المغرب ينفتح على محيطه الأفريقي بالتعاون في المجال الاقتصادي ومكافحة الإرهاب

ماموني

يدفع المغرب نحو المزيد من الانفتاح على محيطه الأفريقي وذلك في أعقاب تحقيقه اختراقات هامة في قضية الصحراء بعد الاعتراف الأميركي بمغربيّتها.

وأجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس، الأحد، اتصالا هاتفيا مع الرئيس النيجيري محمد بوهاري، حيث شدد الطرفان على “الديناميكية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية في جميع المجالات”.

وأعرب الملك محمد السادس والرئيس محمد بوهاري عن عزمهما المشترك على مواصلة المشاريع الإستراتيجية بين البلدين وإنجازها في أقرب الآجال، لاسيما خط الغاز نيجيريا – المغرب وإحداث مصنع لإنتاج الأسمدة في نيجيريا.

نيجيريا وغيرها من الدول الأفريقية التي تعاني من معضلة التطرف والإرهاب ستستفيد من مكتب برنامج لمكافحة الإرهاب والتكوين التابع للأمم المتحدة الذي سيستضيفه المغرب

ويرى مراقبون أن المغرب يعول على التعاون في مجالات مختلفة مع شركائه على غرار الاقتصاد والمجال الأمني لتوطيد علاقاته مع محيطه الأفريقي الذي يمثل ساحة تنافس دولي وإقليمي.

ويعتقد صبري الحو، الخبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء، أن المغرب “بصدد المرور إلى المرحلة الثانية في علاقاته الخارجية خاصة في خطته السياسية مع الدول الأفريقية، حيث أن الانفتاح والتعامل الاقتصادي والمشاورات السياسية أدت في مرحلة أولى إلى ضمان الحياد لدى هذه الدول”.

وأضاف الحو في تصريح لـه ، أن “المغرب يتحرك من جهة لتفعيل الإطار التعاقدي والاتفاقي في سياق الشراكة لإنجاز مشاريع إستراتيجية عملاقة تتم في إطار توطيد الثقة مع شركائه، وهو بذلك يستهدف بلورة تحالف إستراتيجي محكوم عليه بالنشأة وبالديمومة والاستمرار لحماية الاتفاقات الاقتصادية الإستراتيجية”.

ونظرًا إلى حجمها وإمكانياتها الاقتصادية، فقد قام الملك محمد السادس في ديسمبر 2016 بزيارة إلى نيجيريا، وفي العام 2018 وقّع اتفاقية لإنشاء خط أنابيب للغاز يربط بين البلدين وقد يمتد نحو أوروبا، ويعبر ست دول من غرب أفريقيا مساهما بذلك في تمتين العلاقات بين المغرب ونيجيريا.

صبري الحو: المغرب يتحرك في محيطه الأفريقي لبلورة تحالف استراتيجي

ومن خلال هذا المشروع، يسعى العاهل المغربي إلى تنويع شراكات بلاده في أفريقيا وتوسيع الأنشطة في ما بين بلدان الجنوب التي بدأها المغرب مع شركائه التقليديين في القارة.

ومن شأن مشروع خط الأنابيب تحقيق العديد من الفوائد الاقتصادية على المستوى القاري والمحلي، حيث أكد الملك محمد السادس في خطاب ألقاه أمام قمة الاتحاد الأفريقي بإثيوبيا، قبل ثلاث سنوات، أن “المشروع سيسهم في خلق سوق كهرباء إقليمية ويكون مصدرا أساسيا للطاقة، مما سيساعد في تطوير الصناعة وتحسين القدرة التنافسية الاقتصادية وتسريع التنمية الاجتماعية، كما سيساعد في بناء علاقات ثنائية ومتعددة الأطراف أكثر سلمية وبالتالي خلق بيئة مواتية للتنمية والنمو”.

ويعتقد مراقبون أن التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تعرفها القارة الأفريقية، تعزز الرغبة المشتركة في تطوير وتعميق العلاقات متعددة الأبعاد القائمة بين البلدين، خصوصا وأن نيجيريا تعاني من إشكالية الجماعات المتطرفة متمثلة بالأساس في جماعة بوكو حرام.

وفي هذا الصدد عبر الرئيس بوهاري عن شكره للملك محمد السادس على “دعم المملكة التضامني في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، لاسيما من خلال تكوين الأئمة النيجيريين بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات”.

ويرى مراقبون أن نيجيريا وغيرها من الدول الأفريقية التي تعاني من معضلة التطرف والإرهاب ستستفيد من مكتب برنامج لمكافحة الإرهاب والتكوين التابع للأمم المتحدة الذي سيستضيفه المغرب.

وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في وقت سابق، إن هذا المكتب يهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأفريقية عن طريق بلورة برامج وطنية للتكوين في مجال مكافحة الإرهاب.

أعرب الملك محمد السادس والرئيس محمد بوهاري عن عزمهما المشترك على مواصلة المشاريع الإستراتيجية بين البلدين وإنجازها في أقرب الآجال

وخلص الوزير المغربي إلى أن هجمات بوكو حرام تؤكد الحاجة إلى عمل “فوري وحازم” لتحقيق الاستقرار في القارة وتعزيز أمنها وتمكينها من التركيز على التنمية المستدامة. وتأتي المباحثات بين المغرب ونيجيريا في الوقت الذي تتكثف فيه الاستعدادات لعقد قمة الاتحاد الأفريقي المقبلة المقررة في الفترة من 6 إلى 7 فبراير في أديس أبابا.

ويرى صبري الحو أن نيجيريا “بصدد الانتقال في موقفها إلى الحياد الذي يتأسس على أنقاض العداء تمهيدا لتبني موقف داعم للمغرب في قضية الصحراء ينطلق من جعل المنافع والمصالح الاقتصادية متطابقة ومتكاملة لا يمكن عزلها عما هو سياسي بل في خدمته”. ويُنتظر أن ينتقل منصب مفوض السلم والأمن المهم داخل الاتحاد إلى مرشح من نيجيريا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: