المَقَالَة الأَبُوكَالِيبْسِيَّة في مَحْقِ المُعَارَضَة الجَاسُوسِيَّة

عبد المجيد موميروس

” وَ اِرفُق بِنَفسِكَ إِنَّ خلقَكَ ناقِصٌ،
وَ اِستُر أَباكَ فَإِنَّ أَصلَكَ مُظلِمُ ..
وَ غِناكَ مَسأَلَةٌ وَ طَيشُكَ نَفخَةٌ،
وَ رِضاكَ فَيشَلَةٌ وَ رَبُّكَ دِرهَمُ .. “
يصعب على بنات و أبناء تيار ” ولاد الشعب “، أَنْ يَسْتَسِيغُوا بَذَاءَة الحَشْوِ المُتَناثِر من الإساءة الماجِنَة التي يسعى به ماخور المعارضة الجاسوسية. و الذي تشرف عليه و تديره ” قَوَّادَةُ” المخابرات الجزائرية و قريناتها من حلف الأعداء القدامى/ الجدد .
فَبِئْس المُعارضة الجَاسُوسية وَ إِنِّي عند السرد أقصِدُهم، أولئك الذين تَفشَّت في دَوَاخِلِهم عِلَلُ اللاَّوَطنِيَّة، و خَبَائِثُ الحقد، و أسقامُ الكراهية التي يَنْفُثون سمومَها عبر نشر جاهلية الإساءة الحقيرة، و تدوينات العدمية و التشكيك، و لايفات الهوس بالتدليس و شحن الأوضاع المغربية الداخلية ، عبر الإعتماد على انسيابية التواصل الإجتماعي و سرعته التداولية الرقمية.
وَ إنَّهُم الهَمَّازُون، اللَّمَّازُون، الأَفَّاكُون ذوي الأَجَنْدَات الاستخباراتية الخَاصة. و إنهم المارقون الذين يعبثون بمقام المعارضة النقدية، و يُجَرْجِرُون وظائفها الديمقراطية بين أوحال مستنقع الجاسوسية الملعونة و العَمالَة الإسْتِرزاقِيَّة. كل ذلك بغرض جَنْي دنانير عسكر المرادية الذي يُقايِضُ ببلوغ “ البُوزْ الرقمي ” في نشر الإحباط المُؤَدَّى عَنْهُ ، و المُؤَدِّي إلى فقدان شرف الشعور الوطني ، و تقديم خدمات التشويش على خاصية التماسك المعنوي الرفيع بين المغربيات و المغاربة، عبر استغلال منافذ الطفرة التواصلية الرقمية الحاصلة.
و هكذا .. نجد أن كشفَ الحجاب عن أَقَانِيمِ المعارضة الجاسوسية، يرفع الغطاء عن حقائق حملة الفيديوهات المسعورة، و اللايفات المنخورة التي بلغتْ درجةُ أطماعِها ذِروَةَ أحقادِها. حيث نُعاينُ حقبة الأبُوكَالِيبْس التي تُعَرِّي عن جذور البَواعِثِ التي تَدفَعُهُم، و بَوَاعِثِ حلف الأعداء القدامى/ الجدد الذي  يَدفعُ لهُم، مقابِل رفع سقف الإساءات المُهَيِّجَة و قصد زعزعَة اللحمة الوطنية المغربية المتينة.
إذ أن هذا السّعي السياسوي الإستخباراتي الرخيص و المعادي للمصالح العليا للمملكة الشريفة، يأتي خدمة لأماني الحاقدين على عراقة نظام المملكة الشريفة، و معهم أولئك الناقمون على استقرار الوطن المغربي و سلامة وحدته الترابية. و إلى جانبهم رهط العاملين بخبث -لا نظير له- من أجل ضرب الهوية الثقافية المغربية الجامعة بِروافدها المتعددة. هذه المميزات الحضارية التي جعلت المغربيات و المغاربة يُجابِهون – بإيمان و نظام و إنتظام- مختلف نوازل الجائحة المُستجدة ، و مجمل تداعيتها الأليمة. واثقين من حكمة المؤسسة الملكية الأمينة ،و براعة قدرتها في مجابهة أهوال المحنة العالمية، و كذا صبرها المشكور على تحمل أعباء رفع الأثقال الطارئة التي أنهكت شعوب الكثير من دول الجوار.
و بالعودة إلى كرونولوجيا هجمات أوباش المعارضة الجاسوسية ، فقد نجدهم يُمَنّون مخيالهم الواهم بمُلامَسة ساعة الفوضى الإجتماعية أو ” القَومَة القادمة”. و ذلك بعد أن تراءَت لخبرائهم في الأفاق سلاسَة عملية التلقيح المجاني الشامل ، و التي تبشر باقتراب ساعة انجلاء غُمَّة الجائحة الوبائية.
بالتالي ستراهم -كما الآن- يحاولون النفخ في بعض الوقائع الإجتماعية المؤلمة التي تسببت فيها الجائحة العالمية. كما يعملون جاهدين على قَلْبَ الحقائِق و خلط الحابل بالنابل، قصدَ جعلِ رواية المعارضة الجاسوسية تبدو فيها المملكة الشريفة، و كأنها على شفا حفرة من الإقتتال الإجتماعي الداخلي.
