البابا فرنسيس متمسك بزيارة العراق رغم نفشي وباء كورونا

نورالدين النايم

رغم إلغاءه الكثير من الرحلات التي كان من المفترض أن يقوم بها أثناء فترة تفشي وباء كورونا، إلا أن البابا فرنسيس أكد تمسكه بزيارة مقررة إلى العراق الذي يشهد زيادة في أعداد الإصابة بفيروس كورونا.

وعلى الرغم من ذلك، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن الزيادة في معدل الإصابات بفيروس كورونا ستكون السبب الوحيد الذي يمكن أن يحول بين البابا فرانسيس وبين أن يصبح أول بابا تطأ قدماه أرض العراق الذي عاني من الحروب والدمار.

لكن البابا أكد تمسكه بالزيارة في تغريدة عبر “تويتر” قال فيها: “غداً سأتوجّه إلى العراق في رحلة حج لمدة ثلاثة أيام، كنت أرغب منذ فترة طويلة في لقاء هذا الشعب الذين عانى كثيراً. أسألكم أن ترافقوا هذه الزيارة بالصلاة لكي تتم بأفضل طريقة ممكنة وتحمل الثمار المرجوة”.

وأوضحت الصحيفة أن البابا فرانسيس عازم على إتمام الزيارة على الرغم مما يشهده العراق من ارتفاع حاد في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، ما دفع بالمسؤولين العراقيين إلى فرض الإغلاقات، فيما علّقت السلطات رحلات الحج للطائفة الشيعية، وأصيب سفير الفاتيكان بالفيروس، كما ازدادت أيضاً التفجيرات والهجمات الصاروخية والتوترات الجيوسياسية.

وبعد ما يزيد على عام خلف جدران الفاتيكان، سيصل البابا إلى العراق، الجمعة، في واحدة من أكثر اللحظات الوبائية ضراوة، مرسلاً برسالة تتعارض تقريباَ مع كل إرشادات الصحة العامة، ومعرضاً آلاف العراقيين لخطر.

ويدرك حلفاء البابا في روما الخطر الذي تجلبه زيارة البابا (84 عاماً) على العراقيين، إذ عبّر البابا بنديكت الـ 16، عن “قلقه البالغ” بشأن هذه الرحلة خلال مقابلة مع صحيفة إيطالية، حيث وصفها بأنها “مهمة ولكن خطيرة”.

من جانبه أصر الفاتيكان على أن الرحلة إلى العراق ستكون “آمنة وستراعي التباعد الاجتماعي، وستخلو من جميع مظاهر الضجة والاحتفالات”.

وقلل ماتيو بروني، المتحدث باسم الفاتيكان، من أهمية عدد الحالات في العراق في معرض إجابته عن أسئلة الصحافيين حول أسباب عدم تأجيل رحلة يمكن أن تعرض كثيرين للخطر.

وأضاف: “لن يكون هناك سوى بضع مئات، تفصلهم مسافات”، لكن البابا فرانسيس، بحسب “نيويورك تايمز”، يخطط لـ”حشد يضم آلاف العراقيين في أحد ملاعب كرة القدم في مدينة أربيل”. كما سيجتذب الحدث الحشود لمشاهدة البابا أثناء أداء الصلاة في قرقوش، وهي بلدة للسريان الكاثوليك في سهول نينوي الشمالية.

من جانبه، أوضح كرم قشة، القس الكاثوليكي في شمال العراق، أنه تم تسجيل أسماء الأشخاص الذين سيحضرون القداس في أربيل، في وقت أعلن فيه عن رغبة آلاف المسيحيين العراقيين في رؤية البابا، ما يزيد من احتمالية ارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كورونا، ما دفع بالحكومة الصينية، الأحد، إلى الإعلان عن تبرعها بأول 50 ألف جرعة لقاح للعراقيين.

ونقلت “نيويورك تايمز”، عن أندريا فيسيني، الطبيب والقس وأستاذ اللاهوت الأخلاقي في كلية بوسطن، إعجابه البالغ برغبة البابا في المخاطرة عندما يتعلق الأمر بالسلام، وتعزيز الحوار وحماية المضطهدين، واصفاً إصراره بـ”الالتزام بتكوينه اليسوعي بسفره إلى أقصى حدود الإيمان”.

وبينما يعول الفاتيكان على التزام العراقيين بقواعد التباعد الاجتماعي، أشار القس جوزيف كاسار إلى أن العراقيين “سيميلون إلى الرفض واللامبالاة بهذه القواعد، ولا يبدون قلقين حيال ذلك، رغم ارتفاع عدد الحالات واكتشاف متحورات جديدة من فيروس كورونا في العراق”.

وبحسب “نيويورك تايمز” فإن فرانسيس ليس أول بابا يخطط لزيارة العراق. ففي عام 2000، حاول البابا يوحنا بولس الثاني القيام بالحج إلى العراق ومصر وإسرائيل. لكن المفاوضات مع حكومة صدام حسين آنذاك فشلت.

وتلقى البابا بنديكت السادس عشر، دعوة من رئيس الوزراء العراقي في عام 2008، لكن الحرب حالت دون إتمام هذه الرحلة. واعتبرت الصحيفة الأميركية أن عدم ذهاب بابا ثالث إلى العراق “نذير سيئاً للغاية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: