الأردن يفتتح قنصلية عامة في مدينة العيون المغربية

بوشعيب البازي

افتتح الأردن الخميس قنصلية عامة له في مدينة العيون بالصحراء المغربية، في خطوة تعكس تأييدا من عمّان لحق المغرب في سيادته على الإقليم.

وترأس حفل الافتتاح ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني.

وحذت المملكة الأردنية الهاشمية حذو دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وجزر القمر والغابون وجمهورية أفريقيا الوسطى وساوتومي وبرنسيب وكوت ديفوار وبوروندي، ومملكة إسواتيني وزامبيا.

وبلغ عدد القنصليات العامة التي تم افتتاحها في مدينة العيون، منذ العام ما قبل الماضي، 11 قنصلية.

وتعزز هذه الخطوة الموقف المغربي الساعي لتوسيع دائرة الاعتراف الدولي بسيادته على الصحراء المغربية، التي هي محل نزاع مع جبهة البوليساريو الانفصالية، وتشكل دفعة قوية للدبلوماسية المغربية.

وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن بلاده طورت مع الأردن آليات متجددة لتحقيق الشراكة الاستراتيجية بينهما.

وأفاد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني بأن “المغرب والأردن طورا آليات متجددة للدفع بمسيرة التعاون إلى آفاق أعلى، تهدف إلى بلوغ الشراكة الاستراتيجية”، مشيرا إلى أن “أهم ما يميز علاقاتنا الثنائية هو مستوى التنسيق الدائم والمستمر في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.

وأردف “مستوى التنسيق والتشاور السياسي في القضايا الدولية يجعل علاقة بلدينا نموذجا لما يجب أن تكون عليه علاقات دولتين عربيتين”.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن “المملكتين متفقتان على دور عربي لحل الأزمة السورية والعراقية واليمنية”، وتعملان “على تعزيز العمل المشترك لأن الوقت يستدعي المزيد من التضامن العربي”.

وجدد الصفدي التأكيد أن “مواقف المملكتين منسجمة والمرجعيات واضحة وثابتة تتعلق بحل الدولتين”، وتنطلق “من رؤية واحدة للقضية الفلسطينية من أجل تحقيق السلام العادل والدائم الذي يوفر كل حقوق الشعب الفلسطيني وفق الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.

ويعتبر المغرب افتتاح هذه الممثليات الدبلوماسية الأجنبية في الصحراء تأكيدا لسيادته عليها، وسط إدانات من جانب الجبهة الانفصالية والجزائر التي تدعمها.

وفي ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء، في خطوة اعتبرها بيان للديوان الملكي المغربي تعزيزا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين وترتقي بها إلى تحالف حقيقي.

ومنذ 1975، هناك نزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.

وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر الكركرات منطقة منزوعة السلاح.

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تطالب البوليساريو باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر.

وتواصل الأمم المتحدة حثّ الطرفين على اتخاذ جميع التدابير الضرورية لخفض التوتر، والالتزام بوقف النار واستئناف مسار التسوية السياسية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: