لقد ابتلينا بجار السوء… وتحمّلنا من الأذى فوق ما نطيق… الآن تجاوزوا كل الخطوط، الآن وصلوا إليكم شخصياً وإلى أسرتكم الشريفة.
محمد الفزازي
إنّ حكام الجزائر قد فشلوا سياسياً، واندحروا عسكرياً، وأفلسوا اقتصادياً، وتفكّكوا اجتماعياً، وانحطّوا خلقياً، وتخلّفوا في كل شيء على الرغم من الثروة الهائلة التي جعلها الله تعالى بين أيديهم.
ولكن سيدي أعزكم الله؛ أنتم من “أوجعتموهم” وأنتم من جعلتم الجزائريين الذين يزورون بلادنا يندهشون للفوارق الهائلة في مجالات التنمية والتعمير والبنية التحتية والاقتصادية وغير ذلك… حتى قال قائلهم: والله لا ندري من يمتلك البترول والغاز، هل نحن أم “المروك”…
نعم سيدي أعزكم الله.
بنيتم ما يقرب من ألفي كيلومتر من الطرق السيارة في ظرف وجيز… بنيتم أكبر ميناء على ضفاف البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا وموانئ أخرى هامَة جداً على طول السواحل المغربية…بنيتم أكبر حقول توليد الطاقة النظيفة شمسيةً وريحيةً في القارة، بل إن حقول (نور) للطاقة الشمسية هي الأضخم في العالم… نقلتم الصحراء المغربية من العصر الحجري إلى الحاضر عمراناً وحضارةً ومدنيةً…. بنيتم العشرات من السدود الكبرى والصغرى وأصلحتم الأراضي وطورتم قطاع الصيد… فعمّ الخير في أسواق المغرب وشبعتِ البطون وارتوت… شيّدتم مصانع السيارات والطائرات والنسيج وكل ما يحتاجه البيت المغربي من تجهيزات وفُرُش وأدوات…
جعلتم من الوطن قبلة سياحية (حوالي 14 مليونَ سائح) بتوفير ما يلزم من فنادق ومنتوجات سياحية هائلة ومتنوعة وهو ما لم تحلم بمعشاره جارة السوء… طوّرتم مؤسسات الدولة وممتلكاتها وبناياتها العمومية وإداراتها تطويراً مذهلاً… موانئ مطارات محاكم مدارس جامعات مستشفيات قناطر محطات سككية وأخرى للحافلات لا تكاد تختلف عن مثيلاتها في أورربا في شيء… قطار البراق بمحطاته العصرية جدا لا يمكن لجنرالات الشر في الجزائر قبوله حسداً من عند أنفسهم… غزوتم إفريقيا كلها بالاستثمار والاقتصاد والثقافة والرياضة والأمن… وحتى الدين الحنيف كان له حضور مغربيّ قويّ جداً سواءٌ على مستوى التأطير أم على مستوى التأثير…
نعم سيدي أعزكم الله.
بنيتم جيشاً عصرياً وقوياً لا يُشقّ له غبار… بنيتم مؤسساتٍ أمنيةً راكمت من الخبرة والكفاءة، وتطوّرت على المستوى البشري واللوجيستيكي والتقني بما لا قِبل للجيران به.
وعلى مستوى الاتصال والمراقبة جعلتم من البلد مجالاً ترابيا تحت التغطية بالأقمار الصناعية والرادارات العملاقة…
ولقد انتشر الإرهاب في كل مكان انتشار النار في الهشيم وعمّ الخراب والدمار والخوف والرعب في بلاد الإسلام كلها إلا في مملكتكم الشريفة مملكة الاستقرار والسلام.
نعم سيدي أعزكم الله.
لقد فرضتم احترام الدول العظمى للمغرب فرضاً وجعلتم القاصي والداني يعترف للمغرب أنه بات قوةً اقتصادية وعسكرية إقليمية وقاريّة لا يمكن تخطّيها…
جعلتم أمريكا – أقوى دولة في العالم – تعترف بمغربية الصحراء في ذهول من جنرالات السوء… فأصبح ملف الصحراء المغربية مطويّاً في واقع الحال وانتهى الكلام.
لهذا وذاك، انشغل بنا جنرالات السوء بالكذب والمكر والدسائس والتربص بنا والحرب بيد أداتهم وربيبتهم جبهة العار والشنار…
ولهذا وذاك كان ما رأيتم منهم من تطاولٍ خسيس على جنابكم الشريف على قناة تلفزيونية رسمية… ولكنكم رأيتم سيدي ردّة الفعل من شعبكم على اختلاف أطيافه وأصنافه… رأيتم كيف انتفض رعاياكم وغضبوا غضباً شديداً ولقّنوا إعلام العار الجزائري درساً لن ينسَاه أبداً… هنيئاً لكم هذا الودّ وهذا الوفاء، وهنيئاً للجيران ذاك الذلّ وذاك والهوان.
نعم سيدي اعزكم الله!
——————————-
محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