بايدن يبحث مع رئيس وزراء العراق العلاقات الثنائية وإستمرار التعاون في محاربة ” داعش”

نورالدين النايم

بحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأربعاء، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة بين البلدين والعمل على دعم الأمن والسلم في المنطقة واستمرار التعاون في محاربة “داعش”، وذلك بعد ساعات من إعراب واشنطن عن غضبها من الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء في بغداد.

وقال الكاظمي في تغريدة على تويتر، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، “بحثت في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز الشراكة بما يخدم مصلحة البلدين، والعمل على دعم الأمن والسلم في المنطقة، واستمرار التعاون في محاربة داعش”، وأضاف: “أكدنا العمل لمواصلة الحوار الاستراتيجي بين بلدينا على أساس السيادة الوطنية العراقي”.

استهداف المنطقة الخضراء
ويأتي الاتصال الهاتفي بعد ساعات من إعراب واشنطن عن غضبها من الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، محملةً إيران مسؤولية الهجوم، لكنها شددت على أنها لن تردّ بقوة لتفادي زعزعة استقرار العراق.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في مؤتمر صحافي: “تابعنا تقارير عن إطلاق صواريخ اليوم الاثنين، والولايات المتحدة غاضبة من الهجمات الأخيرة”. وأضاف أن بلاده ما زالت تحاول معرفة الجهة التي تقف وراء الهجوم، لكنه أشار إلى أن الإدارة الأميركية “قد تحمّل إيران مسؤولية الهجمات في العراق”.

وأشار المتحدث إلى أن الولايات المتحدة “سترد في الوقت والمكان المناسبين اللذين تختارهما” على الهجمات الأخيرة على بغداد. لكنه شدد على أن واشنطن “لن ترد بقوة، كي لا تخاطر بتصعيد قد يتسبب في تقويض جهودها لاستقرار العراق”.

وجاءت التصريحات الأميركية على خلفية سقوط صاروخين في المنطقة الخضراء، التي تضم السفارات الأجنبية في بغداد، أحدهما استهدف السفارة الأميركية، ولم يسفرا عن أي إصابات.

ويأتي هجوم الاثنين، بعد هجوم صاروخي آخر الأسبوع الماضي، استهدف القاعدة العسكرية الأميركية في مدينة أربيل شمالي العراق، أسفر عن مصرع متعاقد مدني غير أميركي توظفه الولايات المتحدة، وإصابة 9 آخرين بينهم جندي أميركي.بداية جديدة مع العراق
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قالت، الأحد الماضي، إن جو بايدن يسعى لبداية جديدة مع العراق، ويتجنب وضع “خطوط حمراء” مع إيران، بهدف “تقليل الأعمال العدائية” في المنطقة، ما يفسر “الرد المعتدل” للإدارة على الهجوم الصاروخي في أربيل، في مقارنة برد سلفه دونالد ترمب على هجمات مشابهة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين دبلوماسيين وعسكريين أميركيين (لم تُسمهم)، قولهم، إن “الهدف الأكبر لبايدن كان تقليل الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة، وإيران ووكلائها في المنطقة، بما في ذلك العراق، والبحث عن مسار للعودة إلى الدبلوماسية مع طهران”.

وأشارت إلى أنه بعد الهجوم الصاروخي على السفارة الأميركية في بغداد أواخر العام الماضي، جددت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب تهديداتها بسحب الدبلوماسيين من العراق، وناقشت الرد العسكري على إيران، فيما حذر البيت الأبيض من رد فعل عنيف “إذا قُتل أميركي واحد”، ولم يُقتل أحد.

ولكنها لفتت إلى أن رد إدارة بايدن “المحسوب بطريقة أخرى” على الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عسكرية أميركية في مطار أربيل في إقليم كردستان العراق، الاثنين، وألقى مسؤولون أميركيون باللائمة فيه على فصائل مسلحة مدعومة من إيران، وتعهدوا بمحاسبة المسؤول، يتناقض بشكل صارخ مع “الحملة الشرسة” لسلفه دونالد ترمب ضد إيران، وهي الحملة التي غالباً ما أوقعت العراق في “مرمى النيران المتبادلة”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: