هل ينخرط الجيش المغربي في التصدي للمد الجهادي في الساحل الأفريقي

Belbazi

تثير مشاركة المغرب في الدورة السابعة لمؤتمر رؤساء دول مجموعة الساحل التي عُقدت الاثنين في العاصمة التشادية إنجامينا، تساؤلات عما إذا كانت الرباط تمهد لانخراط جيشها الملكي في العمليات العسكرية التي تستهدف التصدي للمد الجهادي في دول الساحل وذلك في الوقت الذي تتعثر فيه فرنسا هناك.

وشارك المغرب الاثنين عبر ممثل لرئيس الحكومة سعدالدين العثماني في القمة للتباحث مع دول الساحل الخمس (مالي وموريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر) وفرنسا وشركاء آخرين حول الآليات الضرورية لمكافحة ناجعة للجهاديين في هذه المنطقة.

وقال رئيس الحكومة المغربية إن “قمة مجموعة دول الساحل الخمس عبرت عن تقدير كبير للملك محمد السادس وانخراطه من أجل استقرار وتنمية المنطقة”، مؤكدا في كلمته “استمرار التزامات المملكة إلى جانب الأشقاء في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والتنموية”.

وفي سياق التأكيد على استمرار المغرب في التزامه بتعهداته أكد العثماني أن الرباط ستستمر في دعم “معهد الدفاع” لمجموعة دول الساحل الخمس بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وتكوين الضباط المنتمين لدول الساحل بمعاهد التكوين العسكرية المغربية، مشددا على دور المغرب في تكوين الأئمة المنحدرين من المنطقة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات.

هشام معتضد: المغرب يسعى لتعزيز الدعم الأفريقي لسيادته على صحرائه

وذكّر بأن 937 من المنحدرين من دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قد تابعوا تكوينهم بالمعهد برسم سنة 2018-2019، كما يزاول المئات من خريجي المعهد مهامهم ببلدانهم الأصلية، مساهمين بذلك في التصدي للتطرف الديني.

ويرى مراقبون وخبراء أن المغرب يسعى إلى المزيد من الانفتاح على محيطه الأفريقي لدرء الأخطار الأمنية الناجمة عن تزايد أنشطة الجماعات الجهادية في دول الساحل، علاوة على حشد المزيد من الدعم لحسم ملف الصحراء المغربية خاصة وأن الرباط نجحت في وقت سابق في كسب اعترافات العديد من الدول الأفريقية بذلك.

وفتحت في وقت سابق 10 دول أفريقية على غرار جمهورية جزر القمر وكوت ديفوار وأفريقيا الوسطى والغابون قنصليات في الداخلة والعيون، أكبر مدن الصحراء المغربية، في خطوة تترجم نجاح الدبلوماسية المغربية في التقدم نحو انتزاع اعتراف دولي كامل بسيادة المغرب على صحرائه.

وأكد هشام معتضد، الأكاديمي والمحلل السياسي، في تصريح لـه  أن “مشاركة المغرب في قمة إنجامينا تترجم مدى انخراط المملكة الكامل والمسؤول في القضايا الجوهرية ذات الأولوية الاستراتيجية للقارة الأفريقية، خاصة تلك المتعلقة بالملف الأمني والاستقرار السياسي على مستوى منطقة الساحل و الصحراء”.

وشدد على أن “المغرب، يعزز بقوة الدعم الأفريقي لسيادته على صحرائه، هذه المشاركة التي تؤكد استمرار الرباط في نهجها الدبلوماسي والسياسي على مستوى القارة من أجل تصحيح الكثير من المغالطات التي كانت مرتبطة بملف الصحراء، خاصة وأن بعض الدول الأفريقية اعترفت بضبابية المشهد السياسي في ما يخص هذا النزاع الإقليمي في غياب المغرب عن المؤسسات الأفريقية”.

وأكد العثماني أن الملك محمد السادس ما فتئ يدعو، منذ 2014، “أمام تزايد التهديدات الأمنية، وخاصة بمنطقة الساحل والصحراء، إلى ضرورة التصدي الجماعي للتنظيمات الإرهابية التي تجد في عصابات الانفصال والاتجار في البشر والسلاح والمخدرات حليفا لها، لتداخل مصالحها، والتي تشكل أكبر تهديد للأمن الإقليمي والدولي”.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتعثر فيه فرنسا التي تقود عمليات عسكرية في الساحل ما جعل باريس تفكر في تقليص وجودها العسكري في المنطقة حيث تشارك بـ5100 جندي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: