ان ما تعيشه الجزائر اليوم من احتقان اجتماعي خانق و عدم استقرار بسبب الحراك المتكرر و المنبعث بين الفينة و الاخرى لا يمكن التخفيف من حدته و تصريفه من طرف حكومة العسكر سوى بتعليقه على شماعة المغرب ، لان الحكومة الجزائرية وشيكة أن تتهم المغرب بأنه هو من اوقف الزمان ببلادها لتتوقف عجلة التطور ومسايرة العصر. وهذا الوضع الذي تعيشه الجارة ناتج عن سياساتها و حساباتها حيث على مدى أكثر من أربعة عقود و هي تطبل خارج السرب و تدعم البهتان و الكذب عبر تبنيها قضية البوليساريو مروجة أفكارا مجانبة للصواب باعتبار أن قضية الصحراء المغربية قضية تصفية استعمار ، وهذا زيف بحيث لا يمكن لأي بلد أن يستعمر جزءا من أراضيه بل استرجعها من براثن المستعمر بشكل حضاري وسلمي عبر ملحمة وطنية بين الشعب المغربي و المشمول برحمة الله الحسن الثاني طيب الله تراه . فحين نجد أن أول دولة تفتح سفارة تمثلها و ببلاها هي الجزائر – سفارة ما يسمى بالبوليساريو– و هذا ليس غريبا عليها ، كيف لا و قد ادعت مؤخرا أن حائط البراق بمدينة القدس وقف جزائري و يمكن لها أن تطالب به في أي وقت . لقد ازداد سعار كلاب قصر المرادية و هذا ليس قذفا وسبا لأنه ليس من سيمنا كمغاربة لكنه جواب أو ردة فعل بمبدأ البادئ أظلم لان مولاي صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين و حامي حمى الملة والدين خط أحمر و جميع المغاربة قاطبة فداه . و سأعرج على زلة وخطأ إذاعة الشروق ، أولا على المستوى الصحافي : ان تقليد البرنامج الفرنسي الذى لا يمكن لإذاعة جزائرية تقليده بشكل صحيح لأنه برنامج ذو صيت عال بفرنسا تكون فيه الشخصية المراد تمثيلها و الضريف دميتين اثنتين ، و هذا لم يكن حال حلقة التطاول على ملك البلاد و كذا السياق الزمني لبرمجة هذه المهزلة كان ذا دلالة و حمولة سياسية كبيرة و مقصودة ولم يكن بريئا بل جاء من أجل التشويش على الحراك بالجزائر . وكما أشرت سالفا ملكنا نصره الله أمير المؤمنين بهذا فهو إمامنا وطريقة السلام على الأئمة يعلمها جميع مسلمي المعمور و محمد السادس أطال الله عمره ملكنا وطريقة سلامنا عليه بتقبيل يده أو كتفه ورثناها عن أجدادنا و أسلافنا وهذا أظنه شأنا داخليا أولا و نمارسه طواعية دون إكراه أو إجبار وهذا باد للعيان في قنواتنا الرسمية . و كما هو معلوم عند جميع ملكيات العالم نجد طقوس خاصة للسلام على الملوك و الملكات بحيث نجد طريقة خاصة للسلام على الملكة اليزابيث الثانية ببريطانيا و طريقة مخالفة للسلام على ملك بلجيكا وأخرى تخص ملك اسبانيا و كذا السلام على الإمبراطور الياباني مختلف ، أمابخصوص شدة عداء حكومة الجزائر للمغرب سأقوم بإستعراضه بإيجاز و ينقسم إلى مرحلتين الأولى بعد استقلال المغرب سنة 1956 قدمت المقاومة المغربية الدعم المادي و العسكري لنظيرتها الجزائرية حتى حصلت الجزائر على استقلالها سنة 1962 بحيث تم قبلها قيام المستعمر الفرنسي بضم مجموعة من الأراضي المغربية للجزائر كضغينة استعمارية ناهيك عن معاهدة تانفنا المتعلقة بالحدود المغربية الجزائرية بهذا نشبت حرب الصحراء بين المغرب و الجزائر حينها قال الهواري بومدين قولته الشهيرة التي لازالت عالقة في دهن كل جزائري ( المراركة حكرونا) مشكلة عقدة نفسية لذا بومدين نفسه وجميع الجزائريين ومند ذلك الحين و النظام الجزائري يذكي سموم عداءه و كره لدى مواطنيه تجاه المغرب ومن شدة خبث الحكومة الجزائرية أنها كانت تلزم الأئمة بالدعاء في صلاة الجمعة للمغرب ليرفع الله عنه المجاعة التي لم تضرب المغرب قطخصوصا بالولايات الجزائرية الغربية المتاخمة للحدود المغربية لتضليل الحقيقة. بعدها جاء المشكل المفتعل للصحراء المغربية و تبنته الجزائر بشكل مضمر في الخفاء و إنكار حاد في العلن و هذا ما يسمى في علم النفس بانفصام الشخصية وفي علم السياسة بإزدواجية المواقف. المرحلة الثانية ما يسمى بالعشرية السوداء بالجزائر بحيث بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية بالجزائر سنة 1991 التي منحت فوزا ساحقا لحزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ برئاسة عباس مدني ، آنذاك لم تقبل حكومة العسكر نتائج هذه الاستحقاقات و في سنة 1992 دخلت البلاد في مستنقع من الانفجارات و الاغتيالات التي كان وراءها العسكر طبعا، وخلال هذه العشرية وحتى بعدها كانت الحكومة الجزائرية تروج في أوساط الشعب الجزائري أن المغرب كان يدعم التيار الإسلامي بالمال و السلاح و هذا بجانب الصواب و المغرب براء منه براءة الذئب من دم يوسف . و في سنة 1994نفذت عملية تفجير فندق اسني بمراكش و بعد التحقيقات تأكد ان الجزائر كانت لها يد في هذا الفعل الشنيع لان المتهم الرئيسي هو ستيفان ايت ادر فرنسي من أصول جزائرية، و من هنا قرر المغرب غلق حدوده مع الجارة الجزائرية مؤقتا اولا لدحض فكرة أن المغرب يأوي عناصر حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ وهذا من أجل حماية الجزائر و ثانيا لحماية أراضي المملكة من الخطر في ظل الوضع الأمني غير المستقر آنذاك بالجارة الشرقية، و مع توالي انتصارات المغرب السياسية و الدبلوماسية في ملف قضيتنا العادلة خصوصا بالعقديين الأخيرين و كذا واقعية المبادرة الملكية للحكم الذاتي التي استحسنها المنتظم الدولي كحل سياسي متوافق عليه و كذا تأكل شرعية جمهورية الوهم التي أنفق عليها النظام الجزائري ملايين الدولارات مند 1976 مراهنا على مشروع فاشل جعلته غير قادر على تنمية بلاده و توفير فرص الشغل لعاطليه و تحسين ظروف عيش مواطنيه ، بهذا تعيش لجزائر هذا الاحتقان الذي يؤجج الحراك الاجتماعي. أما القشة التي قسمت ظهر البعير فهي قيام مجموعة من دول العالم بفتح قنصلياتها بكل من مدينتي العيون و الداخلة ولا ننسى رصاصة الرحمة التى تلقتها الجزائر و الكيان الوهمي بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كل صحرائه ،هذه الانتصارات راجعة الى تعليمات و توجيهات و حكمة و تبصر جلالة الملك نصر الله و ايده حامي حمى الملة و الدين.