تمديد فترة الإغلاق الليلي يلحق خسائر مادية للتجار والمهنيين ويبقى السؤال المطروح …الجدوى من الإغلاق؟

نورالدين النايم

مع إعلان الحكومة تمديد العمل بحالة الطوارئ الصحية لأسبوعين إضافيين، يتساءل عدد من المواطنين عن جدوى فرض إغلاق المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي على الساعة الثامنة ليلا، في الوقت الذي تَسير فيه وتيرة الحياة بشكل عادي طيلة ساعات النهار، حيث تمتلئ الأسواق والحافلات وغيرها من وسائل النقل والفضاءات العامة بالناس.

ويرى عيسى أشوط، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالرباط، أن إغلاق المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي على الساعة الثامنة مساء يؤدي إلى نتيجة عكسية للغاية المراد تحقيقها من الإغلاق، حيث يكثر الازدحام بين الناس أمام المحلات التجارية لاقتناء أغراضهم قبل إغلاقها.

وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح مفعل، أن “الناس كيجيو دقة وحدة وكيولي ازدحام وارتباك”، وتابع متسائلا: “هاد القرار ديال إغلاق المحلات مع الثامنة ما مفهومش. واش كورونا كاين غير فالحوانت. الناس واكلة العصا بسبب هاد القرار”.

ونبه أشوط إلى أن استمرار إغلاق المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي على الساعة الثامنة ليلا أضرّ كثيرا المهنيين، موضحا أن أصحاب المطاعم أصبحوا، بسبب هذا القرار، يكتفون فقط بما يجنونه من خلال وجبة الغذاء؛ في حين أن المدخول المتأتي من وجبة العشاء أصبح لاغيا بسبب قرار الإغلاق عند الساعة الثامنة.

وأضاف الفاعل النقابي ذاته، في تصريحه، أن مداخيل فئة واسعة من أصحاب المطاعم لم تعد تكفي حتى لتغطية المصاريف، لافتا إلى أن قرار الحكومة بتمديد العمل بإجراء الإغلاق المبكر خلف تذمرا في صفوفهم؛ لأنه سيكبدهم مزيدا من الخسائر، نظرا لارتفاع كلفة الإيجار وغيرها من المصاريف، وانحسار المداخيل.

وحسب المتحدث نفسه، فإن إغلاق المطاعم على الساعة الثامنة مساء دفع بالمهنيين العاملين في هذا القطاع إلى تقليص عدد المستخدمين لديهم بنسبة كبيرة، مضيفا: “كاين اللي مخدّْم غير النص ديال الناس اللي خدامين معاه، والباقي ولاو عاطلين عن العمل”.

وبخصوص وضعية أصحاب محلات البقالة، قال أشوط إنهم يقاسون المعاناة نفسها، خاصة أن جزءا مهما من مداخيلهم يتم تحصيله خلال الفترة الليلية، مضيفا: “لا بقا هاد الوضع مستمر فمن المؤكد أن عددا كبيرا من التجار غيسدّو ويمشيو فحالهم، علما أن مجموعة منهم سدّو محلاتهم بسبب كورونا، ويلا استمر هاد الوضعة غتكون كارثة بالنسبة للقطاع”.

من جهة ثانية، قال أشوط إن أصحاب المحلات التجارية والمطاعم يعانون جرّاء قرارات لجان المراقبة المشرفة على تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، قائلا: “واخا مول الحانوت يدير الباريير ومكيْدخل عندو حتى واحد للمحل، ولكن لا ما لقاوش عندو التيرمومتر كيفرضو عليه يسدّ ثلاثة أو أربعة أيام أو أكثر، علما أنه ملي كتمشي للمقاطعة كتلقا الزحام وما كاينش قياس الحرارة ولا حتى التباعد”.

واعتبر المتحدث ذاته أن الخسائر التي يتكبدها المهنيون العاملون في قطاع تجارة القرب والمطعمة الذين تطبّق في حقهم عقوبات عدم احترام الإجراءات الاحترازية لا تقتصر فقط على حرمانهم من المدخول المتأتّي من عملهم، بل يتكبدون خسائر إضافية جراء فساد بعض المواد الغذائية سريعة التلف.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: