حمى الانتخابات

تورية لغريب

بغض النظر عما تعودنا عليه آسفين من موسمية الانتخابات بكل مافيها من تكريس ممنهج و استغلال بشع لبسطاء العقول نظرا للظروف التي يعيشها المواطن البسيط و اللاهث وراء قوت يومه يمنة و يسرة خصوصا بعد انتشار الجائحة و ما خلفته من اضرار اقتصادية اكتوى بنارها ذوي المال و الاعمال و كذلك الفقراء الذين لم يزدادوا إلا فاقة ..تستعد أحزابنا العديدة و المفرغة من المصداقية و التي خصصت ملايين الدراهم لحملاتها الممنهجة و التي لا يستفيد منها المواطن بشيء غير تكريس الوضعية المزرية و تفاقمها ..

بعد اشهر سنشهد الانتخابات و ستطل علينا نفس الاحزاب و نفس الاشخاص الذين باتوا يحفظون من اين تؤكل الكتف …
سنجد من جديد من هم من شدة الفاقة يتمسحون بمرشحي الاحزاب و اذنابهم ، سيجمعون فتات ما جاد به هؤلاء لملأ بطون اطفالهم الجوعى ، سيبيعون ضمائرهم قبل اصواتهم و سيجوبون الشوارع و لن يتأففوا ، سيسعدون بالولائم و ببعض الدراهم وربما العطايا و سيقنعون انفسهم بأنالانتخاب واجب وطني ( و هو كذلك إذا اقترن بمفهوم الوطنية الصحيح )، ستولد لديهم فرحة موسمية بالمغنم ، فرحة سرعان ما تزول بعد توزيع المناصب و المكاسب و رجوع هذا المواطن المسكين إلى عيشته المضنية هو نفسه من سنجده امام الكاميرات يشكو ضعف المردودية في التعليم العمومي ، هو نفسه من يشكوحالته الصحية و عدم توفره على حق العلاج و واصفا رداءة المستشفيات ، هو نفسه من سنراه في الشارع يتمايل من جراء مخدر ما و هو نفسه من سنقرأ خبرا عنه بعد اقترافه لجريمة نكراء !!
قد يكون ما تخطه هذه السطور من ضرب التأمل في واقع تكرر كثيرا لدرجة الرتابة و النفور ، لكنه ايضا دعوة لنا كمواطنين لكي نعيد النظر في رؤيتنا للأمور ، لاستعادة ما تبقى من كرامتنا و حبا في بلدنا الذي نحيا فوق ارضه و لنتذكر و نحن ندلي بأصواتنا انها امانة ، ستحاسبنا الاجيال القادمة عنها و عبق تراب الوطن ….

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: