أكد سفير المغرب لدى البيرو، أمين الشودري، أن مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمتها الرباط لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، تحظى بدعم دولي متزايد، وسلط الضوء على الزخم التنموي المطرد الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وقال الشودري، خلال ندوة افتراضية نظمها المعهد البيروفي الدولي للحكامة حول قضية الصحراء المغربية، إن مبادرة الحكم الذاتي، التي يصفها مجلس الأمن الدولي “بالجدية وذات المصداقية”، تحظى بدعم دولي متزايد، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تتوافق مع الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي.
وأضاف أن قضية الصحراء المغربية شهدت، خلال الأشهر الأخيرة، تطورات مهمة بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، وتمثلت بشكل خاص في فتح العديد من الدول لقنصليات بالداخلة والعيون، واعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، ودعمها لمخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد لتسوية النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة.
وتابع الدبلوماسي المغربي، الذي ذكر بالحقوق التاريخية والمشروعة للمغرب على صحرائه، أن هذه الدينامية الجديدة تشكل “منعطفا تاريخيا يعزز دعم المجتمع الدولي لمغربية الصحراء غير القابلة للتفاوض ولا الجدال”، مشيرا إلى أنه تم الانتقال، بفضل التحركات المباشرة للملك، من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير في محددات هذا الملف.
وأضاف أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه يندرج في إطار هذه الدينامية، مسجلا أن القرار الأمريكي سيخلق زخما جديدا لتسوية النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة في إطار مبادرة الحكم الذاتي.
وتابع الشودري أن واشنطن تجدد بهذه “الخطوة المهمة” موقفها الداعم للمبادرة المغربية، والتي “تعتبرها الأساس لحل واقعي وعملي وعادل ودائم” للنزاع المفتعل حول الصحراء، لافتا إلى أن قرار الولايات المتحدة يكتسي أهمية كبيرة لكونه موقف قوة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وسجل الدبلوماسي المغربي أن القرار الأمريكي، الذي يعد ثمرة مشاورات مكثفة منذ سنوات بين المملكة والولايات المتحدة، يشكل أيضا لبنة أخرى في صرح العلاقات التاريخية بين واشنطن والرباط، مسجلا أن قيام أكثر من 20 دولة بفتح قنصليات لها في العيون والداخلة يمثل “انتصارا قويا ويؤكد الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على صحرائه”.
ولفت إلى أنه أمام هذا الدعم الدولي “المتزايد والصريح” لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي، يتواصل مسلسل سحب الاعتراف بالكيان الوهمي، لافتا إلى أن هذه المبادرة تضمن مستقبلا أفضل للمنطقة وتضع حدا لمعاناة المحتجزين بمخيمات تندوف بالتراب الجزائري.
وفي السياق ذاته، أكد الشودري أن الممثلين الحقيقين لساكنة الصحراء المغربية يتم انتخابهم من قبلها بحرية وشفافية ويديرون شؤونها اليومية، مذكرا بمشاركة ممثلين عن الأقاليم الجنوبية في المائدتين المستديرتين بجنيف في دجنبر 2018 ومارس 2019.
ولفت، في هذا الصدد، إلى أن +البوليساريو+ ليست لها أي صفة أو شرعية لتمثيل ساكنة المنطقة، مشيرا إلى أن المجموعة الانفصالية تقترف، بتواطؤ مع النظام العسكري الجزائري، وعلى نحو متزايد أبشع انتهاكات حقوق الإنسان بالمخيمات كما تؤكد ذلك العديد من التقارير الدولية.
وسلط الدبلوماسي المغربي الضوء أيضا على تورط قادة المجموعة الانفصالية، المرتبطة بجماعات إرهابية، في عمليات اختلاس ممنهجة للمساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين بتندوف، مشيرا إلى أن الجزائر، التي اختلقت المجموعة الانفصالية وتحتضنها وتمولها وتسلحها وتدعمها، ترفض السماح بإحصاء ساكنة مخيمات تندوف متحدية بذلك قرارات مجلس الأمن الدولي.
ولفت الشودري، إلى أنه خلافا لهذا الوضع المأساوي والكارثي بالمخيمات والذي تبقى فيه مسؤولية الجزائر قائمة ومؤكدة، يتمتع المواطنون بالصحراء المغربية بكافة حقوقهم السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مسجلا أن مستوى التنمية الذي تشهده الأقاليم الجنوبية يدحض بالملموس وبقوة الأكاذيب التي تروج لها الآلة الدعائية الجزائرية و+البوليساريو+.
وأكد، في هذا الصدد، أن الصحراء المغربية تشهد، بفضل النموذج التنموي الجدید للأقالیم الجنوبیة الذي أطلقه الملك محمد السادس، زخما تنمويا على كافة الأصعدة، مشيرا إلى أن هذا النموذج يعد رافعة حقيقية لتنمية المنطقة من خلال إطلاق مشاريع كبرى في كافة المجالات والقطاعات.
وأكد الشودري خلال هذه الندوة، التي تميزت بحضور وزراء سابقين ودبلوماسيين وأعضاء من البرلمان وأكاديميين ورجال إعلام، أن لا حل لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء إلا في إطار مبادرة الحكم الذاتي وتحت السيادة المغربية، ودعا إلى الانضمام إلى هذه الدينامية الدولية الجديدة من خلال دعم مبادرة الحكم الذاتي لإنهاء هذا المشكل الإقليمي.