الفنيدق: احتجاجات الساكنة تنتظر الانصات ، والداخلية تتهم المتظاهرين والعدل والاحسان تدين قمع الساكنة.

محمد الرضاوي.

بعد تحولها لشبه قرية ، أصبحت الفنيدق مدينة مهجورة فيما نعتها سكانها بالمدينة الشبح والمعزولة حيث كانت في وقت سابق بالمدينة ذات الرواج الإقتصادي قبل أن تقوم السلطات بإغلاق المعبر الحدودي لسبتة الذي كان مصدر عيش آلاف الأسر من تجارة التهريب المعيشي والبعض الآخر يشتغل في مهن حرة كخادمات بيوت ومربيات لدى الإسبان الى جانب العديد من المهن، ماجعل الساكنة تتخبط في بطالة لم تشهدها من قبل . فبعد اعلانهم لنداء الفنيدق أطلقت ساكنة المدينة الحدودية المعروفة بإسم كاستيخو ( الفنيدق )يومه الأربعاء 27 يناير 2021، “نداء الفنيدق” ، النداء الذي لقي صدى واسعا على منصات التواصل الإجتماعي وهو النداء الذي فاق أزيد من 100 توقيع من طرف أفراد من الساكنة بينهم فاعلين في المجتمع المدني والسياسي بذات المدينة ، النداء موجه للحكومة، من أجل النظر والبث في الأوضاع الاجتماعية التي تعيشها ساكنة الفنيدق بعد إغلاق المعبر الحدودي “باب سبتة”. من طرف السلطات المغربية لأزيد من سنة . 

السلطات المغربية اعتقلت عددا من المحتجين ، بعد تنفيذهم وقفة احتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية، جراء إغلاق معبر مدينة “سبتة” الحدودية التي تخضع لإدارة إسبانيا.
حيث أصيب عدد من المحتجين ورجال الأمن جراء المواجهات بين الطرفين. وفي بلاغ لها قالت السلطات إن “عددا من الأشخاص قاموا بتنظيم وقفة احتجاجية غير مرخصة، مساء الجمعة، في خرق لمقتضيات حالة الطوارئ الصحية، مع تعمدهم قطع الطريق العام، ما اضطر قوات الأمن للتدخل”.

وأضاف ذات البلاغ أن “بعض المحتجين قاموا برشق رجال الأمن بالحجارة، ما أسفر عن إصابة 6 عناصر، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية، كما أنه تم نقل 10 أشخاص (من المحتجين) إلى المستشفى أيضا”.

فيما عبر الاتحاد الاشتراكي المشارك في التحالف الحكومي عن تضامنه مع منظمي الوقفة الاحتجاجية، معتبرا أن مطالبهم “عادلة ومشروعة خاصة في ما يتعلق بإيجاد بدائل اقتصادية تضمن فرص الشغل لآلاف المواطنات والمواطنين الذين فقدوا مصدر عيشهم منذ إغلاق معبر سبتة ، منددا باعتقال “الخليل جباري عضو الكتابة الإقليمية للحزب بالفنيدق، وتعنيف ياسين يكور نائب الكاتب الإقليمي، بمجرد أنهما كانا يمران بالقرب من مكان الوقفة الاحتجاجية”.
حيث طالب الحزب بالإفراح الفوري عن الخليل، معتبرا الحدث “استهدافا صريحًا للحزب من طرف السلطات بالفنيدق ومحاولة هذه الأخيرة بالمس بسمعة مناضليه و تشويهها”.
منتقدا: ” السلوك الذي نهجته السلطات العمومية وهو سلوك مخزٍ بائد، وما حدث يخيب الآمال في مغرب جديد يحلم مواطنوه أن تحقيقه أصبح قريبا ولكن الحنين إلى سنوات الجمر والرصاص ما زال في مخيلة وتفكير السلطات”.

بدورها جماعة “العدل والإحسان”، ادانت في بلاغ لها : إن الاحتجاجات التي عرفتها مدينة الفنيدق أمس الجمعة، تأتي في “سياق محلي عنوانه الفشل الذريع في تنزيل مشروع اقتصادي بديل عن التهريب المعيشي بمعبر سبتة.
مشيرا نفس البيان أن إغلاق المعبر تسبب في كساد التجارة، وشلل شبه كلي للنشاط الاقتصادي بالفنيدق، وإغلاق مورد العيش الوحيد لأبناء المدينة، وارتفاع معدلات الهجرة سباحةً إلى سبتة ، والتي راح ضحيتها عدد من أبناء المدينة كان آخرهم “أحمد بوهبوه”، وضحايا آخرون ماتوا غرقا في عرض البحر بحثا عن لقمة عيش كريم”. مطالبة بإيجاد بدائل اقتصادية لساكنة المضيق الفنيدق، تضمن لهم العيش الكريم، داعية “القوى الحية بالمدينة لتوحيد الصفوف من أجل إنقاذ المدينة من التردي الاقتصادي الذي تعيشه”.
وأدانت ما وصفته بالتدخل العنيف في حق المتظاهرين السلميين مطالبة السلطات بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين، وفي مقدمتهم عضو الجماعة “ياسين رازين”، مع ضرورة تخلي السلطة عن المقاربة الأمنية الضيقة التي لن تزيد الوضع إلا تعقيدا.
ودعت الدولة إلى الإسراع في إيجاد بدائل اقتصادية تضمن للساكنة مقومات العيش الكريم.
فيما أصدر مرصد حقوقي بيانا له دا عيا بإطلاق سراح جميع المعتقلين ووقف المتابعات وفتح باب الحوار مع المتظاهرين والاستماع إلى مطالبهم”.
منبها إلى “خطورة” الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بمدينة الفنيدق، في ظل “عجز وضبابية وغموض في طريقة تدبير السلطات لهذه الأوضاع”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: