المغرب يعزز مكانة صناعة الطيران بمصنع لو بيستون الفرنسي

ماموني

صناعة تنافس كبرى الشركات

عزز المغرب مكانة صناعة الطيران بانضمام مجموعة لو بيستون الفرنسية إلى خارطة الصناعة المحلية، مما يدعم خطوات البلد في التحول إلى وجهة استثمارية مهمة في السنوات المقبلة وتعزيز التنافسية.

ينضم لو بيستون الفرنسي إلى عمالقة صناعة الطيران المستثمرة داخل المغرب مما يدعم خطط المنافسة القوية وتوسيع الاستثمارات المتنوعة لتحيز الاقتصاد على أسس مستدامة.

وافتتحت المجموعة الفرنسية لو بستون قبل أيام مصنعا جديدا لها مخصصا لإنتاج أجزاء ميكانيكية ذات تقنية عالية لصناعة الطيران، وهو أول مصنع مغربي خاص بالمعالجة الآلية للأجزاء المعدنية الصلبة الدائرية لمحركات الطائرات.

وسيسمح ذلك للمغرب باكتساب خبرات جديدة في تخصصات تكنولوجية ذات قيمة مضافة عالية متعلقة بالمنظومة الصناعية لمحركات الطائرات. وشيد المصنع على مساحة إجمالية تصل إلى 6828 مترا مربعا، منها 4078 من المساحة المغطاة، حيث بلغت قيمة الاستثمار 55 مليون درهم بالنسبة إلى المرحلة الأولى (حوالي 6.15 مليون دولار).

وتتركز صناعة الطيران بمنطقة الدار البيضاء، (من بين 97 هكتارا من الوعاء المخصص للمنظومات الصناعية لقطاع الطيران هناك 63 في المئة تتواجد بالنواصر)، ويعزى ذلك إلى مناخ الأعمال الذي سمح باستقطاب المملكة للعديد من كبريات الشركات العالمية الرائدة في القطاع.

وسيوفر المصنع حوالي 100 وظيفة في أفق سنة 2024، فضلا عن كونه سيسمح لمجموعة لو بستون برفع قدرتها الإنتاجية ودخول أسواق جديدة من خلال اكتساب زبائن جدد.

علي صديقي: المغرب يتقدم للاندماج في صناعة محركات الطيران

واعتبر المدير العام للصناعة بوزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، علي صديقي، أن المغرب يقطع خطوة مهمة في اتجاه الاندماج ضمن المنظومة الصناعية لمحركات الطيران التي تعد من المجالات الأكثر تعقيدا في صناعة الطيران.

وسيتيح الاستثمار خلق فرص عمل للمهندسين والتقنيين المتخصصين والعاملين المؤهلين، مشيرا إلى أن افتتاح هذا المصنع يؤكد جودة الكفاءات المغربية والتقدم الكبير الذي يعرفه قطاع صناعة الطيران بالمغرب.

ويتوفر المغرب اليوم على إمكانات كبيرة لقطاع الطيران في المغرب، كما أن هذا القطاع يضم حاليا 140 شركة في أفق الوصول إلى 220 شركة بعد 11 عاما.

وشهد قطاع صناعة الطيران المغربي بفضل رؤية ودعم العاهل المغربي الملك محمد السادس قفزات نوعية كبيرة جعلته يحتل المرتبة الـ15 من حيث الاستثمارات في صناعة الطيران، ليقتحم بذلك الدائرة الضيقة جدا للبلدان الناشطة في هذا القطاع.

وتقول الرباط إن القطاع شهد نموّا هاما في السنوات الأخيرة، حيث تضاعف حجمه بنحو 6 مرات خلال عقد من الزمن وأصبح يضم 121 شركة تعمل في هذه الصناعة.

ودخلت صناعة الطيران المتنامية في المغرب مرحلة جديدة في 2016 بتوقيع اتفاق مع بوينغ لتوطين صناعاتها المتطورة في المنطقة الصناعية بمدينة طنجة.

واحتل المغرب المرتبة الـ17عالميا والأولى أفريقيا والسادسة عربيا في “مؤشر أجيليتي اللوجستي السنوي للأسواق الناشئة” لسنة 2020، الذي يصدر هذا العام في نسخته السنوية الثانية عشرة، والذي يعنى بتصنيف 50 دولة بحسب العوامل التي تعزز جاذبيتها بالنسبة إلى مزودي الخدمات اللوجستية ووكلاء وخطوط الشحن وشركات الطيران والموزعين.

وحسب خبراء في القطاع، سيحتاج سيحتاج إلى 260 طائرة إضافية بحلول 2038 قصد الاستجابة للنمو الكبير في حركة المسافرين الذي من المتوقع أن يتضاعف خلال العقدين المقبلين.

وأبرز مدير “بي.أل.أف كازابلانكا” عادل بيداوي أن افتتاح هذا المصنع الجديد سيمكن من الانتقال إلى مرحلة جد مهمة على المستوى التكنولوجي بالمغرب بالنظر إلى تخصصه في صناعة الأجزاء الميكانيكية ذات التقنية العالية.

وأشار بيداوي إلى أن مصنع الدار البيضاء يشكل اللبنة الأولى ضمن منظومة صناعية متكاملة لتصنيع المحركات، مسجلا أن تعزيز تواجد المجموعة داخل المغرب، والذي يمتد لأكثر من عشرين سنة، أتاح الرفع من جودة وكفاءة الأطر المغربية.

وتتواجد مجموعة “أل.بي.أف” بالمغرب منذ سنة 1999، وهو تاريخ إحداث شركة سامبر الكائنة بالقطب التكنولوجي للنواصر، والتي كانت من المصانع الأولى لقطاع صناعة الطيران بالمغرب.

وتندرج كل الاستثمارات في مجال الطيران ضمن مخطط وطني لتسريع التنمية الصناعية يمتد بين عاميْ 2014 و2020 بميزانية تقارب ملياري يورو، تم عرضه أمام الملك محمد السادس في الدار البيضاء في أبريل عام 2014. وتضاعف رقم معاملات قطاع صناعة الطيران في المغرب بمرتين خلال الخمس سنوات، ليصل إلى 17 مليار درهم بعد إطلاق خطة التسريع الصناعي.

دخلت صناعة الطيران المتنامية في المغرب مرحلة جديدة في 2016 بتوقيع اتفاق مع بوينغ لتوطين صناعاتها المتطورة في المنطقة الصناعية بمدينة طنجة

وفقا للمبيعات المتوقعة، سيضاعف القطاع عائداته إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2021، كما أن معدل التكامل المحلي لهذه الصناعة، والذي تم تحديده في 32 في المئة عند إطلاق خطة التسريع الصناعي، يتجاوز حاليا 38 في المئة. وأصبح المغرب قاعدة أساسية في بناء الطيران الموزعة في النظم الإيكولوجية للتجميع والهندسة، وكذلك صيانة الطائرات والمحركات والأنظمة الكهربائية وفي النظم الإيكولوجية المركبة والسيارات والإلكترونيات المدمجة.

وأسهم تطور الفروع المتنوعة لصناعة الطيران (أسلاك، مكونات الميكانيك، توصيلات كهربائية، تغليف داخلي) في تموقع المغرب كوجهة مفضلة لقطاع المناولة في المجال، إلى جانب قدرته على استقطاب المزيد من كبريات الشركات العالمية العاملة في القطاع. وبفضل هذه المكتسبات فإن صناعة الطيران توفر حاليا أزيد من 11 ألف منصب شغل وتحقق مليار دولار كرقم معاملات، وهو ما يؤشر على أن المغرب أصبح ضمن دائرة الدول الصاعدة في مجال صناعة الطيران.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: