أحزاب ترشح أمیون و جهلة و لا یهمها تأهیل نخب قادرة على تحمل المسؤولیات العمومیة
لعفيف لحسن
جل المهتمین بالشأن السیاسي ببلادنا، على علم یقین بالطریقة التي یتم بها استقطاب أناس لخوض غمار الاستحقاقات الجماعیة والتشریعیة. إذ یكفي أن یكون الشخص المستهدف میسور الحال لیضمن مكانة متقدمة في اللائحة الانتخابیة لهذا الحزب أو ذاك رغم
جهله بتاریخ و توجهات و إیدیولوجیة التنظیم. و جهله كذلك للقراءة و الكتابة. هذا هو واقع الحال لدى العدید من تنظیماتنا السیاسیة
التي تبحث لها فقط لا غیر على موطئ قدم في الخریطة السیاسیة ببلادنا للوصول الى كراسي المسؤولیة و لا یهمها تأهیل نخب قادرة
على تحمل المسؤولیات العمومیة و تنشیط الحقل السیاسي.
و هكذا نجد جماعات قرویة و حتى الحضریة منها، یرأس مجالسها رؤساء أمیون و جهلة ما یجعلهم عرضة لشتى أنواع الفساد وبالتالي تبقى المنطقة التابعة لنفوذ الجماعة التي ترأسها مثل هذه النماذج البشریة من الرؤساء في منأى عن كل تقدم و تحضر. مع
الأسف لم تعد للمناضلین الحقیقیین المكانة التي كانوا یمتازون بها في زمن الرجال العظماء الذین ذاقوا مرارة التعذیب الوحشي في
الزمن غیر المأسوف علیه. و أصبح الیوم زعماء آخر الوقت یلهثون وراء الإغتناء و معانقة الثراء و تطلیق البؤس، هذا هو شعارهم
الأبدي خلال كل فترة استحقاق فلا تهمهم مصالح الفئات الشعبیة بقدر ما یخدمون مصالحهم و مصالح المقربین و الموالین… ما
ترتب عن هذه “السیبة” التي ضربت أحزاب سیاسیة في مقتل، عزوف آلاف الشباب عن العمل السیاسي الذي اعتبروه مجرد معقل
خصب للإثراء الفاحش و لا یخدم قضایا البلاد و العباد بالمشاكل المرغوب فیه على غرار الدول الدیموقراطیة التي تحترم شعوبها
وتؤمن بالمقولة المشهورة “الرجل المناسب في المكان المناسب”.