لقاح كورونا في الولايات المتحدة غير متاح للمهاجرين غير الشرعيين

Belbazi

يبدو أن قدر الفئات المكافحة في معظم أنحاء العالم مواجهة الظلم والتمييز في كل زمان ومكان، والولايات المتحدة ليست استثناء، إذ تشعر هيرليندا مينديز (52 عاما) وهي عاملة مهاجرة تعمل في حصد محصول الفاصوليا الخضراء بمقاطعة بالم بيتش في ولاية فلوريدا، أنها لا تلقى معاملة عادلة منذ بداية تفشي فايروس كورونا.

وقالت مينديز لصحيفة ميامي هيرالد الأميركية “عندما بدأت الأزمة الصحية، لم نحصل على مستلزمات للحماية الشخصية من أرباب عملنا. ثم عندما بدأ إجراء الاختبارات من أجل التحقق من الإصابة بفايروس كورونا لم يأتِ أحد إلى هنا”. وأضافت مينديز التي لا تحمل وثائق إقامة “الآن بعد أن صارت اللقاحات هنا، لا يسعني إلا أن أشعر بأنني غير مرئية”.

ضرورة توفر وثائق الإقامة في فلوريدا بغرض الحصول على اللقاح تأتي بعد وجود حالات يطلق عليها سياحة اللقاحات

وذكرت ميامي هيرالد أن مينديز تعتبر واحدة من بين مئات الآلاف من عمال المزارع الذين يعيشون في فلوريدا، ويأملون في الحصول على الأولوية في التلقيح خلال الجولة التالية من توزيع اللقاحات. إلا أن ضرورة حمل الأشخاص الراغبين في الحصول على اللقاح لوثائق تثبت إقامتهم في الولاية تثير مخاوف بشأن إمكانية حصول الكثير منهم على اللقاح.

وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن يكون العمال الذين يعتبرون أساسيين من أجل سير عجلة الاقتصاد، في المرحلة التالية بين من سيحصلون على اللقاح، بحسب مسودة خطة اللقاحات الخاصة بالولاية، وذلك على الرغم من أن المسؤولين لم يحددوا بعد الأشخاص المنتمين لتلك المجموعة. ومما يزيد المسألة تعقيدا هو أن الكثير من عمال المزارع يحملون تأشيرات دخول مؤقتة أو غير مسجلين من الأساس.

وتقول لينزي ماكيلروي، المتحدثة باسم مركز غواتيمالان – مايا وهي منظمة غير ربحية تخدم الأسر المهاجرة في فلوريدا منذ عقود “إن أغلب أسرنا ليس لديها بطاقات هوية من فلوريدا، إن بطاقات الهوية التي يمتلكونها هي في الأغلب ممنوحة من القنصلية الغواتيمالية”.

يتم تطعيم كبار السن من ذوي البشرة السمراء بمعدل أبطأ من كبار السن من ذوي البشرة البيضاء

وتأتي المتطلبات الجديدة الخاصة بضرورة توفر وثائق الإقامة في فلوريدا بغرض الحصول على اللقاح، بعد أن علمت العديد من الصحف الإخبارية ومن بينها “ميامي هيرالد” بوجود حالات يطلق عليها “سياحة اللقاحات”، وهي لأشخاص يسافرون إلى فلوريدا من دول أو من ولايات أخرى بغرض الحصول على اللقاح. وكان حاكم الولاية رون ديسانتيس قال في وقت سابق، إنه يوافق على حصول “الطيور المهاجرة” والمقيمين في فلوريدا بصورة دائمة على اللقاح، ولكنه لا يريد أن يأتي أشخاص إلى فلوريدا “من دولة أخرى أو من أي مكان آخر” من أجل الحصول على اللقاح.

وهناك ما يقرب من 200 ألف شخص من المهاجرين ومن عمال الزراعة الموسميين الذين يسافرون كل عام مع أسرهم ويعملون في فلوريدا، ويعيش الكثير منهم في مخيمات للمهاجرين، أو في أماكن مخصصة للسكن الجماعي، بحسب ما نقلته الصحيفة عن وزارة الصحة في فلوريدا. وتسلط أزمة عمال الزارعة الضوء على جدل أكبر بشأن حصول المهاجرين غير المسجلين على جرعات اللقاح.

وقد كشفت عملية توزيع اللقاحات في فلوريدا عن حدوث تفاوتات عرقية بالفعل في بعض المجتمعات، ومن بينها مقاطعتا ميامي – ديد وبروارد، حيث يتم تطعيم كبار السن من ذوي البشرة السمراء بمعدل أبطأ من كبار السن من ذوي البشرة البيضاء، بحسب بيانات حول كوفيد – 19 صدرت عن سلطات الولاية هذا الأسبوع.

ضرورة حمل الأشخاص الراغبين في الحصول على اللقاح لوثائق تثبت إقامتهم في الولاية تثير مخاوف بشأن إمكانية حصول الكثير منهم على اللقاح

وتقول ماريا كارولينا، وهي مهاجرة تعمل في إحدى دور الحضانة بمقاطعة بالم بيتش ومتطوعة في مركز غواتيمالان – مايا، إن “هناك بعض أصحاب المزارع الذين أخبروا العاملين لديهم بأن اللقاح هو مجرد خدعة من أجل قتل المهاجرين، كما سمعنا نظريات مثل أن اللقاح هو مجرد وسيلة لجذب المهاجرين إلى مكاتب إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، حتى يتمكنوا من ترحيلهم”.

ونقلت الصحيفة عن كارولينا قولها “ليس هناك شيء صحيح من ذلك، ولهذا السبب قمنا بالكثير من العمل من أجل توعية مجتمعنا، ولكن ما زالت هناك مخاوف”. وعلى الرغم من المخاطر المعروفة، أقيمت اختبارات محلية جماعية في بعض المجتمعات الزراعية للتحقق من إصابة سكانها بفايروس كورونا، ولكن بصورة بطيئة.

وقد أطلقت منظمة أطباء بلا حدود مهمتها الأولى في فلوريدا في مايو الماضي، بعد أن لاحظت مدى خطورة تعرض عمال المزارع لخطر الإصابة بفايروس كورونا. وحتى إذا انتهى الأمر بإدراج عمال الزارعة على قائمة من لهم الأولوية في التلقيح، فإن الحصول على الجرعات قد يظل عقبة بسبب السياسات التي تتبعها المستشفيات الحكومية والمحلية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: