حاولوا رسم صورة “ملائكیة” عن المجلس الجماعي للمدینة لكن لجنة تفتیش تدحض الشعارات الزائفة لجهابذة السیاسة
لعفيف لحسن
حلت، أخیرا، لجنة تفتیش من وزارة الداخلیة، ضیفا ثقیلا على المجلس الجماعي لمدینة القنیطرة، إذ وقفت حسب مصادر علیمة لا تفوتها كبیرة و لا صغیرة إلا و أحصتها، على جملة من الخروقات التي لم یسبق للمجالس التي تعاقبت على تدبیر و تسییر شؤون المدینة و عبادها أن سقطت في مثل هذا النوع من الفساد الذي كشف عنه خبراء الداخلیة و الذي یجب تطبیق المبدأ الدستوري بشأنه و المتعلق بربط المسؤولیة بالمحاسبة، على اعتبار أن جمیع المغاربة سواسیة أمام القانون.
و تأكد لمن هم بحاجة الى تأكید أن لقاح المقدس بالمدنس لم یكن سوى وسیلة للقفز على كرسي المسؤولیة الذي یدر على أصحابه
الملایین من أموال الغلابى من أبناء فقراء الشعب و طبعا في غیاب الحسیب و الرقیب.
و في انتظار توصل مكتب الجریدة بنسخة من التقریر الفضیحة الذي حررته لجنة تفتیش و الذي هم الصفقات و المشاریع و التسییر و
التدبیر لمرافق تابعة للبلدیة حتى یكون ساكنة المدینة على علم و نیة بما یجري و یدور بدوالیب المجلس الذي یسیره “البیجیدیون”.
نذكر مرة أخرى بعدا أخرى فأخرى أن عزیز الرباح ،رئیس المجلس، ظل و طیلة السنوات التي قضاها في المعارضة یوجه اتهامات
خطیرة لمجلسي محمد تلموست و عمر بومقص… و الحدیث قد یطول في سرد الإتهامات التي كالها الرباح و أتباعه في زمن
المعارضة التي كان في جل دوراتها العادیة یذرف الدموع مدعیا أن هدفه هو العنایة بالفقراء و الفئات الهشة…
و الیوم و بعد أن تمكن من الجلوس على الكرسي الوثیر أصبح یشهر سیفه في وجه كل من حاول انتقاد سیاسته التدبیریة و التسییریة.
فلم تفلت المعارضة و لا الصحافة الوطنیة و الجهویة من خرجاته إذ ظل یتهمها بالفساد و الأقلام المأجورة الى غیرها من الاتهامات
التي عفا عنها الزمن، محاولا منه رسم صورة “ملائكیة” عن المجلس الذي یقوده منذ سنة 2009 .إذ ظل یلجأ الى الخطاب الدیني
لدغدغة عواطف الناس و كل ذلك للحفاظ على المصالح الشخصیة، ماداموا یراكمون تعویضات “سمینة” عن المهام المتعددة التي
حصلوا علیها عن طریق “الریع” الانتخابي. لكن المواطنون لم تعد تنطلي علیهم الحیل و الأكاذیب بعد أن فطنوا لكلام الرباح الذي لم
یكن سوى مجرد مزایدات فقط لا غیر و بالتالي التطاحن على المناصب و المكاسب و الاستمرار في التسییر.
لقد حان الوقت لمحاصرة الكائنات الانتخابیة الضارة و استئصالها، هذه الوجوه الانتخابیة التي أصبحت مستهلكة، و كأننا أمام أناس
تتوقف علیهم حیاة العملیة الانتخابیة.
و أخیر و لیس آخرا، أقول لكل من یكرس كل جهوده للقضایا الانتخابویة بشكل یبعث على الخجل و یفاقم في تلاشي منسوب الثقة و المصداقیة، أنكم تخلیتم عن سنة عظمائنا الذین كانوا یرفضون مناصب المسؤولیة خوفا من االله، أما أنتم فتتسابقون إلیها خوفا من
الفقر.