هكذا إذن تتعدد مفاخر المنجزات الملكية ، و ذِي مُعَارَضَتُنَا الجَاسوسية تَرَاهَا مثلمَا هِيَ  مَخْمُورة بِمُدَامِ الغَيِّ الباطِلِ و الخيانة الكَريهة.. نعم ، تَراها بعين ثملة سَكْرانَة تَتَمايَل ، وَ هِي تُحَاكِي عيوب الجار الحقود الحَامِلِ لوَهم تحويل مسار هذا البلد الأمين الجميل، مغربنا الذي يريدُه الملك محمد السادس صاعدا بثبات نحو الممكن و الأحسن. و ذي معارضَتُنا الجاسوسية تريد جَعله متقَهْقِرا نَحوَ الدرك الأسفل من يَبَابِ ” اللاّدَوْلة”.
هكذا أيضا يتراءى تَرَفُّعُ الحكمة الملكية بالحِلم و سعة الصدر . و  هكذا هُمْ أَقَانِيمُ مُعارضَتِنا الجَاسُوسيَّة بالصَّفَاقَة على الجلال و الجمال يَتَطَاوَلُون. إي وَ رَبِّي ، هكذا هُم إِذْ لا شيء على أرض المملكة الشريفة قد يُعجبُهم!. لا إستقرار المغرب و لا مصالح المغربيات و المغاربة، لا فوز بمباراة في كرة القدم و لا  فتح الكركرات، فَلا هُم -إذن- بِأَيِّ صَالِحٍ يَفرَحون !.
بل كلَّما أَتَتْ رَاوِيةُ قصر المرادية بالمزيد من قناني المُدامِ، تلاَعَبَ رَاقِصُ المخابرات بِبرمجيَّات مُخَيْخِهم، كَيْ يقصِدوا أقرب جهاز ذكي و يشرَعوا في الضَّغط -بسُبَابَة الخيانة و بيع الوطن- على لوحة الحروف المُسْتَعرَبَة، من أجل التعبير عن : ” حقد ما”. ثُمَّ لا يستخرجون عَدَا خَربَشاتِ الكذب و الإفتراء و إعادة إجترار محتويات ” السعاية” الذميمة.
أوْ كَأنَّهم بالمَجازِ الأَرْحَبِ ؛ كلَّما رغبوا في جنْيِ الأموال أخرجوا أصابِعهم راكعةً ساجدةً نحو قِبلة المانحين من أعداء المملكة الشريفة. و بعد أداء طقوس صلاة الدنانير أمام عسكر المرادية، تعود أصابعهم ممدودة نحوَ لوحة الرَّقْنِ الماجِن مُقابِل التسبيح لإله خمرَتهم السياسوية” و رب الدفع الجاسوسي المسبق!.
هكذا هُمْ مِنْ قَبْلُ قد كانوا ، و هكذا هُمْ من بَعْدُ و عُنْ بُعْدٍ باقون. فإنَّمَا هُمْ على عهد الخيانة و العمالة مُستَمرّون : كمال الفحصي، محمد حاجيب، مصطفى أديب و الحسين المجدوبي و راضي الليلي و الباقي منهم أخرون. إيْ وَ رَبِّي؛ هكذا بلا حياء و لا استحياء ، هُمْ بالإسَاءَة قد تجاوزوا المدى ، و ضِدَّ عِز الوطن خَوَنَةٌ هُم بالباطلِ يقذفون!.
وَ كُلَّما تشَبّتْنا بِنِعمة التغيير الإيجابي الديمقراطي في إطار الإستمرارية الحكيمة، وَ كلما وضَعنا اللّبِنَة فوق اللّبِنَة. يَغيظهم بناؤنا الوطني للديمقراطية بخصائص مغربية. نعم ؛ كلّما تَكاثَفَ تضامن و تآزر المغربيات و المغاربة ، تَعَمَّدوا هُمُ بَلْبَلَةَ الأراء بِنَعرَةِ التَّفْرِقَة الطائِفيَّة. و كلَّما أَيْقَنَّا أن النواقِصَ تَتَناقَصُ، نَفَخوا أَوْداجَهم و هَتَفوا بإسمِ العدَميَّة و الغوغائية. بل .. كُلَّما انتقد بعضنا البعض أو تَدَافَعنا بِرَوِيَّة وَ لِينٍ، سارَعوا إلى تَدوِيل نِقاشَتِنَا الوطنية كَيْ يَقْبِضوا الأَثْمانَ بدنانير عسكر المرادية الرخيصة.
وَ هَا هِي مُعارضَتُنَا الجَاسُوسِيّة على شاشات الأجهزة الذكية، تهيمُ ذليلة بعد أنْ باعت شرفها الوطني. هَا هِيَ مثلما هِي صاغرة في سوق النخاسة سَبِيَّةٌ بالدينار قد أُشْتُرِيَتْ . نَعم؛ هَا هِيَ أَحداثُ نِهَاية مُعَارَضَتِنَا الجَاسُوسيَّة، و قد صَدَمَتْهَا بًيِّنَاتُ المقالة الأبُوكَالِيبْسِيَّة عن تغْلِيب المغربيات و المغاربة لِكَفَّة الوحدة الوطنية العريقة. مع رفض كل الأجنداتِ القَذِرَة التي ترقص فوق جراح الوطن و تريد عرقلة صعوده الحضاري العظيم ، و تستهدف الإساءة إلى المؤسسة الملكية الشريفة العزيزة بالإشاعة المغرضة الخبيثة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: