العنف الأسري …إلى أين ؟؟؟

تورية لغريب

الأسرة هي تلك الخلية الأولى في المجتمع والحاضن الرئيسي لأفرادها ومصدر للسَعادة والطمأنينة والاستقرار ،

قد لا تخلو من الخلافات أو المشاكل بين الحين والآخر، فالإختلاف في الآراء وارد لا محالة
قد تجد الزّوج يحب شيئاً لا تحبّه الزوجة وترى الأولاد يرغبون بممارسة أعمال لا يرغبها الأبوين ، والسلوك البشري السوي والمرض ينتقل بين افراد الاسرة من الاب والام للابناء بالتقليد والمشاهدة والعيش ومن السلوكيات العنف الاسري المتبادل بين افراد الاسرة،
تشمل ظاهرة الإساءة الأسرية أو العنف الأسري، العديد من الأشكال والتصرفات المسيئة والاعتداءات التي تصدر من أحد أفراد الأسرة، وعادة ما تكون من الأب على باقي أفراد أسرته مثل الاعتداءات الجسدية أو الضرب، والاعتداءات النفسية مثل التخويف والسيطرة، كما تشمل صورة أخرى من الإعتداءات وهي الاعتداءات السلبية مثل الحرمان المادي.
للعنف الأسري أسباب كثيرة جداً، ويعود السبب الرئيس في وجود العنف إلى غياب الوازع الديني، والفهم الصحيح للإسلام، فالإسلام دين الرحمة، وهو الدين الذي جعل الحفاظ على الأسرة مقصداً مهماً من مقاصده، وهو الدين الذي فصل في أحكام الأسرة تفصيلاً كبيراً، وبيّن ما يمكن أن يعتري العلاقات الأسرية من خلل، ووضّح طرق العلاج والإصلاح.
ومن ضمن أسباب العنف الأسري، والذي لا يمكن إغفاله هو التنئشة الخاطئة والبيئة السيئة التي نشأ فيها كلاً من الأب والأم، وأسلوب التربية الذي يمارسونه مع أبنائهم.
كذلك تعرّض الأسرة لظروف معيشية صعبة، كتراكم الديون، أو فقدان الوظيفة، وما ينتج عن ذلك من توتر وضغوطات نفسية، تؤدي إلى ظهور العنف بين أفراد الأسرة.
ولا يمكن تجاهل الدوافع الاجتماعية، وما لها من أثر في ممارسة العنف بين أفراد الأسرة، فبعض العادات والتقاليد القديمة تعطي الحق للرجل بتعنيف زوجه وأبنائه، أو تعطي الحق للأخ الأكبر بممارسة العنف ضد أخواته، وتربط هذا كله بتحقيق الرجولة.
– غياب ثقافة الحوار والنقاش والتشاور بين أفراد الاسرة.
– يحدث العنف الأسري نتيجة سوء الإختيار بين الزوجين وعدم وجود تجانس بينها في مختلف جوانب الحياة من التربية وحتى التفكير والتعليم والمستوى الإجتماعي.
– يتسبب الفقر وسوء الحالة المادية والبطالة والظروف الصعبة في حدوث العنف الأسري بداخل بعض الأسر.
هناك دوافع إجتماعية تساعد في ظهور العنف الأسري مثل العادات والتقاليد التي قد تنتشر في بعض المجتمعات، والتي يقاس عليها قوة رجولة الرجل من خلال قيادته لأسرته بالعنف والضرب وهذا هو مقياس الرجولة في تلك المجتمعات المختلفة التي تنعدم فيها الثقافة ويعود فيها الجهل
قد يكون اضطراب العلاقة بين الزوجين وعدم انسجامهما، مع فقدان لغة الحوار والتفاهم، يؤدي إلى القسوة والشدة بينهما، بدلاً من التراحم والسكينة.
وقد تكون الرغبة في الانتقام دافعاً مهماً في ظهور العنف بين أفراد الأسرة، وكذلك دافع التأديب، والحصول على المال، والأمراض والاضطرابات النفسية المختلفة التي قد يعاني منها من يمارس العنف ، كالشعور بالنقص وتدني احترام الذات، وصعوبة التحكم بالغضب، وغيرها من الأسباب التي يصعب حصرها.
اخيرا وليس اخيرا
أعظم ما يستطيع أن يفعله الرجل لأولاده هو أن يحب أمهم ..!
مقولة اعجبتني لكن عكسها صحيح
اكبر حب يقدمه الأب لأبنائه هو حسن اختيار والدتهم
فحسن اختيار الزوجة واجب يسبق وجود الأبناء ، بل هو اصعب و أخطر واجب يسبق وجودهم وهو: أن يحسن اختيار أمهم.
لأن الأسرة أساسها يعتمد على اختيار الزوجة فإن صلح الأساس صلح الأبناء و حسنت رعايتهم وإعدادهم، فالزوجة بمنزلة التربة التي تلقى فيها البذور، فإن كانت صالحة، أنبتت نباتًا حسنًا {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا …} [الأعراف 58

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: