف الرحلات بين المدن المغربية، لتزداد معاناة هؤلاء المهاجرين الذين كانوا يحظون بمساعدات وعطف المسافرين الذين يغدون ويروحون بفضاء المحطة الطرقية «أولاد زيان».
واستطردت قائلة إن مجموعة من المواطنين عبّرت عن غضب من ما آل إليه فضاء اولاد زيان، مؤكدة أن إبقاء أولئك الأشخاص يهدد سلامتهم إذ يعترضون طريق المارة بالليل ويسرقون أغراضهم.
وروت الصحيفة نفسها حكاية الشرارة التي أججت الوضع، قائلة إن أحد المحسنين بادر يوم الجمعة الماضي إلى توزيع أطباق الكسكس على متشردي المحطة وهوامشها، استفاد منها المغاربة والمهاجرون من جنوب الصحراء، إلا أنه فوجئ بمجموعة من المهاجرين يبادرون بالهجوم عليه وتعريضه للضرب المبرح، مما تسبب في كسر برجله، قبل أن يهرع مجموعة من المواطنين إلى إنقاذه من بين أيديهم، ليتقدم الساكنة إلى الأمن بشكايات تبرز ما يتعرضون له من أذى من طرف هذه الفئة التي أصبحت تمس بأمن وسلامة القاطنين أو المارة. وهكذا جاء تدخل السلطات من أجل إعادة الأمور إلى نصابها.
ومباشرة بعد إشراف السلطات الأمنية والمحلية على إجلاء المحطة، وبعد أن حزم المهاجرون أمتعتهم وأغراضهم وتفرقوا في شوارع المدينة الاقتصادية، عادت السلطات إلى المكان عينه وأشرفت على عملية تنظيف المكان من المخلفات والأزبال، وأفرشة وأغطية متسخة، وموائد صغير، وأسرة من الخشب المهترئ، وحصير وأواني الطبخ والأكل، وخيام، وملابس على الحبال، وأكياس بلاستيكية… قامت السلطات بإجلاء كل هذه الأشياء وتحميلها بشاحنات تم إعدادها لهذا الغرض، ثم جرى تنظيف المكان.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: