تظاهر الآلاف وسط العاصمة الجزائر ومدن أخرى، الجمعة، للمرة الثانية خلال أسبوع، على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها السلطات الصحية، بعد اكتشاف حالتين من المتحور البريطاني لكورونا.
ورفع المحتجون شعارات تدعو إلى إجراء تغييرات سياسية جذرية، والقضاء على الفساد، في أول جمعة من الحراك الشعبي، بعد توقف دام أشهراً عدة. وكانت تظاهرات ضخمة خرجت الاثنين الماضي، تزامناً مع الذكرى الثانية للحراك، الذي دفع بالرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة إلى الاستقالة في أبريل 2019.
وانتشرت مركبات تابعة للشرطة على مقربة من الساحات الرئيسية وسط العاصمة، كما أقيمت حواجز تفتيش عند المداخل المؤدية إلى إليها.
وبعد تظاهرات الاثنين الماضي، فُتح باب النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن كيفية العودة مجدداً إلى الشوارع للتظاهر، وهو ماحدث بمشاركة الآلاف في مسيرة الجمعة، إلا أن حجمها أصغر مما كانت عليه احتجاجات 2019 و2020، عندما كانت تقديرات أعداد المشاركين بعشرات الآلاف على نحو منتظم، وفق وكالة فرانس برس.
وأشاد الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون، الذي انتخب في ديسمبر 2019، بالحراك الشعبي، ووصفه بـ”الحراك المبارك”، فيما رفض معارضوه انتخابه، مطالبين بإنشاء مجلس تأسيسي، وهي الخطوة التي عارضتها قيادة الجيش بقوة، باعتبار أنها “ستُدخل البلد في أزمة سياسية”.
وكانت إجراءات الإغلاق المفروضة للحد من فيروس كورونا تسببت في إيقاف التظاهرات منذ مارس 2020، إلا أن عودتها هذا الأسبوع، تزامنت مع إعلان “معهد باستور” الحكومي، الخميس، رصد أولى حالتي إصابة بسلالة فيروس كورونا المتحورة المكتشفة في بريطانيا. وذكر المعهد في بيان أن “الحالتين لموظف في الرعاية الصحية بمستشفى في الجزائر العاصمة، ومواطن جزائري يقيم في فرنسا عاد للبلاد مؤخراً”.