هزائم جارة السوء المتواصلة

محمد الفزازي

منذ تولي الرئيس جو بايدن زمام الحكم في أمريكا، ومنذ تصريحات مباشرة منه ومن مساعديه على أنّ أول ما سيباشره من سلطة سيخص مراجعة سياسات سَلَفِه ترامب التي حسب قوله مزقت الشعب الأمريكي، وأساءت إلى سمعة أمريكا في العالم…

هذه التغييرات فتحت شهية “النظام” الجزائري في التطلع إلى أن يكون اعتراف الإدارة الأمريكية السابقة بمغربية الصحراء مندرجاً ضمن ما شمله التعديل والتغيير…

لكن دون جدوى.

لقد عبّرت الأبواق الجزائرية عن تقليلها من قرار الاعتراف بمغربية الصحراء بشتى الأساليب، قالوا بأن الامر يتعلق بمجرد تغريدة على تويتر، وقالوا بأن ترمب في آخر ساعات حكمه فهو يخلط الأوراق ويفسد على بايدن سياساته الداخلية والخارجية، وهوّنوا من الاعتراف بكونه لا قيمة له من الناحية القانونية…

الآن، تأكد لشنقريحة وأَزْلامه أن الاعتراف بمغربية الصحراء لا يزال على حاله وأنه لم يطلْه أي تغيير… بل إنه ترسّخ وحظِيَ برضى ساكن البيت الأبيض الجديد.

والسؤال الذي يفرض نفسه على دولة الشر:

لماذا كل هذا الاهتمام بالقرار الأمريكي المتعلق بالصحراء المغربية ما دام عديمَ الفائدة كما زعمتم؟

لماذا ناشد رئيسُكم الدميةُ إدارةَ جو بايدن ومعه برلمان الكراكيز، وكلهم ناشدوا والتمسوا العدول عن القرار الموجع؟ وقبلهم حكومة جنوب إفريقيا الحليفة ومحاولة تجييش الاتحاد الافريقي برمته ضداً على القرار الأمريكي.؟

ألم يصدّعوا رؤوس العالمين بأنهم ليسوا طرفاً في هذا النزاع؟ ما الذي يكويهم إذن في شأن يزعمون أنه ليس شأنَهم؟ عِلماً أنهم هم البوليساريو أنفسُهم باختصار كامل.

وياليتهم ابتلعوا الصدمة وسكتوا… لأنّ تجاهل بايدن لرسائلهم وتحركاتهم الدبلوماسية يُعدّ في واقع الحال صفعةً على قفاهُم وخِزياً ينضاف إلى قائمة مخازيهم الطويلة؛ بما في ذلك البرود الإفريقي في تعاطيه للموضوع.

“نظام” الجزائر لم يفهم أن القضية فيها لوبي يهودي مغربي قوي، وفيها مصالح استراتيجية هائلة للولايات المتحدة في إفريقيا عبر بوابة المغرب، وفيها مزاحمة الصين وروسيا في القارة السمراء وعدم تركهم يعربدون بمفردهم من بوابة الجزائر… وفيها دبلوماسية راشدة وحكيمة يقودها ملك البلاد بكل هدوء وتُؤَدَة.

شخصياً أرى أن خيرَ مَن يقف في وجه الشيوعيين والملاحدة الروس والصينيين وأذنابهم في المنطقة هي التكنولوجيا العسكرية الأمريكية بكل أنواعها فضلاً عن جيش مغربي جبّار مرابط، وشعب مغربيٍّ مصمّم وصامد. ناهيك عن عدالة قضيتنا إبتداءً وفي ذلك من نصر الله وتأييده ما فيه.

ولسنا نحن الذين ننخدع بالطرح المشروخ: النظام المغربي جاء بالصهاينة إلى حدودنا الخ… كأن “نظام” شنقريحة و (صندلستان) من الخلفاء الراشدين.

بالمناسبة، لله درّ من سمّى جمهورية الوهم والكارطون بجمهورية (صندلستان) وذلك لِما خلَّفوه خلْفهم من أحذية ونعال في الكركرات حينما باغتهم أسود الأطلس بالزئير الرهيب…

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: