إساءات جزائرية للمغرب للتشويش على مكاسبه في ملف الصحراء

ماموني

يقود الإعلام الجزائري حملة شرسة للتشويش على مكاسب المغرب في ملف الصحراء والتي بلغت حد الإساءة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطوة أثارت تنديد واستياء الطيف السياسي والشعبي في المملكة.

وعمدت قناة “الشروق” الرسمية في برنامجها “ويكند ستوري” إلى الإساءة لشخص الملك محمد السادس بمشاركة سليمان سعداوي النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر.

وابتعدت القناة التي تعبر عن وجهة نظر النظام عن الاحترام الذي يليق برؤساء الدول في تجاوز صارخ للياقة والأعراف الدولية.

ويأتي هذا الاعتداء على رمز للدولة المغربية في إطار حملة استفزازية يقودها الإعلام الرسمي الجزائري بعدما نجح المغرب في تعميق انتصاراته الدبلوماسية والسياسية في ملف الصحراء بتحرير معبر الكركرات الحدودي في ديسمبر الماضي من انتهاكات جبهة البوليساريو الانفصالية، كما توجت جهوده باعتراف واشنطن بسيادة المملكة على صحرائها.

وأرجع محسن الندوي رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية في حديثه ، أن هذه الحملة الإعلامية إلى “التقدم الذي يعرفه ملف الصحراء مع الاعتراف الأميركي بمغربيتها، والتدشين المتزايد للقنصليات الأفريقية والعربية والدولية في كل من مدينتي الداخلة والعيون المغربيتين، بالإضافة إلى التأييد الدولي للتحرك المغربي خلال أزمة معبر الكركرات والتفاهم المغربي – النيجيري لمواصلة المشاريع الإستراتيجية بينهما وإنجازها خاصة خط الغاز بين البلدين وإنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة في نيجيريا”.

ويرى الندوي أن “المغرب بسياسته الخارجية الحكيمة يتعامل مع الجزائر بناء على حسن الجوار على اعتبار أن ملف قضية الصحراء المغربية تشرف عليه الأمم المتحدة”، مستدركا “لكن السياسة الخارجية الجزائرية والإعلام التابع لها من خلال ما قامت به قناة الشروق التابعة للنظام الحاكم يعد من المبادرات اليائسة في الوقت الضائع”.

ودأب الإعلام الجزائري بتفويض من الجهات الرسمية على نشر الأكاذيب في ما يخص قضية الصحراء المغربية. وبرأي المتابعين فإن الإعلام يمثل رأس حربة للنظام الجزائري الذي يوظفه للإساءة للمغرب كمحاولة للتغطية على فشله في إدارة شؤون البلاد اقتصاديا واجتماعيا.

ويلاحظ الندوي أن النظام الجزائري لم يستسغ فشله في محاصرة التقدم الدبلوماسي المغربي في أفريقيا بالدفع في اتجاه ألا تبقى معالجة ملف الصحراء حصراً بيد الأمم المتحدة، مع ما يعنيه ذلك من عودة إلى خيار “استفتاء تقرير المصير”.

وأثارت قناة الشروق موجة غضب واسعة في صفوف المغاربة الذين عبروا عن غضبهم واستيائهم من تجاوزها للخط الأحمر بالإساءة إلى رمز السيادة المغربية، وطالب المغاربة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي باستدعاء الخارجية المغربية للسفير الجزائري بالرباط.

#ملكنا_خط_أحمر

تصدر ترند تويتر في المغرب، حيث أعرب ناشطون عن رفضهم لما بثته قناة جزائرية في حق الملك محمد السادس

وأعرب ناشطون مغاربة عبر منصات التواصل الاجتماعي عن رفضهم لما بثته القناة الجزائرية في حق الملك محمد السادس، حيث تصدر هاشتاغ “ملكنا خط أحمر”السبت ترند تويتر في المغرب.

ولاحظ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن “الجزائر عبّأت في الأسابيع الأخيرة كل مؤسساتها الرسمية للإدلاء بتصريحات حول الصحراء المغربية، وأصبحت تُوليها أهمية أكبر من شؤونها الداخلية وحتى قضية فلسطين” حسب ما ذكره في تصريحات صحافية سابقة.

من جهتها أكدت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين أن ما بثته قناة الشروق من “تهجّم لا أخلاقي على المؤسسات المغربية وعلى رأسها المؤسسة الملكية بأسلوب بذيء ومنحط هو عمل مدان لا يمت بصلة لأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام”.

وقالت الجمعية في بيان لها أن “مدراء النشر وأرباب المقاولات الإعلامية المنضوية تحت لواء الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين يأسفون للمستوى المنحط والهابط واللا أخلاقي الذي وصلت إليه هذه القناة الممولة من جيوب دافعي الضرائب الجزائريين في التعاطي مع شخص الملك الذي يحظى بالاحترام والتقدير داخل المغرب وخارجه، وهو أمر لا يمكن معه التغاضي أو السكوت بحجة حرية التعبير لأن آخر شيء يوجد في الجزائر هو حرية التعبير”.

واستنتج المتابعون أن الجزائر إذا كانت تدعي الحياد واحترام حرية التعبير، فأمام هذه الإساءة يجب أن تتحمل مسؤوليتها القانونية وتحريك المتابعة في حق تلك القناة استنادا إلى قانون الإعلام من أجل ترتيب العقوبات التي تطال وسائل الإعلام التي تهين رؤساء الدول.

وبالتوازي مع الإساءات المتكررة للإعلام الجزائري وفي خطوة غير مسبوقة وجّه البرلمان الجزائري رسالة إلى الرئيس الأميركي جون بايدن من أجل “مراجعة المرسوم الموقع من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب” حول الصحراء المغربية.

وأعرب أعضاء البرلمان المغربي في رسالة موجهة إلى نظرائهم الجزائريين عن استغرابهم وأسفهم الشديد لما أقدموا عليه منبهين إلى أن الخطوة المذكورة “بعيدة عن روح الأخوة التي تجمع البلدين والشعبين”.

وحسب البرلمان المغربي يؤكد موقف النواب الجزائريين بالملموس مدى تدخل الجزائر وهيئاتها التمثيلية في شأن داخلي لبلد جار وفي قرارات سيادية اتخذتها دول بإرادة مؤسساتها، معتبرا أن هذا التدخل “يخالف ما يدعيه الموقف الرسمي في الجزائر من حياد مزعوم في كل ما يهم قضية وحدتنا الترابية التي هي من ثوابث أمتنا المغربية”.

وأمام التعاطي الذكي والهادئ للرباط ضد استفزازات الجزائر يخلص الندوي إلى أنه على “عكس ما تجاهر به الجزائر وإعلامها، فإن الدبلوماسية المغربية كانت وما زالت وستستمر في نجاحاتها الأفريقية وتعبئتها حتى لا يتم إقحام الاتحاد الأفريقي في ملف الصحراء الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، وهو ما يعني خسارة المناورات الجزائرية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: