لا بد من الإقرار بأن قيام الاتحاد المغاربي مرهون باقتلاع جذور المافيا العسكرية الحاكمة في الجزائر شاء من شاء وكره من كره
صحفي جزائري : سمير كرم
كلما حلت ذكرى تأسيس ( اتحاد المغرب العربي الميت ) في شهر فبراير من كل سنة تبدأ مزايدات بعض رؤساء دول المنطقة المغاربية بالتشدق والحذلقة التافهة بكونه اختيار استراتيجي وهو يعيش مع ذاته أكبر تناقض يُزْرِي بصاحبه حيث يقف بعضهم من تجزيء أحد بلدانه الخمس وهو ( المغرب ) يقف موقفا ضبابيا جبانا مثل ( تونس ) أو يعلن أنه مع الانفصال في المغرب وهو من دول المنطقة المغاربية ويدعم هذا الانفصال بالمال والسلاح مثل ( عصابة حكام الجزائر ) أو أنه يعترف بكيان انفصالي في المنطقة المغاربية مثل ( موريتانيا ) أما ( ليبيا ) فلها مشاكلها الانفصالية هي أيضا خصوصا وأن الله قد ابتلاهم بعيون مافيا جنرالات فرنسا من أصل جزائري بجانبهم الذين يعملون ليل نهار على تقسيم ليبيا ويخططون لاستمرار تنافر فرقائها لأن في ذلك اطمئنان لهم بوجود دولة مضطربة بجوارهم مرتاحون للفوضى التي تعيش فيها ليبيا حتى ينفردوا بالشعب الجزائري ليقمعوه ويزيدوا في إذلاله واستمرار الجثوم على صدره بل حتى تقتيله واغتيال كل من يقف في وجههم مثلا 🙁 اغتيال الجنرال عمار بوسيس في الأسبوع الأول من عام 2021 وهو مدير القضاء العسكري سابقا الذي وجد مقتولا في سيارته ) وقد تم ذلك فور عودة الجنرال خالد من الخارج وخروج توفيق مدين من السجن ولا يمكن أن يكون اغتيال الجنرال بوسيس في ذلك الوقت مجرد مصادفة بل كان في اللائحة السوداء للحرس القديم لعسكر فرنسا الحاكم في الجزائر….ما هذه السكيزوفرينيا المَرَضِيَّة ؟… يبقى المغرب وحده هو الذي يمارس توحيد بلاده ويضم جزءا من ترابه الذي كان تحت سلطة الاستعمار الاسباني ، حرر المغرب الصحراء المغربية ليضمها للمنطقة المغاربية ليعطي الدليل أنه الوحيد الذي يعمل سياسيا وعسكريا على الوحدة وليس مناصرة الانفصاليين والمغرب يصدح بالقول ( اعترفوا لي بأن هذه الصحراء أرضي وأعترف أمام الجميع بأنها ملك لنا جميعا نحن الدول الخمس في إطار الوحدة المغاربية بكل شفافية ) فالمغرب الرسمي لم يساند قط أي جماعة انفصالية في أي بلد من بلدان المنطقة المغاربية … فأجيبوا يا عسكر فرنسا الحاكم في الجزائر …أنا على يقين أنه لم يفعل ذلك لأنه منطقي مع ذاته : فبما أن المغرب يرفض فصل جزء من ترابه منه ، فمن غير المعقول أن يقبل فصل جزء من تراب أي دولة من دول المنطقة المغاربية عنه ، فحكام الجزائر وتونس وموريتانيا هم الذين يسبحون في مياه الانفصال العكرة ومع ذلك يتبجحون بأن اختيار وحدة المغرب العربي اختيار استراتيجي !!! هذه الدول الثلاثة تمارس رسميا سلوك المجانين العراة الحفاة ليستعرضوا عوراتهم النتنة أمام العالم … ما هذا الجنون ؟؟؟؟
لابد من الحديث عن حتمية قيام الاتحاد المغاربي وكشف الذين يقفون في وجه قيامه ولايريدون له الوجود ويحاربون قيامه بالمال والمواقف الشاذة مثلهم وخاصة العصابة الحاكمة في بلدنا الجزائر لسبب بسيط هو أنهم ليسوا جزائريين ولا يمثلون الشعب الجزائري ، فهم ورثة الاستعمار الفرنسي في الجزائر وِفْقَ شروط اتفاقية 19 مارس 1962 التي لا يعرف أحد محتواها رغم ما يروجه البعض من أنها هي اتفاقية إيفيان والحقيقة أنه لا أحد يعرف محتوى اتفاقية 19 مارس 1962 لأن الورقة التي استفتى بها الشعب الجزائري حول استقلاله يوم فاتح جويلية 1962 تقول بالحرف الواحد : ” ( ” هل تريد أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962 ( نعم oui ) ” فما هي شروط هذا الاستقلال المرتبط بالتعاون مع فرنسا وما هي تصريحات 19 مارس 1962 ؟ لا أحد يعرفها ، والفضيحة هي أن صياغة ورقة الاستفتاء على استقلال الجزائر التي تتضمن شروطا لابد أن تثير الشك في هذا الاستقلال ، ومن لم يشك في ذلك فهو مع العصابة الحاكمة في الجزائر ، ونحن لا نعرف دولة مُستعمَرة نالت استقلالها بشروط تتضمنها ورقة الاستفتاء على الاستقلال ويضعها الشعب في صناديق الاستفتاء بكل سذاجة وهو يجهل ما هي هذه الشروط التي تفاوض عليها المقبور بومدين مع الجنرال دوغول..
ملاحظة مهمة : [ أرجو من القراء الكرام أن يدخلوا إلى كوكل وأن يختاروا تطبيق الصور images) ) ويكتبوا هذه الجملة ( ورقة استفتاء الشعب الجزائري على الاستقلال ) وستظهر لهم ورقة صفراء كتبت فيها الجملة المذكورة : ( ” هل تريد أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962 ( نعم oui ) ] … الجزائر دولة متعاونة مع فرنسا بدون تحديد المدة وهذا يعني إلى الأبد … يعني أن المقبور بومدين وجماعته قد باعونا للفرنسيس بلا شك وهذه هي الحجة …
وهكذا فبعد خنق ثورة فاتح نوفمبر 1954 والسطو على السلطة عسكريا من طرف المقبور هواري بومدين بالهجوم على الجزائر العاصمة في صائفة 1962 ، وإقصاء ضباط جيش التحرير الوطني من أي منصب فيه سلطة وتعويضهم بضباط فرنسيين من أصل جزائري ، ومطاردة كل من لم يتفق مع المقبور بومدين واغتيال بعضهم ( والتاريخ شاهد على ذلك ) بعد كل هذا تبين لأحرار الجزائر أن كابرانات فرنسا الذين تمت ترقيتهم من طرف المقبور بومدين وأصبحوا جنرالات فيما بعد وهم الحاكمون على الجزائر إلى اليوم ونحن في عام 2021 بعد أن أسس سلالة من جنرالات فرنسا ستحكم الجزائر إلى الأبد ، وبعد أن انكشفت عورة السلطة الحاكمة في الجزائر أنها سلطة عسكرية مخابراتية ، وبعد أن تجذر هذا الوعي لدى الشعب خرج متظاهرا في عدة مناسبات نذكر بعضها : مثلا مظاهرات أكتوبر 1988 التي تصدى لها المجرم خالد نزار بالدبابات و ثورة 1991 التي دامت عشر سنوات والتي ذبح فيها أيضا الجزار خالد نزار 250 ألف من أبرياء الشعب الجزائري الأعزل إضافة إلى أكثر من 50 ألف مفقود لايزال أهاليهم يجهلون مصائرهم ، وأخيرا جاء حِرَاك 22 فبراير 2019 الذي نعلق عليه آمالا كبيرة والذي خرج لأول مرة بشعار ( مدنية لا عسكرية ) و شعار ( ترحلو كاع ) بعد كل ذلك وعى الشعب الجزائري أنه لا يزال مربوطا إلى فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962 وأن استقلاله لا يزال منقوصا وأن حكامه اليوم هم مجرد استعمار عسكري جديد من أنصاف الجزائريين ( نصف الجزائري هو الذي اخلطت دماء أجداده بدماء المستعمر الفرنسي إذن فهم ليسوا جزائريين أقحاح ) أي تجري في دمائهم دماء المستعمر الفرنسي الذين كنا نكرر ونعيد أنهم ليسوا جزائريين ، واليوم نقول إن هؤلاء لن يقبلوا أبدا بانتمائهم للمنطقة المغاربية وبذلك لن يقوم هذا الاتحاد طالما أن هؤلاء ( الأنصاف جزائريين ) لا يزالون يحكمون الشعب الجزائري الحر الأبي المسلم الذي لن يتخلى عن انتمائه الأمازيغي العربي الإسلامي الإفريقي ، فمهما طال عهد مافيا جنرالات فرنسا فيسقتلعهم الشعب الجزائري من جذورهم لتعود الجزائر إلى انتمائها الحقيقي الأصيل قبل اغتصاب السلطة من طرف عصابة المقبور بومدين والاستيلاء على العاصمة الجزائر بالقوة العسكرية في صائفة 1962 ، ستعود الجزائر إلى انتمائها الأصيل وهو ( المنطقة المغاربية التي تضم شعوب خمس دول فرقها الاستعمار الفرنسي والإسباني والإيطالي وهي ليبيا – تونس – الجزائر – المغرب – موريتانيا ) وهذه الشعوب كانت شعبا واحدا فرقه الاستعمار لكن سيعود إلى الاتحاد رغم أنف وجود الاستعمار الجديد وأذنابه في الجزائر الذين يركزون وجودهم في الجزائر بالقوة العسكرية على ظهر الشعب المغبون في كل حقوقه ، سيعود الشعب الجزائري ليلتحق بإخوانه في الدم والعقيدة الإسلامية السنية المالكية والتقاليد التي حاول المستعمر الفرنسي تجريده منها وحافظ المستعمر الجديد الذي يحكمنا وهم من أنصاف الجزائريين حافظت مافيا جنرالات فرنسا الحاكمين علينا على استمرار محاربة كل رابطة تربط الشعب الجزائري الحر بشعوب المنطقة المغاربية ، بداية بحشر الشعب الجزائري فور الاستقلال الناقص في معسكر الشيوعيين الملحدين من الاتحاد السوفياتي المنهار ونشر الأفكار التي تشكك في الدين الإسلامي باعتبار الدين عند الملاحدة أنه ( أفيون الشعوب ) !!!! وإذا كان الدين أفيون الشعوب فماذا تكون عقيدة الإلحاد إذن ؟ إنها تضبيع الشعوب وتجريدهم من كل القيم الإنسانية وتجعل منهم ماديين لا روح فيهم بل عبارة عن وحوش أنانية يعطون لأنفسهم حق السطو على خيرات البلاد والانتفاع بها وحدهم واحتقار بقية الشعب الجزائري لأنهم لا يملكون وازعا دينيا ولا إنسانيا ، فمافيا جنرالات فرنسا يحتقرون الدين عموما والإسلامي خصوصا لأنهم وَرِثُوا ذلك من اللائكية الفرنسية لأنهم أنصاف جزائريين تجري في دمائهم دماء جدتهم فرنسا …. هؤلاء هم حكام الجزائر عسكر ومدنيين ، أما أحرار الجزائر وحرائرها فهم قَوْمٌ من العمق الجزائري لم يتأثروا بمحاولات العصابات التي حكمتهم بعد الاستعمار الفرنسي ولا تزال ، فالجزائريون في العمق الجزائري لا يزالون يرون أجدادهم وجداتهم يصلون ويصومون ، ولا يزالون يحترمون أصولهم من الأجداد والآباء ويقبلون رؤوسهم وأياديهم وكثير منهم لايزال إلى اليوم يؤمن بأن الجنة تحت أقدام الأمهات ويقبل أقدام أمهاتهم وهم يسعون لنيل رضى الوالدين كما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ، فمثلا قال رب العزة سبحانه وتعالى في محكم كتابه : ” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ” ( الإسراء 23 ) صدق الله العظيم ، هذا هو الجزائري وليس أولئك الذين نسمعهم ونراهم في قنواتنا وهم ينطقون كُفْراً لا رحمة في قلوبهم لأن الاستعمار قد جعل قلوبهم كالجلمود من الصخر ولا يؤمنون إلا بالمال وقد نزع الله ُ سبحانه وتعالى من قلوبهم القناعة وملأها بالجشع على جمع المال وتهريبه إلى فرنسا التي اشترطت عليهم ذلك في اتفاقية 19 مارس 1962 ، والدليل أنهم لا ينفقون على الشعب الجزائري إلا اليسير جدا حتى لا يرتقي هذا الشعب اجتماعيا مثل بقية شعوب الدنيا ، ألم يقل المجرم رجل المهام القذرة أحمد أويحيى وهو وزير أول ألم يقل عن الشعب الجزائري ( جوع كلبك يتبعك ) ، فكيف ينتظر منا شعوب بقية المنطقة المغاربية أن ننضم إليهم كدولة رسمية قبل أن نسحق هؤلاء الحكام ويحكمنا رجال من الشعب الجزائري الذين تربوا وهم مُشْبَعُونَ بتربية أجدادهم وآبائهم الجزائريين الأقحاح ، تلك التربية الإسلامية المليئة بالقيم الروحية التي تزرع في صاحبها الوازع الديني الذي يُعْتَبَرُ مَنَاعَةً للمسلم ضد كل فساد لأنه يخاف الله ، أما مافيا الجنرالات فهم لا يخافون الله لأنهم لا يؤمنون به أصلا فهم ورثة الملاحدة الفرنسيين في الجزائر يحكمون شعبها بالحديد والنار ، فهل ترون إخواني القراء مدى الفرق بين أحرار الجزائر والسفلة الفاسقين من العصابات التي توالت على حكمنا طيلة 60 سنة ؟…
إذن قيام الاتحاد المغاربي مرهون باقتلاع حكام الجزائر من جذورهم لنلتحق كشعب حر بإخواننا في بقية الدول المغاربية الأربعة ( تونس وليبيا والمغرب وموريتانيا ) الذين تركهم المستعمر على الأقل كما كانوا ، ولم يترك وراءه خليفة له كما فعل بنا الجنرال دوغول في مؤامرته مع المقبور بومدين حيث سَلَّمَ دوغول السلطة للعسكر الجزائري الذي فعل في المجاهدين الجزائريين ما فعله الاستعمار الفرنسي وأكثر ، ومعلوم لدى الخاص والعام من أحرار الجزائر أن المقبور بومدين كان يكره المجاهدين والمثقفين ، لذلك فقد اقتفى أثر كل مجاهد فَــطِـنَ بمخططه الاستعماري وقضى عليه ، بل ذهبت به خيانة الثورة الجزائرية إلى صناعة مجاهدين من الخونة والشياتة الكبار ومتعهم بمداخيل مالية استثنائية فقط ليساعدوه في محاربة المجاهدين الحقيقيين ، كما كان يكره المثقفين وكان يستدرجهم للهجرة إلى الخارج إما إلى فرنسا أو أوروبا وأمريكا عموما ….
فهل يؤمن ( تبون ) حاشاكم بقيام الوحدة المغاربية وهو يقول يوم 18 فبراير 2021 أي بعد يوم واحد من ذكرى تأسيس المقبور ( اتحاد المغرب العربي ) يقول في هذا الخطاب المهم الذي يتضمن قرارات مهمة : ” وفيما يتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية إن “موقف الجزائر واضح” في هذه المسألة مشددا على أنها تبقى مسألة تصفية استعمار باعتبارها “آخر مستعمرة في افريقيا والتي يستدعي حلها تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير ولا يوجد حل آخر” .
طبعا لا يوجد حل آخر عند ورثة الاستعمار الفرنسي الذين لا يكرهون قيام اتحاد مغاربي بل يصرفون الأموال الطائلة من أموال الشعب الجزائري على الانفصاليين من البوليساريو ليبقى الوضع كما هو عليه اليوم إلى يوم القيامة لأن المغرب ماضٍ في ترسيخ وجوده في صحرائه التي نعتبرها – نحن المغاربيين – جزءا لا تتجزأ من المنطقة المغاربية انتزعها الشعب المغرب من فم السبع ، ونحن كمغاربيين نعتبر ما قام به المغرب هو في صالح المنطقة المغاربية ، ولايمكن إلا أن نستهجن ونمقت كل من يسير مع الفكر الاستعماري الممتد في الجزائر من خلال توالي العصابات الفاشستية عليه التي زرعها الاستعمار في منطقتنا المغاربية ورحل شكليا ….