مثّل انتخاب أول سيدة لرئاسة المجلس الإسلامي في بريطانيا مؤشرا على تغيير نمط عمل أكبر جمعية إسلامية في البلاد بعد مرور أكثر من عشرين عاما على تأسيسها.
وانتخبت زارا محمد (29 عاما) لتشغل منصب أمين عام المجلس الإسلامي في بريطانيا، لتتغلب على منافسها المرشح أجمال مسرور إمام أحد المساجد في لندن.
وعبرت زارا محمد عن تطلعها إلى الاستمرار في بناء هيئة شاملة ومتنوعة تمثل جميع المسلمين، بهدف تلبية احتياجات المسلمين البريطانيين والصالح العام.
واعتبرت انتخابها شرفا كبيرا باعتبارها أول امرأة تشغل منصب الأمين العام، آملةً أن “يلهم ذلك المزيد من النساء والشباب للتقدم في تولي أدوار قيادية لأنهم يمثلون مستقبل هذه المنظمة والمجتمع الإسلامي”.
زارا محمد
- تنحدر من مدينة غلاسكو
- حاصلة على الماجستير في قانون حقوق الإنسان
- عملت مستشارة في مجال التدريب والتطوير
وتمثل زارا محمد المنحدرة من مدينة غلاسكو في أسكتلندا، جيلا من الشباب البريطاني المسلم الساعي إلى الاندماج في المجتمع البريطاني، وسيكون التحدي الأكبر هو قدرة المجلس على الابتعاد عن استقطابات مشاريع الإسلام السياسي التي هيمنت على وضع الجالية المسلمة في بريطانيا وغيرت طبيعة علاقتها بالمجتمع البريطاني وخصوصا منها فئة الشباب.
وسبق أن شغلت زارا محمد منصب مساعد الأمين العام في المجلس، وهي حاصلة على درجة الماجستير في قانون حقوق الإنسان من جامعة ستراثكلايد (ثاني أكبر جامعة في مدينة غلاسكو)، وعملت مستشارة في مجال التدريب والتطوير.
ويؤشر صعود شابة إلى رئاسة أكبر مظلة إسلامية ديمقراطية في المملكة المتحدة، تمثل المساجد والمدارس والمؤسسات في جميع أنحاء البلاد، على وجود قطيعة مع جيل حاول عزل المجتمع المسلم في بريطانيا.
وقالت زارا محمد “كوني امرأة شابة، يعد تمثيلا جيدا للقيادة المستقبلية التي نحتاج إلى رؤيتها الآن”، معبرة عن أملها في أن يؤدي انتخابها إلى إكساب الفتيات الأخريات المزيد من الثقة التي تخوّل لهن تولي أدوار قيادية داخل المجتمع البريطاني المسلم.
وطالب مهنئون لزارا على انتخابها بتغيير عمل المجلس وعدم الاكتفاء بدور تقليدي عاجز عن استقطاب الشباب.
ودعا أحد المعلقين، على حساب زارا في “لينكد إن”، إلى خروج المجلس من دوره التقليدي ليكون أكثر جرأة بالانفتاح على المجتمع البريطاني برمته وكسر التقوقع والعزلة الغالبة على فئات كثيرة من المسلمين.
ويزيد عدد المسلمين في بريطانيا عن ثلاثة ملايين ويمثلون ثاني أكبر ديانة بعد المسيحيين.
وينحدر المسلمون البريطانيون من دول آسيوية وأفريقية وعربية ويمثلون خلفيات عرقية وطائفية مختلفة.
وتكمن المشكلة الأكبر بالنسبة إلى المجتمع الإسلامي البريطاني في أنه يخضع لمرجعيات طائفية مختلفة، الأمر الذي يجعله أشبه بالحلقات المتباعدة.
ولا يمكن اعتبار المسلمين البريطانيين مجموعة واحدة، على الرغم من وجود أكثر من خمسة أجيال من المسلمين المهاجرين إلى بريطانيا.
وتدفع السلطات البريطانية باتجاه اندماج المسلمين داخل المجتمع لمنع اختراق المدارس والمنظمات والجمعيات من قبل التنظيمات المتطرفة.
واعتبرت شيلينا جان محمد مؤلفة كتاب “جيل إم: المسلمون الشباب يغيرون العالم” انتخاب زارا محمد لحظة مبهجة للمجتمعات المسلمة وتاريخية للمملكة المتحدة برمتها، مشددة على الحاجة إلى رؤية شابات وحيويات يتم انتخابهن لشغل مناصب قيادية في مواجهة التحديات الاجتماعية.
ويعد المجلس الإسلامي البريطاني (MCB) أكبر منظمة وطنية جامعة للمسلمين وأكثر المنظمات تنوعا في المملكة المتحدة، ويضم أكثر من 500 عضو، بما في ذلك المساجد والمدارس والجمعيات الخيرية والشبكات المهنية.
ويعمل المجلس الذي تأسس عام 1997، وفق مدونته، على تمكين المجتمعات الإسلامية من تحقيق مجتمع بريطاني عادل ومتماسك وناجح.
ورغم أن تمويل المجلس يتم من رسوم العضوية إلا أنه يحظى بدعم حكومي بريطاني معنوي بوصفه ممثلا للمسلمين البريطانيين بمختلف مرجعياتهم.
وتدفع السلطات البريطانية إلى دعم المجالس والمنظمات المعتدلة، خصوصا بعد اكتشاف السلطات الأمنية أدلة على أن جهاديين حاولوا السيطرة على مجموعة من المدارس لنشر أفكار متشددة.
ووضعت الحكومة البريطانية منذ سنوات إستراتيجية أمنية لتحصين المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات والسلطات المحلية، ومنع تسلل الأفكار الجهادية إليها.