باتت الحكومة الجزائرية حبيسة أفكارها العدوانية إتجاه المغرب و نجاحاته و مما حققته الديبلوماسية المغربية في الشهور الأخيرة بخصوص القضية الوطنية التي أصبحت ظاهرة للعموم بأنها تخطيط جزائري محظ ضد المصالح المغربية و ضد الإستقرار في دول الجوار .
و لطالما صرحت الجزائر بأنها ليست طرف مباشر في النزاع الصحراوي بين المغرب و جبهة البوليساريو ، إلا أن النجاحات الأخيرة التي حققها المغرب بفتح ازيد من 20 قنصلية في الأقاليم الصحراوية و التدخل السلمي للقوات المسلحة المغربية بمعبر الكركارات و الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ، جعل دولة الجنيرالات تخرج من جحرها لتستعمل جميع الطرق الديبلوماسية و اللادبلوماسية لتغيير هذا النجاح ، إلا أن الرحلات و الزيارات التي قام بها وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم لعدة بلدان إفريقية و أوروبية للوقوف ضد الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء و فتح قنصليات في كل من العيون و الداخلة باءت بالفشل و جعلت الجنرالات في حيرة من أمرهم و خصوصا بعد تفاقم الأوضاع داخل الجزائر بسبب المظاهرات و المطالب بالتغيير و مكافحة الفساد .
هذا و بعد النجاح الذي حققه وزير الخارجية و التعاون المغربي السيد ناصر بوريطة الذي أصبح بمثابة كابوس للجارة الشرقية جاءت الضربة القاضية من بيان بإعتزام المغرب ونيجيريا مواصلة المشاريع الإستراتيجية وإنجازها -خاصة خط الغاز بين البلدين- وإنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة في نيجيريا.
المشروع الذي كانت تحلم به الجزائر منذ سنين و خصوصا بعد الاتفاق المبرم بين المغرب ونيجيريا على مشروع خط الأنابيب في دجنبر 2016 خلال زيارة ملك المغرب إلى أبوجا حيث التقى محمد بخاري، وأطلقا دراسات الجدوى في مايو 2017، والتي انتهت ببلورة خطة لمد الخط برا وبحرا. .
الشيء الذي جعل دولة الجنيرالات تشن حربا إعلامية من خلال قنوات الصرف الصحي الجزائرية التي فقدت مصداقيتها سواء داخل البلاد أو خارجها بإتباع أوامر قادة الجيش الذين يسيرون البلاد في غياب تام للرئيس الجزائري ، حيث كانت آخرها بث برنامج في قناة “الشروق”، “ويكند ستوري”، تطاولت من خلاله على شخص الملك محمد السادس عبر تجسيده في دمية كرتونية، بمشاركة سليمان سعداوي، النائب عن حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر.
الشيء الذي جعل المغاربة يطالبون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى قطع العلاقات مع الجزائر، واستدعاء سفيرها بالرباط بشكل مستعجل؛ وذلك رداً على إساءة قناة “الشروق” الجزائرية، الموالية للنظام العسكري.
هذا و قد دعا المغرب الجزائر إلى تحمل المسؤولية في ما وصفه بـ”المسلسل السياسي” للصحراء، معددا التصريحات والمواقف التي تصدر عن مؤسسات جزائرية رسمية.
واتهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الجزائر بتعبئة كل مؤسساتها للإدلاء بتصريحات حول الصحراء المغربية، قائلا “أصبحت الجزائر تُولي أهمية أكبر للصحراء من شؤونها الداخلية وحتى قضية فلسطين”.
وتابع بوريطة أن “الجزائر تعتبر قضية الصحراء المغربية قضيتها الوطنية الأولى، وعبأت كل المؤسسات الرسمية للإدلاء بتصريحات وصلعددها مؤخرا إلى حوالي 50 تصريحا، صادرة عن الحكومة ورئاسة الجمهورية والجيش والأحزاب والبرلمان والأئمة”.
واعتبر الوزير المغربي، في الندوة المخصصة لنتائج الدورة العادية الرابعة والثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي، أن هذا الاهتمام المتزايدبالصحراء “يُسائل الجزائر بالدرجة الأولى، لأنها تدّعي أنها ملاحظ وتدافع عن مبادئ”، مضيفا “لم نر مثل هذه التعبئة حول أي قضيةدولية، ولا حتى قضية فلسطين، ولا حتى القضايا الداخلية التي تهم الجزائريين”