بينما تتواصل حملة التطعيم في المغرب لفائدة كوادر الصحة والتعليم والجيش والشرطة والمُسنّين، أفاد مصدر محلي أنه جرى تلقيح أكثر من 126 ألف شخص ضد «كوفيد 19» في المغرب إلى حدود مساء أول أمس الأحد.
وأبرز مدير مديرية السكان في وزارة الصحة، عبد الحكيم يحيان، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، أن هذا «المؤشر يتيح لنا التأكيد على أن انطلاق حملة التطعيم تجري في أفضل الظروف». وأكد أن حملة التطعيم تمضي قدماً بكل سلاسة، ودون تسجيل أي أعراض جانبية.
التطعيم ضد الفيروس
وأوضح أن المصنفين ضمن الصفوف الأمامية وكذا الشيوخ فوق 75 سنة، شرعوا في الاستفادة من التطعيم ضد الفيروس، سواء عن طريق الحقن باللقاح الصيني أو البريطاني.
وبخصوص الآثار الجانبية للقاح، أفاد المصدر نفسه أنه لم يجر التبليغ من طرف المستفيدين من اللقاح المذكور، من آثار جانبية خطيرة، إلى حدود مساء يوم الأحد، موضحاً أن البعض أبلغ عن آثار جانبية طبيعية، متمثلة في ارتفاع طفيف لدرجة الحرارة.
وستشمل عملية التطعيم مجانياً جميع المواطنين المغاربة والأجانب المقيمين في المغرب، وستجري بطريقة تدريجية لفائدة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 17 سنة، في سبيل تحقيق المستويات المنشودة من المناعة الجماعية.
وأبقى المغرب حدوده مع البرية مغلقة منذ 13 مارس الماضي، عندما اقتحم فيروس كورونا الحياة بقوة، لإبقاء العالم كله تحت السيطرة.
ويبدو أن وصول اللقاح إلى المغرب له علامات على إنهاء هذه المرحلة العصيبة التي اجتاحت سكان الكوكب، وأعاد أمل فتح الحدود البرية والبحرية للبلاد.
وفي الأيام الأخيرة، تلقت الرباط مليوني جرعة من مختبرات «أسترازنيكا» ونصف مليون جرعة أخرى من «سينوفارم» من الهند والصين على التوالي.
ورغم التشكيك في فعالية التطعيم من طرف البعض، فإن العاهل المغربي محمد السادس نفسه كان أول من أخذه، الخميس الماضي في القصر الملكي بفاس، حيث أعطى الانطلاقة الرسمية للحملة ضد الوباء التي تشمل مختلف أقاليم المغرب، والهدف تطعيم 80 في المئة من السكان، فوق سن 17 سنة خلال الأشهر المقبلة، دون تحديد موعد نهائي، على الرغم من الحديث عن بلوغ منتصف العام بهذا الإنجاز.
إذا كان الأمر كذلك، واعتمادًا على التقييم الإيجابي للخبراء فيما يتعلق بإعطاء اللقاح، يمكن فتح باب طال انتظاره على أمل استعادة حالة طبيعية معينة في الأشهر المقبلة، يقول مصدر طبي لـ«القدس العربي».
ويمكن أن يترجم ذلك أيضًا إلى «فتح حدود البلاد لاستقبال قدوم المقيمين في الخارج» الذين من بينهم من هو في طريقه لإكمال قرابة عام دون العودة إلى موطنه الأصل.
على صعيد آخر، شكلت معاناة العاملين في الحمامات العمومية موضوع سؤال مكتوب وجهه نائب برلماني إلى رئيس الحكومة، وذلك بعد شهور من إغلاق الحمامات في مجموعة من المدن وخصوصًا مدينة الدار البيضاء، مع استثناء العاملين فيها وأربابها من أي نوع من الدعم.
النائب البرلماني عن حزب «التقدم والاشتراكية» المعارض، رشيد حموني، أبرز في سؤاله إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أن فئة اجتماعية واسعة تكسب قوتها اليومي من الأنشطة المرتبطة بالحمامات، تعاني من ضيق الحاجة بسبب الإغلاق الذي ما تزال تخضع له العديد منها، نتيجة تطبيق الإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات العمومية المختصة، جراء جائحة «كوفيد19».
وأضاف أن هذا يأتي في الوقت الذي «لم تستفد فيه هذه الفئة من أي إجراءات وتدابير لدعمها مالياً، على غرار ما تم العمل به مع فئات اجتماعية تعمل في قطاعات أخرى». وأكد أن أرباب الحمامات المغلقة يعانون من «تعميق أزمتهم الاجتماعية والمادية، خصوصاً أن هناك عمالات (محافظات) وأقاليم تعرف تحسناً كبيراً فيما يخص مؤشرات انتشار الوباء». واستفسر البرلماني رئيس الحكومة عن أسباب اتخاذ قرار إغلاق الحمامات، علماً أنه لم تسجل أية بؤرة وبائية بها، وعن التدابير التي سيتخذها لدعم الفئة التي تعمل في هذا القطاع.
على صعيد مستجدات الحالة الوبائية في المغرب، أعلنت وزارة الصحة المغربية، مساء أول أمس الأحد، عن تسجيل 466 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) و532 حالة شفاء، و16 حالة وفاة خلال 24 ساعة.
حالات الشفاء
وأوضحت أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في المغرب إلى 471 ألفًا و157 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 آذار/ مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 449 ألفًا و160 حالة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 8275 حالة، فيما وصل مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليًا إلى 13 ألفًا و722 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة في أقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال 24 ساعة، 55 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 714 حالة، أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ(كوفيد-19) فقد بلغ 22.6 في المائة.