الفساد : ذاك الرداء الاسود

تورية لغريب

لا يمكننا كمواطنين غض الطرف عما يعج به مجتمعنا المغربي من أحداث مؤسفة تتقاذفها وسائل الاتصال و الأخبار في مختلف مناطق المغرب و التي أضحت واقعا نتعايش معه مرغمين إن لم نكن طرفا فيه …

أحداث تدق ناقوس الخطر و تنذر بتغييرات هجينة ساهمت فيها عوامل عديدة منذ أن أرخت الجائحة بظلالها علينا أوائل سنة 2020 و لا تزال …
وكل المعطيات تقر بأن الفساد بمفهومه العام هو المحرك لهاته الأحداث التي خرجت منذ مدة عن كونها أفعالا و جرائم شاذة كنا نسمع عن إحداها من فترة لأخرى ، لكن تكرارها المشين باشكال عدة مع اختلاف الحيثيات و الخلفيات ينذر بأنها أصبحت ظاهرة عامة أشد ما نخشاه أن تصبح سمة تميزنا عن باقي الاقطار ..
فواقعة المصنع ” السري ” التي وصل عدد ضحاياها لحد كتابة هذه السطور 28 مواطن و مواطنة و هي ليست سابقة ، بل هي سيل من الانتهاكات التي تفضح فسادا إداريا متوارثا بسبب بطش ذوي النفوذ و الرشوة و انعدام الرقابة الإدارية إلى غير ذلك من السلوكيات التي خلفها الفكر النفعي و ثقافة الإغتناء على حساب الكادحين و الكادحات من ابناء هذا الوطن و في ظل غياب ترسانة قانونية تضمن للمواطن البسيط حقه في العيش الكريم و تحفظ كرامته و حياته التي يبدو انها اصبحت أقل سعرا من سيارة البعض من ذوي المال و السلطة …
واقعنا ينضح بخروقات جسيمة تؤدي إلى جرائم في حق الإنسان كمواطن بسيط لا يرجو سوى العيش الكريم و تضاهي جرائم الإرهاب التي اساسها التطرف الفكري ، مما يجعلنا نتساءل عن مستقبل البسطاء تحت سماء هذا الوطن ؟
و لأن للفساد اذرع كثيرة فإننا كمواطنين نتحمل جزءا أساسيا في ماوصلنا إليه و هنا استحضر وقائع السرقة و الاغتصاب و الابتزاز التي انتشرت بشكل ملحوظ مع التكنولوجيا الحديثة ، أين دور الاسرة كنواة أولى للتنشئة السليمة ؟ و مادور المؤسسات التعليمية في التربية على المواطنة الصحيحة ؟ فالشخص الفاسد ليس إلا نتاج تربية مغلوظة وسط ظروف اجتماعية هشة و منظومة تعليمية فاشلة !! كلنا مسؤولون إذن عما وصلنا إليه بطريقة او بأخرى ، هذا لا يعفي أصحاب القرار من مسؤوليتهم تجاه ما نحصده من نتائج أقصاها : إزهاق أرواح بريئة …

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: