دعا المغرب الجزائر إلى تحمل المسؤولية في ما وصفه بـ”المسلسل السياسي” للصحراء، معددا التصريحات والمواقف التي تصدر عن مؤسسات جزائرية رسمية.
واتهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الجزائر بتعبئة كل مؤسساتها للإدلاء بتصريحات حول الصحراء المغربية، قائلا “أصبحت الجزائر تُولي أهمية أكبر للصحراء من شؤونها الداخلية وحتى قضية فلسطين”.
وتابع بوريطة أن “الجزائر تعتبر قضية الصحراء المغربية قضيتها الوطنية الأولى، وعبأت كل المؤسسات الرسمية للإدلاء بتصريحات وصل عددها مؤخرا إلى حوالي 50 تصريحا، صادرة عن الحكومة ورئاسة الجمهورية والجيش والأحزاب والبرلمان والأئمة”.
واعتبر الوزير المغربي، في الندوة المخصصة لنتائج الدورة العادية الرابعة والثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي، أن هذا الاهتمام المتزايد بالصحراء “يُسائل الجزائر بالدرجة الأولى، لأنها تدّعي أنها ملاحظ وتدافع عن مبادئ”، مضيفا “لم نر مثل هذه التعبئة حول أي قضية دولية، ولا حتى قضية فلسطين، ولا حتى القضايا الداخلية التي تهم الجزائريين”.
ويؤكد المغرب في كل مناسبة على ضرورة مشاركة الجزائر في ملف الصحراء، وتحمل مسؤوليتها كطرف داعم سياسي ولوجستي ودبلوماسي رئيسي لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وأكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، في نوفمبر الماضي، للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن “المسلسل السياسي حول نزاع الصحراء المغربية، يتعيّن أن يستأنف على أساس معايير واضحة، ويشرك الأطراف الحقيقية في هذا النزاع الإقليمي، ويمكّن من إيجاد حل واقعي وقابل للتحقق في إطار سيادة المملكة”.
وقال الأكاديمي والمحلل السياسي المغربي هشام معتضد، في تصريح لـه، إن “ارتفاع أسهم المغرب الدبلوماسية على مستوى ملف الصحراء، بالإضافة إلى الدعم الدولي للشرعية المغربية على أقاليمه الجنوبية، كلها عوامل دفعت الجزائر إلى تجنيد مؤسساتها وتنشيط شبكتها على المستوى الداخلي والخارجي للحدّ من تنامي دعم المجتمع الدولي للطرح المغربي في إنهاء هذا الصراع الإقليمي”.
وأكد بوريطة أن “هذه التعبئة الاستثنائية تكشف الوضع الحقيقي للجزائر، بكونها طرفا حقيقيا في ملف الصحراء، هذه التصريحات تُبين للعالم من يتسبب في إطالة ملف الصحراء وجعله دون حل”.
وكان المغرب قد أطلق العديد من المبادرات لإنهاء الخلافات العالقة مع الجزائر في وقت سابق، على غرار دعوة الملك محمد السادس في نوفمبر 2018 الجزائر إلى إنشاء لجنة سياسية مشتركة للحوار بشأن القضايا الخلافية بين الجارتين.
ولم تحظ هذه الدعوة برد من الجزائر، ما زاد وفقا لمراقبين من منسوب التوتر الإعلامي بين البلدين.
وأشار وزير الخارجية الأحد إلى أن “وكالة الأنباء الجزائرية خصصت في الأسابيع الماضية 7 قصاصات يوميا لملف الصحراء، وأصبحت بذلك أهم من الشؤون الداخلية وهاجسا أساسيا للطبقة السياسية والسلطة التنفيذية والمؤسسة العسكرية”، وأضاف أن “المغرب يلاحظ هذه المسألة، وهي تكشف ما كان يقوله دائما بأن الجزائر طرف فاعل حقيقي في نزاع الصحراء”.