المس بسيادة المغرب وراء تعليق الاتصال مع سفارة ألمانيا في الرباط

ماموني

قالت مصادر دبلوماسية لـ”أخبارنا الجالية ” إن الأزمة بين المغرب وألمانيا، والتي ظهرت مع تعليق الرباط التواصل مع السفارة الألمانية، تأتي بعد رفع برلمان في ولاية ألمانية علم البوليساريو، لافتة إلى أن هذه الحادثة تميط اللثام عن أزمة قديمة مستمرة اتخذت مسارا آخر في السنتين الأخيرتين خصوصا في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وأن الرباط لاحظت محاولة ألمانية للتأثير السلبي في الملف منذ أن كان هورست كوهلر مبعوثا أمميا للصحراء.

وقررت الرباط “تعليق كل أشكال التواصل” مع سفارة ألمانيا في المغرب، بسبب تباينات “عميقة” مع برلين في ملفات عدة، حسب ما كشفته الاثنين مراسلة من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة كان قد وجهها إلى رئيس الحكومة سعدالدين العثماني.

نوفل بوعمري: المغرب نبه ألمانيا إلى الاختلالات في العلاقة من أجل تصحيحها

وتطالب مراسلة بوريطة الوزارات بـ”تعليق كل أشكال التواصل والتفاعل والتعاون في جميع الحالات، وبأي شكل من الأشكال مع السفارة الألمانية، وهيئات التعاون الألمانية، والمؤسسات السياسية التابعة لها”، بسبب “سوء تفاهمات عميقة حول ما يخص قضايا أساسية للمملكة المغربية”.

ورفع البرلمان المحلي في ولاية بريمن الألمانية علم البوليساريو على واجهة بنايته في ذكرى تأسيسها، وهو ما أفاض كأس التوتر الصامت بين الرباط وبرلين، وخصوصا أن هذا السلوك سبقه تعاطف من مندوب ألمانيا لدى الأمم المتحدة كريستوف هيوسغن مع جبهة البوليساريو الانفصالية، عندما وصفها بـ”الطرف الضعيف”، وقال إنها تشعر بـ”الإحباط”، وذلك أثناء انعقاد اجتماع مجلس الأمن نهاية ديسمبر الماضي.

وكانت ألمانيا جاهرت بانتقادها قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء ودعت إلى جلسة مغلقة لمجلس الأمن ضد القرار.

ولفتت مصادر مطلعة إلى أن المغرب وجه من خلال وقف التواصل مع السفارة الألمانية رسالة تلفت نظر القيادة الألمانية إلى التجاوزات التي يجب التوقف عندها ومعالجتها بطرق أكثر إيجابية.

وعلقت وزارة الخارجية الألمانية قائلة “إننا أخذنا علما بموضوع تعليق المغرب للاتصال ووقف كل أشكال التعامل مع السفارة من خلال التقارير الإعلامية” وفقا للموقع الإخباري الألماني دوتشيفيليه، دونَ المزيد من التفاصيل.

وقال الموقع إنه إلى حدود اللحظة لا توجد أيَّ اتصالات رسمية بين البلدين بخصوص موضوع تعليق الاتصال.

وقال المحلل السياسي نوفل بوعمري إن المغرب كغيره من البلدان له الحق في الاحتجاج على سلوك غير دبلوماسي ومضر بمصالح المغرب، مشيرا إلى أن هذا الاحتجاج نقطة نظام دبلوماسية عادية في العلاقات بين الدول، يهدف للإشارة إلى الاختلالات في العلاقة لمعالجتها وتطويرها.

Thumbnail

ورفض المغرب محاولة ألمانيا في يناير 2020 تحييده في المؤتمر الذي يتعلق بالوضع في ليبيا، حيث استدعت الدول المرتبطة بالصراع وممثلي الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية واستثنت المغرب الذي قال إنه فوجئ بعدم تلقي دعوة لحضور المؤتمر بالرغم من دوره الواضح في الجهود الدولية لإنهاء الصراع في ليبيا من بوابة اتفاق الصخيرات.

وتوجد في الرباط مقار لمؤسسات وشركات ألمانية معروفة، إلى جانب حضور ثقافي ألماني وتعاون مع المجتمع المدني المحلي. كما يتمتع كلا البلدين بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية.

وقال مراقبون إن المسألة متعلقة بالتدخل في سيادة المغرب منذ عامين تقريبا وألمانيا تقود بشكل مكثف عمليات تقوّض مصالح المغرب للضغط عليه من أجل ترتيب صفقات لصالح الشركات الألمانية.

وقال السفير الألماني في الرباط غوتس شميت بريم، في وقت سابق، “إن المغرب بلد جوار لأوروبا وشريك مهم لألمانيا في شمال أفريقيا. تنخرط برلين بجانب الرباط في التعامل مع الكثير من المواضيع المستقبلية مثل التحول الطاقي والهجرة الشرعية في صالح الطرفين”.

وفي جانب آخر وقع جدال داخلي بعد تسريب الرسالة التي وجهها بوريطة إلى رئيس الحكومة وباقي وزراء حكومته يأمرهم فيها بإيقاف التواصل مع السفارة والمؤسسات الألمانية في الرباط.

واعتبر فقهاء في القانون الدستوري أنه بالرغم من أن الرسالة تجاوزت شكليات التحرير الإداري إلا أنها من ناحية المضمون لا تشكل اختراقا لاختصاصات رئيس الحكومة دستوريا وقانونيا، على اعتبار أن الجانب الدبلوماسي والعلاقات الخارجية للمغرب يتم تدبيرهما من طرف المؤسسة الملكية ووزارة الخارجية هي المكلفة بتصريف توجيهات الملك في هذا الباب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: