الرباط تحتضن مؤتمرا دوليا لمكافحة الإرهاب ومقاربات التصدي للتطرف

ماموني

يختتم الخميس في العاصمة المغربية الرباط المؤتمر الدولي حول مكافحة التطرف العنيف، حيث أجمع خبراء دوليون ومسؤولون على أن الظاهرة الإرهابية شهدت تحولات نوعية وجيوستراتيجية خلال السنوات الماضية سواء على المستوى العملياتي أو على مستوى إعادة الانتشار الجغرافي للإرهابيين بغية خلق نوع من التشويش على جهود القوى الدولية الفاعلة في معركة مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

وأكد المشاركون في المؤتمر وهم ممثلون عن العديد من الدول والمنظمات أن المغرب اعتمد مقاربة شاملة ومندمجة للتصدي للإرهاب والتطرف العنيف ما يجعله رائدا في هذا المجال.

وأشار عبدالإله بن عرفة المستشار الثقافي للمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) إلى “الإستراتيجية الشاملة للمملكة المغربية في مكافحة التطرف العنيف التي تحظى بإشادة دولية والتي تقوم على ثلاثة أركان هي مقاربة أمنية ومقاربة اقتصادية واجتماعية وأخرى ثقافية ودينية”.

كما لفت إلى الثقة التي حظيت بها الرباط عبر توقيعها في أكتوبر الماضي على اتفاقية مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل فتح أول مركز أممي موجه لمكافحة الإرهاب في أفريقيا في العاصمة الرباط.

وشدد حبوب الشرقاوي مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية أنّ “المملكة المغربية رائدة في محاربة جرائم التطرف بفضل الإستراتيجية الوطنية، حيث تم اعتماد إستراتيجية مندمجة وشاملة في ميدان مكافحة الجريمة الإرهابية باتخاذ تدابير فعّالة على جميع المستويات الأمنية والدينية والقانونية”.

حبوب الشرقاوي: داعش غيّر إمداداته وتكتيكاته إلى مناطق تعرف هشاشة أمنية

بدوره أكد الكاتب العام للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج يونس جبران أنه “بعد أحداث الدار البيضاء في العام 2003 تبنّى المغرب قانوناً جديداً لمكافحة الإرهاب، وكل المعنيين داخل السجون محكومون أساساً بموجب هذا القانون” في تطرقه لتطوير المغرب لترسانته التشريعية في مواجهة الجرائم الإرهابية.

ويشارك في المؤتمر عدد من القطاعات الحكومية في المغرب ومؤسسات إقليمية ودولية في مقدمتها المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب للأمم المتحدة والإيسيسكو. كما يشارك في المؤتمر خبراء من مختلف أقطار العالم على غرار الجزائر وتونس وليبيا والسنغال ونيجيريا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ومصر والسعودية وغيرها.

وبالرغم من الضربات الموجعة التي تعرض لها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العديد من الدول على غرار العراق وسوريا وغيرهما، فإن التنظيم لا يزال يحاول التنظم من جديد بعد مقتل زعيمه أبوبكر البغدادي.

وقال حبوب الشرقاوي إنّ “تنظيم داعش يشكّل مخاطر كبيرة بعد تلقيه ضربات موجعة في سوريا والعراق وتغيير إمداداته وتكتيكاته إلى مناطق أخرى تعرف هشاشة أمنية من بينها منطقة الساحل والصحراء”.

ولفت المشاركون في المؤتمر إلى مساهمة التوترات المعروفة بوضعها الأمني الهش أو غير المستقر سياسياً بدول الساحل وليبيا واليمن وغيرها في توسيع عدد الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة.

وأكد محمد بلكبير رئيس مركز الدراسات والبحوث في الرابطة المحمدية للعلماء دور الرابطة في عملها على تحصين الفكر خاصة لدى الفئات الهشة من خلال إقناعها بنبذ التطرف، موضحا أن الرابطة تبنت أدوات وأساليب لذلك من أجل النجاح في تفكيك الخطاب الديني وآلياته وأجهزته المفاهيمية.

وأكد عبدالإله بن عرفة في كلمته عن إستراتيجية المنظمة في هذا المجال أن مقاربتهم تتلخص في التحصين الخارجي في مجالات التربية والثقافة، علاوة على إستراتيجية الإدماج الاقتصادي والتأهيل النفسي ومعالجة آثار الاستقطاب وإجراء المراجعات الفكرية اللازمة للمصالحة مع الذات والمجتمع.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: