قضاء إسبانيا يحقق مع حزب فوكس المتطرف بتهمة التهجم على الإسلام والمسلمين

مجدوبي

قرر القضاء الإسباني فتح تحقيق ضد حزب فوكس القومي المتطرف بسبب مضمون حملته الانتخابية في الاستحقاقات التي جرت الأحد الماضي بإقليم كتالونيا واحتل المركز الرابع، وذلك بسبب تهجمه على المسلمين واعتبارهم خطرا على إسبانيا وأوروبا.

وشهد إقليم كتالونيا الأحد الماضي انتخابات الحكم الذاتي التي منحت فوزا للأحزاب القومية مثل حزب اليسار الجمهوري الكتالاني على حساب الأحزاب الوطنية مثل الحزب الاشتراكي، فيما شهدت تراجعا مريعا للحزب الشعبي الذي يمثل المعارضة في البرلمان المركزي في مدريد. وتميزت هذه الانتخابات بتحول حزب فوكس الى القوة الرابعة في البرلمان بـ11 نائبا، وهو ما أثار قلق الطبقة السياسية وجمعيات المهاجرين.

وقررت النيابة العامة في مدينة برشلونة عاصمة كتالونيا الثلاثاء فتح تحقيق مع حزب فوكس القومي المتطرف بسبب خطابه الانتخابي الذي وصفه الكثيرون بالعنصري، حيث أنه من ضمن الشعارات التي رفعها في الحملة “سطوب الأسلمة”، في إشارة إلى أسلمة إسبانيا وأوروبا.

وقررت النيابة العامة فتح تحقيق ضد حزب فوكس في أعقاب الدعوى التي رفعتها جمعيات تمثل الجالية المسلمة وهي ثلاث جمعيات: “اتحاد الجمعيات الإسلامية”، وفيدرالية المجلس الإسلامي، والفيدرالية الإسلامية. وتتهم الجمعيات الثلاث حزب فوكس بالترويج لخطاب الكراهية والعنصرية ضد معتنقي الديانة الإسلامية، وتطالب في المقابل المجتمع الإسباني والحركات السياسية والمدنية بالعمل من أجل السلام والحوار بين الثقافات والأديان. وإضافة إلى الجمعيات الإسلامية، تندد الأحزاب السياسية الإسبانية بخطاب الكراهية الذي يروج له فوكس في المجتمع الإسباني.

واعتمد حزب فوكس في خطابه على ارتفاع عدد المسلمين في كتالونيا، ثم على ما يعتبره تهديدهم للتقاليد والثقافة المسيحية التي تميز إسبانيا وأوروبا، وهي شعارات تقود الى انتشار العنصرية ومعاداة الأجانب. ومما جاء في الملصقات الإشهارية والتي جرى نشر بعضها بالقرب من المساجد “الانفصال سيقودنا الى الجمهورية الإسلامية الكتالانية”.

وعادة ما يركز الحزب في خطابه على الجالية المغربية أساسا لسبيين، لأنها تشكل الغالبية في إسبانيا، إذ تتجاوز 60% من المسلمين المقيمين في هذا البلد، ثم استغلال سوء التفاهم التاريخي بين إسبانيا والمغرب وما يشكله هذا الأخير في المخيال الإسباني من أحكام تاريخية مسبقة بسبب المواجهات والحروب. وطالب هذا الحزب بجعل 2 يناير، التاريخ الذي يصادف سقوط غرناطة سنة 1942 آخر معقل للسلطة الإسلامية في إسبانيا، عيدا وطنيا للأمة الإسبانية.

ومما يثير قلق حزب فوكس وخاصة في كتالونيا هو تميز هذا الإقليم عن باقي أقاليم إسبانيا بفتح الأحزاب القومية مثل “جميعا من أجل كتالونيا” وحزب اليسار الجمهوري الكتالاني وكذلك أحزاب وطنية مثل بوديموس المجال أمام المهاجرين وخاصة المغاربة للترشح والدخول مؤسسات مثل البرلمان الخاص بالحكم الذاتي والبلدية وتولي تسيير إدارات مرتبطة بالمؤسستين. وتتقدم كتالونيا بشأن الإدماج السياسي للمهاجرين عن باقي الأقاليم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: