كل من انتقد مجلس الرباح وأتباعه يدخل في خانة ما يسمى بجيوب المقاومة وأعداء الإصلاح و الفساد
لعفيف لحسن
يبدو أن الأغلبية العددية التي تتولى تدبير وتسيير شؤون المجلس الجماعي لمدينة القنيطرة ومنذ سنة 2009، يخال إليها أن كل ما تبرمجه من مشاريع لا يقبل النقاش وكأنها منزلة من السماء، وكل من انتقدها يدخل في خانة ما يسمى بجيوب المقاومة وأعداء الإصلاح و الفساد. فسياسة تكميم الأفواه ما زال معمول بها من طرف الحزب الأغلبي الذي ذاق مناضلوه حلاوة الكرسي لما يجلب لهم من منافع ومكاسب المؤدية إلى الإثراء الفاحش. واليوم ما زالوا ينهجون الأسلوب الشعبوي للعودة من جديد إلى كرسي الحكم. وكأن تمثيلية سكان القنيطرة متوقفة عليهم دون غيرهم.
فالكل هنا في مدينة القنيطرة تابع باهتمام بالغ أشغال الدورات العادية للمجالس التي تعاقبت على تسيير الشأن العام للمدينة منذ منتصف التسعينات إلى غاية انقضاض حزب “اللامبا” على كرسي الرئاسة سنة 2009. إذ كان الرباح وأتباعه في زمن المعارضة يذرفون الدموع في جل الدورات موجهين تهم ثقيلة للرئيس محمد تلموست ونوابه نظير سرقة المال العام وتوزيع البقع وتفويت عدد كبير منها للأشخاص الموالين له وبيع ممتلكات الجماعة والتوظيفات المشبوهة و استغلال سيارات الجماعة لأشياء مشبوهة إلى غيرها من التهم التي ظل الرباح وجهابذته في السياسة يستعملونها كورقة للانقضاض على الكرسي/ المنافع.
الشيء الذي تحقق لهم في الاستحقاقات الجماعية لسنة 2009، لكن هيهات فحبل الكذب قصير، فلم تمر سوى أشهر معدودة حتى تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن كل الطرق الملتوية التي نهجوها، كانت بمثابة كبش منفوخ بهواء مسموم، سرعان ما نسف وعاد إلى الهزل.
إذ كان التهافت على المال العام، والبحث عن المكاسب والمنافع لتحسين وضعيتهم الاجتماعية، هي غايتهم الأساسية من تلك الهجمات التي وزعوها يمينا ويسارا في جل التجمعات التي كانوا يحضرونها بدعوة من منظميها أو بدونها، وكان الرباح في كل تجمع يتناول الكلمة ويشرع في توزيع الوعود المعسولة على الحاضرين نضير الرفع من قيمة المنح للجمعيات الرياضية والثقافية وبناء المركبات وخلق مشاريع اقتصادية كل هذه المشاريع سينجزها في حالة فوزه في انتخابات 2009، لدرجة اعتقدت مجموعة من ساكنة القنيطرة أن الأخيرة ستتحول إلى مدينة فاضلة، لكن كل ذلك كان مجرد خطاب شعبوي الغرض منه هو استمالة أصوات الناخبين ليس إلا. ناهيك عن وقفة الجمعة التي دعا إلى تنظيمها مستشارو حزب المصباح ذات يوم من شهر يونيو 2009 ضد ما أسموه بأزمة النقل الحضري علما أن مدينة القنيطرة لم تكن حينها تعاني من أزمة حقيقية في وسائل النقل كما هي الحالة عليه اليوم، هذه الوقفة التي حضرها بعض أعضاء من الأمانة العامة لحزب “البيجدي” كادت أن تعرض منظموها الى ما لا تحمد عقباه بعد أن فطنت السلطات المركزية لأهدافها التي كانت تحوم حولها شكوك وشبهات وتشتم منها رائحة الاستحقاقات التي كان قد اقترب أجلها.
ومازال جهابذة هذا المجلس الأسطوري يسعون للانقضاض على الكراسي التي تسيل اللعاب من خلال نهجهم لسياسة المظلومية ورغم كل ما ذكر أو لم يذكر أو سقط سهوا في حق هذا المجلس المشلولة أعضاءه، فالويل تم الويل لمن حاول تسفيه عمل مجلس “مول المدينة” فسيكون من نصيبه ما لم يقله ما لك في الخمر وكأن تزكيته هذا المجلس لا يأتيها الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ولله في خلقه شؤون.