عندما يقوم الحراك الجزائري قوْمةً متحضرة وسلميةً من أجل إسقاط حكم العسكر لا يسعنا نحن المغاربةَ ومعنا شعوب المغرب الإسلامي الكبير إلا أن نستبشرَ خيرا. ونؤيّد هذا الحراك دون قيْدٍ أو شرط.
واللهِ حُقّ لهذا الحراك أن يقوم، وحقَّ له أن يتواصل ويتضخّم، ويكبر ويكبر حتى يتحوّل إلى هدير هادِر وسيْلٍ جارف يُجْبِر الجبابرة على الفرار أو السحق تحت أحذية الغاضبين لوطنهم وكرامتهم وحريتهم…
أجل، شعب عظيم مثل الشعب الجزائري لا يستحقّ أن يحكمه شنقريحة ومن والاه. ولا أذكر الرئيس الصوري عبد المجيد تبون، فهو مجرد رئيس صوري توافقي ليس إلا… والقصد من الإتيان به في انتخابات مهزلة هو للتغطية السياسية من أجل تثبيت أقدام الجنرالات بعد الإطاحة بالرئيس بوتفليقة عملياً وإن كان قد أطيح به منذ خمسة أعوام وزيادة مرتين، مرة بالمرض العضال، ومرة بالحراك والنضال.
إن الفاعل الفعلي في السياسة الداخلية والخارجية للجزائر هم العسكر، ومعهم رجال الأعمال الحريصين على مصالهم وامتيازاتهم…
لهذا وذاك حقّ للحراك أن يندلع…
مطالب الحراك المعلنة: القطيعة مع النظام السابق جملة وتفصيلاً. الرفض المطلق لحكم العسكر. تأسيس دولة ديموقراطية الشعب فيها هو سيّد نفسه. إيقاف نزيف نهب المال العام وسرقته وتهريبه… الحدّ من تبديد الثروة الجزائرية فيما لا يعني الشعب (على جبهة البوليساريو) تحديداً. إصلاح ما أفسده الجنرالات في السياسة والاقتصاد والتشغيل والصحة والتعليم والقضاء والإعلام…
هذا الحراك المبارك الذي انطلق يوم 22 فبراير 2019 أي أنه سيطفئ شمعته الثانية بعد يومين… قد أفلح في إسقاط بوتفليقة، لكن جائحة كورونا حالت دون استكمال المهمة… واليوم يعود هذا الحراك المظفّر بنفَس جديد…
يسقط يسقط حكم العسكر